Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أخطاءُ العربِ القاتلةُ بقلم: فؤاد زاديكى
أخطاءُ العربِ القاتلةُ بقلم: فؤاد زاديكى إنّ الشّعوبَ, و عبر مراحل تاريخها و مشوار حياتِها, تخطئُ و تُصيبُ في بعض الأعمال و الممارسات, التي تقوم بها, خلال فترةِ حياتها, و هذا وضعٌ ينطبقُ على جميع شعوب الأرض. من الملاحظ أنّ هناك بعض الشّعوب, تعترف بأخطائها و تعتذر لمن تسبّبت له بضرر من جرّاء خطئها أو أخطائها هذه, و هذه سمةٌ إنسانية نبيلة, تضعُ الأمور في نصابها, أو تقلّل بعض الشيء مِن وطأة ما أحدثته تلك الأخطاء, و هناك شعوب و أممٌ أخرى لا تعترف بأخطائها منها الشعوب العربية المسلمة, فهي ترى أنّ الاعتراف بالخطأ رذيلة بدل أن يكون فضيلة. سنحاول في هذا البحث أن نتطرّق إلى بعض أهمّ و أخطر الأخطاء, التي ارتكبها و يرتكبها العرب المسلمون خلال مسيرة حياتهم, دونَ أن يكون لديهم دافعُ الاعتراف بها من أجل تداركها, و محاولة عدمِ تكرارها. 1- عدم الاعتراف بالخطأ إنّ تاريخ الشّعوب حافلٌ و منذ القدم بوجود فلاسفة و مفكّرين و قادة سياسيين أخطؤوا في قراراتهم و وجهات نظرهم, لكنّهم اعترفوا بوقتٍ من الأوقات بهذه الأخطاء, و اعتذروا لمن وقع عليهم الخطأ, ثمّ قاموا بتصحيح الخطأ ما أمكن, و هذا ما يجب أن يكون, فمن لا يقوم بهذا, لن يتقدّم خطوةً واحدةً نحو الأمام. إنّ التّاريخ العربي الإسلامي يفتقرُ إلى وجود قادة يعترفون لشعوبهم و للشعوب الأخرى بأخطاء هذا التّاريخ, و متى تمّ الاعتراف فسوف تتبعه خطوة الاعتذار و من ثمّ تدارك تلك الأخطاء و العمل على تصحيحها, و يكاد العرب المسلمون يكونون الشعب الوحيد في العالم, الذي ليست لديه جرأة الاعتراف بالخطأ, و هذه مصيبةٌ كبرى, فالاعتراف بالخطأ غير وارد لدى العرب المسلمين, و لهذا تتمّ تنشئة الأطفال في البيت و المدرسة و المجتمع على واقع هذه الأخطاء, فهم يخشون من قول الحقيقة, ففي سنة 2000 اعترف البابا يوحنا الثاني بالأخطاء التي مارستها الكنيسة و اعتذر عن الحروب الصليبية و عن مذابح البروتسنات الفرنسيين و عن محاكمة غاليليو و طلب الصّفح, و هذا موقف حضاري و شهم يتطلّب جرأة فائقة, لكن هل يستطيع العرب المسلمون الاعتذار للشعوب التي نالت الويلات من جراء الحروب و الغزوات التي قام بها المسلمون في الكثير من بلدان العالم؟ بكلّ تأكيد هم لا يستطيعون فعل ذلك, لأنّهم على يقين و ثقة تامّة بأنّ كلّ ما جرى كان في مسارٍ صحيح, و هنا تكمن مشكلة هذا الشعب, فهو غير قادر على الاعتراف بأخطائه و لا بالاعتذار و لهذا فلن يكون هناك تصحيح لتلك الأخطاء. 2- الخطأ الأكبر و القاتل إنّ الخطأ الأكبر و القاتل الذي وقع فيه العرب المسلمون هو عدم قبولهم بخطة الأمم المتحدة (عصبة الأمم) بشأن تقسيم فلسطين في عام 1947 بموجب القرار رقم 181 الذي قضى بإنشاء دولتين يهودية و عربية على أرض إسرائيل, التي كانت يومئذ تحت الانتداب البريطاني, فهم رفضوا القرار الدّولي و قاموا بحرب 1948 فخسروا كلّ شيء, ثمّ قاموا بحروب أخرى 1956 و 1967 و 1973 زادت من رقعة الأراضي التي صارت تحت سيطرة إسرائيل, و اليوم يطالبون بحلّ الدّولتين, و بأقلّ ممّا كان سيُعطى لهم في عام 1947. لكنّي لا أعتقد بأنّ إسرائيل ستوافق على غير ما تقرّره هي و ليس غيرها. 3- إيمانهم بنظرية المؤامرة نظرية المؤامرة مصطلح يشير إلى شرح لحدث أو موقف اعتمادًا على مؤامرة لا مبررَ لها، وعمومًا تؤخذ المؤامرة في مضمونها على أفعال غير قانونيّة أو مؤذية تنفذها حكومة أو منظمة أو أفراد. تُنتج نظريات المؤامرة في أغلب الحالات افتراضات تتناقض مع الفهم التاريخيّ السائد للحقائق البسيطة. يقول الأستاذ ماثيو "إنّ نظرية المؤامرة عبارة عن ظاهرة شائعة وشعبية، فالإيمان بنظريات المؤامرة هي ظاهرة مهمة لفهم السياسة العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " ويقول الكاتب والمحلل روجر كوهين "إن نظريات المؤامرة في العالم العربي هي ملجأ الضعفاء في نهاية المطاف" أما آل مومن فقد أشار لخطورة مثل هذه النظريات قائلا "نظرية المؤامرة لا تُبعدنا عن الحقيقة فقط بل تُبعدنا من مواجهة أخطائنا ومشاكلنا" "مع انتشار الحوار وتبادل الأفكار والثقافات وترسيخ التساؤلات والتشكيك بالمعتقدات والمسلمات، أصبح الأمر أكثر صعوبة في السيطرة على تساؤلات الناس أو وعيهم وإدراكهم, فالناس اليوم يستحقون معرفة الحقائق والوقائع وسط التطور المتسارع بشفافية، كمعرفة الظواهر الفضائية والطبيعية وتفسير نظريات المؤامرة التي أشغلتهم عقودًا، ممّا يحتّم على الحكومات والطبقات الحاكمة والنافذة العمل على إعادة بناء جسور الثقة مع الجمهور من جديد" تستخدم الحكومات هذا المفهوم من أجل التشويش على أفكار النّاس, و العمل على إخضاعهم لأجندتها, في محاولة للتهرّب من أخطائها و عدم تحمّل مسؤولية ذلك, و هو أسهل و أبسط طريق للحكومات لخداع مواطنيها, كي تحاول إنقاذ نفسها من المواقف الصعبة التي تمرّ بها لنفي التّهم عنها و إلصاقها بالغير, بالمختصر فإنّ نظرية المؤامرة و التي يؤمن بها العرب المسلمون هي محاولة لتبرير عجزهم و إلقاء تبعات أخطائهم على الآخرين في محاولة هروب غير ناجحة. 4- العيش في الماضي صدق مَن قال: "إنّ العرب أمة ماضويّة", أي هي تعيش في الماضي فقط, تعيش على التاريخ الذي يلهمها, و تعتبره المصدر الرئيس لمرتكزات وجودها و لاستمرارية كيانها, لهذا نرى بوضوح أنّ الماضي هو الذي يوجّه العرب بينما الحاضر و المستقبل هما اللذان يوجّهان الأمم الأخرى, فالعرب المسلمون إذًا هم في حضور الماضي و غياب المستقبل, و مَن يعيش على هذا التفكير و يسير على هذه المنهجية و المنوال, فلن يكون مصيره سوى المزيد من النكسات و الويلات و المصائب و التّخلف و الجهل و تراجع الأفق الفكري, حتّى أنّ الأخطاء في ذلك الماضي يعتبرونها أمجادًا و فخرًا و بطولات خياليّة أشبه ما تكون بالأساطير, هي تعيش أمجاد زائفة على تراكم أحزان و مآسي الحاضر, لذا لن تقوم لها قائمة و واقعها الحالي هو شاهد على ما هي عليه. يقول المؤرخ ابن خلدون عن العرب: "والعرب من طبيعتهم أخذ ما في أيدي غيرهم.. فإذا ملكوا أمة من الأمم جعلوا غاية ملكهم الانتفاع بأخذ ما في أيديهم وتركوا ما سوى ذلك من الأحكام بينهم.. فتبقى تلك الأمة كأنّها فوضى مستطيلة فلا يستقيم لها عمران وتخرب سريعاً شأن الفوضى كما قدّمنا" إنّ العرب مازالوا يعيشون لغاية اليوم حروب داحس و الغبراء و حرب البسوس و غيرها, حيث نراها في هذا البلد العربي أو ذاك ماثلة للعيان. يقول أحد الكتّاب العرب في مقالٍ له: "من المهمّ لكلّ أمّة أن تفهم تاريخها وتدرسه جيّداً لتستخلص العبر، ولكن من المدمّر لمسيرتها الحضارية أن ينغمس أبناؤها بالتاريخ، بكلّ ما فيه من عداوات وحروب بشكل يحول أبصارهم عن المستقبل. هذا بالضبط ما يفعله العرب الآن الذين يعرفون أكثر مما يجب من تاريخهم العتيق في الوقت الذي يفتقدون فيه إلى معلومات وتخطيط علمي للمستقبل. نحن نغرق في فيض الكتب والسجالات التي تتحدث عن حرب الجمل وصفين والدولتين الأموية والعباسية ونمتشق سيوفنا لنحارب فيها وكأننا نعيش في القرن الأول الهجري" 5- كراهيتهم للشعوب الأخرى إنّ الشعوب العربية المسلمة من أمهر شعوب العالم في خلق فكر البغضاء و الكراهية و تعميمه على نطاق واسع, فهم لا يثقون بالشعوب الأخرى بسبب مشاعر الكراهية هذه, بحيث يبقى فكرهم محصورًا ضمن دائرة الخوف من تلك الشعوب و عدم التفاعل معها, بحجة أنّها تشكّل خطورة عليها. إنّ صناعة الكراهية تجارة رائجة في التّراث الإسلامي, و لكون هذه الشعوب تعتمد على تراثها و تقدّسه فهي ملزمة بالعمل بمضمونه, و ما مضمونه غير عفنٍ تسبّب لهذه الشعوب و عبر قرون طويلة من الزمن بمصائب لا حصر لها, و جعلها أسيرة الجهل و التّخلّف و الانحطاط العلمي و الثقافي و التكنولوجي و الحضاري, فهي أمّة تأكل ممّا يزرع الغير و تلبس ممّا يصنعونه. أمّة مستهلكة, ليست منتجة. إنّ كراهية العرب المسلمين لليهود و النّصارى عبر التّاريخ, جعلهم بعد ذلك يكرهون كلّ مَن ليس من عرقهم أو من دينهم, لكن و للأسف فهم يكرهون بعضهم البعض أيضًا, و يتناحرون فيما بينهم و يتقاتلون و يتحاربون لأسباب كثيرة, و الواقع الحالي في السودان و اليمن و العراق و سورية و غيرها من البلدان العربية شاهد على ذلك. 6- هم لا يستفيدون من أخطائهم العرب المسلمون لم يستفيدوا و لا يستفيدون من أزماتهم المتكررة حتّى و لا من أزمات غيرهم, ولهذا فمن الممكن تقديم النّصيحة لمن يحتاجها, لكنه ليس لأحد الحقّ بتصحيح أخطاء الآخرين و ليس له الحقّ كذلك في إصدار أحكام على أفعال الغير و تصرّفاتهم, و للعرب باع طويلة في مثل هذه الأمور فهم ينتقدون الآخرين من منظار فكرهم الذاتي و يضعونهم في خانة الاتّهام و الخيانة و الكفر الخ... لهذا نراهم يكرّرون الأخطاء ذاتها و لأكثر من مرّة, فهم لا يتعلّمون من تلك الأخطاء و لا يتّعظون أو يأخذون منها دروسًا. العرب المسمون بأمسّ الحاجة إلى النّقد الذاتي و الذي هو آلية تتبّع الأخطاء من أجل التطوير والتحسين. وبدون هذه العقلية التي تتساءل دوماً عن الأخطاء والعيوب وتعمل على تلافيها وتطوير الأداء، لا يمكن لأيّ أمة أن تنجح في مواجهة تحديات الحياة المتغيرة، فهي تصبح ضحية لجمود يجعلها متأخّرة عن بقية الأمم. 7- اعتقادهم بفكرة الأفضل يعتقد العرب المسلمون بأنّهم الأفضل و الأشرف و الأصلح و الأقوم و الأنظف و الأعلون, لاعتقادهم " بأنّهم خير أمّة أُخرِجت للناس" إنّ هذا التفكير ولّد لديهم الشعور بالفوقيّة فيرون من خلال ذلك أنّ كلّ ما يؤمنون به و يفعلونه هو صحيح, و عندما يُشير أيّ أحد إلى عدم صحّة فكرة لديهم أو خطأ, ينفعلون بسرعة و تثور عواطفهم, ليبدؤوا بالتّصادم و الصّراع, اعتقادًا منهم أنّهم الأفضل, لهذا ليس من حقّ أحد أن يوجّه لهم نقدًا أو يشير إلى خطأ ارتكبوه. مثل هذا الشعور يجعلهم في موقف يصعب التّعامل معهم, وبالنتيجة فإنّ كلّ الضرار المترتّبة عن ذلك تسقط فوق رؤوسهم دون غيرهم. إنّ مثل هذا الاعتقاد يحمل بعض الفكر العنصري و يقول الأستاذ علي ديب أحد الكتّاب العرب في موقع رصيف:" وإذا أضفنا إلى هذا العنصرية الموروثة في التعامل مع أبناء "الأقليات الدينية والعرقية" في العالم العربي لبرزت أمامنا كلّ ألوان الطيف العنصري في بلادنا" 8- خضوعهم للدّين يقول ابن خلدون في مقدمته في الفصل السابع و العشرين: " العرب لا يحصل لهم الحكم والملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين.. والسبب أنّهم أصعب الأمم انقياداً بسبب الغلظة والأنفة وبعد الهمّة والمنافسة في الرياسة وقلّما تجتمع أهواؤهم. فإذا كان الحكم بالدين أو الولاية ذهب عنهم خلق الكبر والمنافسة فسهل انقيادهم واجتماعهم... فإذا كان فيهم النبيّ أو الوليّ الذي يدعوهم للقيام بأمر الله ويذهب عنهم مذمومات الأخلاق ويؤلّف كلمتهم لإظهار الحق يتمّ اجتماعهم ويحصل لهم الغلبة والملك". إنّ العرب المسلمين واقعون في حياتهم و من جميع النّواحي تحت التأثير الشديد للدين, فالدّين و الفكر الدّيني يُسيّر دفّة حياتهم بشكلٍ تامّ, لا يستطيعون من خلال ذلك التّفكير بحرّيّة, فهم مقيّدون بأوامر و تعاليم ليست لديهم أيّة إمكانية للخروج عن طاعتها, فهم أسرى لها, ينفَذون الأوامر بدون قيد أو شرط و بدون أن يبدوا أيّ اعتراض, مهما كانت النتيجة. هم ليس لديهم خيار آخر سوى القبول و الرّضوخ و الاستسلام لما يقوله الدّين و يأمرهم بعمله و تنفيذه, حتّى و إن لم يكن صحيحًا. يلعب الدّين دورًا كبيرًا و مؤثّرًا للغاية في حياة العرب المسلمين, لهذا تراهم يحشرون الدّين في كلّ صغيرة و كبيرة, ممّا يحدّ من مجال فعل العقل و بغياب العقل و مفعوله يغيب المنطق و يضيع الحقّ, حتّى أنّهم يقومون بتطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين, دون مراعاة لخصوصياتهم الدّينية, و لو أنّ أحدًا ما فعل مثل هذا معهم لسمعت أصوات التكبير من كلّ مكان, يحقّ للعربي المسلم ما لا يحقّ لغيره, هذا ما يؤمن به العربي المسلم, و هذه واحدة من المعتقدات الفاسدة التي يؤمنون و يعملون بها. حين تسود في المجتمع ثقافة التسليم يتقلّص هامش النقد الذاتي ويتّسع هامش التبرير. العرب المسلمون و في كلّ مكان يسعون إلى إقامة دولة دينيّة, بدل العمل على قيام دولة علمانية تفصل الدّين عن الدّولة, و هذا ما فعلته أوروبا فهي الأخرى عانت من سيطرة الدين لعقود طويلة و أخيرًا استطاعت أن تتحرّر من قيود الدين لتصل إلى ما وصلت إليه من رقيّ و تقدّم و تطوّر في جميع مجالات الحياة. 9- سيطرة النّظام الأبوي (الاستبدادي) إنّ كلّ شعوب العالم تتعرّض لخطايا كثيرة, و هذا ليس عيبًا, بل العيب في أن يُبقي شعبٌ ما على هذه الخطايا و العيوب, فلا يحاول تلافيها, و هذا ما يجعل هذا الشعب أو ذاك في مؤخرة شعوب العالم, كما الشعب العربي المسلم اليوم, فهو لا يحاول معرفة الداء كي يسعى إلى الحصول على الدواء, و هذا لا يقتصر على منظومة الحكم بل على الجميع و على مختلف المستويات و المراحل من البيت و الأسرة فالمدرسة و المجتمع وصولًا إلى العلاقة بين المواطن و السلطة الحاكمة. إنّ العقل العربي عقلٌ ذكوريّ, لهذا نرى أنّ جميع المجتمعات العربية الإسلامية تسير على هذا النّهج الذكوري و هي تستمدّ روح هذه الفكرة من الدّين, الذي يهمّش المرأة و يجعلها في مصافّ العبدة لدى الرجل فقط لتلبية مطالبه الغرائزية و احتياجاته الحياتية, لهذا لا يجب أن نستغرب حين يصف أحد الممثلين الإنكليز الفكر الذكوريّ بأنّه سامّ. 10- اِنفصالهم عن العالم الشعب العربي المسلم غير مثقّف, فهو لا يحبّ المطالعة, أي أنّه لا يتعامل مع الكتاب و الذي هو مصدر ثقافي هامّ كما يجب, فهو قليل المطالعة, عديم المعرفة, تكاد معرفته تنحصر بالوسط الذي يعيش فيه, فأغلب الشعوب الأوروبية المتحضّرة ترى الكتاب لا يفارقها في القطار و في المنتزهات و في المكتبات فلا يكاد بيت من بيوتهم يخلو من مكتبة, بينما قلّما تجد مكاتب في بيوت عربية مسلمة, و إن وجدت فهي ستكون في بيوت النخبة المثقّفة أو مكاتب تحوي على كتب التراث الدّيني الإسلامي دون غيره, و هذا الأمر لا يساعد على بناء صلة و تواصل مع الغرب و الذي هو الفكر الآخر, علمًا أنّه مصدر المعارف و الثورة العلمية و الصناعية و التكنولوجية.
يقول الأستاذ علي أديب في نفس المقال: " كلّما ازداد الانسان علماً كلما اتسعت البصيرة وازداد الفهم للعالم الذي يعيش فيه وأصبح أكثر قدرة على التفاعل معه بشكل سليم. ولكن كيف يقوم العرب بهذا في الوقت الذي يبلغ معدل القراءة عندهم كتاباً واحداً في السنة لكل 80 مواطن؟ ويبلغ دافع القراءة بهدف الترفيه 46% بينما يقرأ 26% من العرب بدافع الفهم والتعلم" و أضيف لأقول: إنّ نسبة الأمّيّة في المجتمعات العربية المسلمة ماتزال مرتفعة و هذا ما يؤثّر سلبًا على هذه المجتمعات. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|