Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
هِيَ مَوطِنِي الشاعر السّوري فؤاد زاديكى
هِيَ مَوطِنِي
الشاعر السّوري فؤاد زاديكى أخْبَرتُ كلَّ النّاسِ عنها يا (غَنِي) ... بالعِشقِ، صارتْ لي بِحَقٍّ مَوطِنِي مهما يَطُولُ البُعدُ، تَبقَى وجهتِي ... في دربِ عمري، إنّنِي في مَأمَنِ عينانِ كالأفْقِ، المدَى في وسعِها ... ترنُو إليها بِانْدِفاعِ المُوقِنِ أن لا هناءً دونَ أن نَحْظَى بِهَا ... وحيُ انطِباعِ الرّوحٍ عندَ المَسْكَنِ ما زلتُ أسعى وصلَها في رغبةٍ ... حينَ التَقينا، حيثُ صَمْتُ الألسُنِ نَبْضَاتُ قلبي يومَها لم تَستَكِنْ ... في هَدأةٍ، أُبدي خُشُوعِ المُؤمِنِ إذْ في دَمِي، كالشّمسِ يسري ضوؤها ... في كلّ حرفٍ مِن حَديثِ المَأمَنِ لن أنثَنِي عن حبّها لو لحظةً ... ما دمتُ حيًّا، في حدودٍ المُمْكِنِ قد صارَ قلبي في هواها مُغرَمًا ... يسعى إليها باندهاشٍ مُعْلَنٍ إنّي بها ألقى هناءً خالِصًا ... في قُرْبِها، سَعدٌ بِدُونِ المُحْزِنِ يا ليتَ أيّامي أطالتْ عهدَها ... مهوى حياءٍ، في حُضُورّ مُتْقَنِ في بُعدِنا شوقي سعيرٌ دائمٌ ... حتّى يَصِيرَ الوصلُ، بالمُسْتأمَنِ المانيا في ١٨ أيلول ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-10-2024 الساعة 02:32 AM |
#2
|
||||
|
||||
تحليل قصيدة "هِيَ مَوطِنِي" للشاعر السّوري فؤاد زاديكى
البيت الأول: > أخْبَرتُ كلَّ النّاسِ عنها يا (غَنِي) ... بالعِشقِ، صارتْ لي بِحَقٍّ مَوطِنِي الشاعر يبدأ بتوجيه كلامه إلى شخص أو كيان يُدعى "غني"، مستخدمًا النداء، مما يعكس توجيهًا للخطاب مع حميمية وعاطفة. الصور الأدبية: نلاحظ تشبيه الوطن بالعشق؛ الوطن هو مكان الحب الذي يعيش فيه الإنسان، مما يجعل الرابط بينه وبين وطنه أشبه بعلاقة حب. الأسلوب: السطر الثاني يحتوي على تعبير مباشر وواضح، ويستخدم الشاعر لفظة "بحق" للتأكيد على أن الوطن حقيقي ومهم. البيت الثاني: > مهما يَطُولُ البُعدُ، تَبقَى وجهتِي ... في دربِ عمري، إنّنِي في مَأمَنِ هنا يعبر الشاعر عن أنه مهما ابتعد عن الوطن، فإنه سيظل هدفه ووجهته. الصور الأدبية: يوجد استعارة في "البعد" حيث يعبر الشاعر عن المسافة الزمنية أو الجغرافية كشيء مادي. الأسلوب: الأسلوب سردي وواضح، يعكس مدى تعلق الشاعر بالوطن رغم الظروف. البيت الثالث: > عينانِ كالأفْقِ، المدَى في وسعِها ... ترنُو إليها بِانْدِفاعِ المُوقِنِ هنا يستخدم الشاعر التشبيه بين العيون والأفق، حيث يعكس الأفق الواسع مدى اتساع الأمل والرؤية. الصور الأدبية: التشبيه بين العين والأفق يعكس رؤية عميقة للمحبوبة أو للوطن. المحسنات: التوازن في التعبير بين "ترنو إليها" و"باندفاع الموقن" يعكس التوازن بين العاطفة والإيمان. البيت الرابع: > أن لا هناءً دونَ أن نَحْظَى بِهَا ... وحيُ انطِباعِ الرّوحٍ عندَ المَسْكَنِ الشاعر يعبر عن أن السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بالوجود في الوطن. الصور الأدبية: الاستعارة في "وحي انطباع الروح" حيث يصور الروح وكأنها تتأثر بشكل عميق عند العودة إلى الوطن. الأسلوب: أسلوب تأكيدي يعكس الشاعر فيه حقيقته الداخلية. البيت الخامس: > ما زلتُ أسعى وصلَها في رغبةٍ ... حينَ التَقينا، حيثُ صَمْتُ الألسُنِ الشاعر يتحدث عن سعيه المستمر للقاء الوطن أو الحبيبة، واصفًا اللقاء بأنه يحقق الصمت والتأمل. الصور الأدبية: استعارة "صمت الألسن" لتصوير اللحظة التي يتوقف فيها الكلام أمام جمال اللقاء. البيت السادس: > نَبْضَاتُ قلبي يومَها لم تَستَكِنْ ... في هَدأةٍ، أُبدي خُشُوعِ المُؤمِنِ يشير الشاعر هنا إلى تأثره العميق، حيث أن نبضات قلبه لم تهدأ عند اللقاء، وكأنه في حالة خشوع إيمانية. الصور الأدبية: استعارة "خشوع المؤمن" تشبه اللقاء بحالة التعبد أو الإيمان. البيت السابع: > إذْ في دَمِي، كالشّمسِ يسري ضوؤها ... في كلّ حرفٍ مِن حَديثِ المَأمَنِ يشبه الشاعر حب الوطن بالشمس التي تسري في دمه وتنعكس في كلامه. الصور الأدبية: تشبيه الضوء بالشمس وهي تسري في الدم يعكس الشعور العميق والداخلي. المحسنات: التشبيه بين الشمس وكلمات الحديث. البيت الثامن: > لن أنثَنِي عن حبّها لو لحظةً ... ما دمتُ حيًّا، في حدودٍ المُمْكِنِ يؤكد الشاعر عزمه على عدم التخلي عن حب الوطن أو الحبيبة حتى في أصعب الظروف. الصور الأدبية: "لن أنثني" استعارة تعبر عن عدم التراجع. الأسلوب: تأكيدي وحاسم. البيت التاسع: > قد صارَ قلبي في هواها مُغرَمًا ... يسعى إليها باندهاشٍ مُعْلَنٍ يشير الشاعر إلى حالة اندهاش مستمر من الوطن أو الحبيبة. الصور الأدبية: "قلبي مغرمًا" استعارة تعكس قوة الحب. المحسنات: استخدام لفظة "معلن" يضفي الصراحة والشفافية على المشاعر. البيت العاشر: > إنّي بها ألقى هناءً خالِصًا ... في قُرْبِها، سَعدٌ بِدُونِ المُحْزِنِ يصور الشاعر السعادة الخالصة في قرب الوطن أو الحبيبة، مشيرًا إلى أن السعادة لا يشوبها حزن. الصور الأدبية: "سعد بدون المحزن" تعبير مجازي عن السعادة الخالية من الألم. البيت الحادي عشر: > يا ليتَ أيّامي أطالتْ عهدَها ... مهوى حياءٍ، في حُضُورٍ مُتْقَنِ هنا يستخدم الشاعر "مهوى حياء" كناية عن الرغبة في أن تطول اللحظات الجميلة. الصور الأدبية: استعارة "مهوى حياء" تعبير عن الرقة والجمال في اللحظات الممتدة. الأسلوب: يتمنى الشاعر استمرار اللحظات الجميلة بأسلوب تمني. البيت الثاني عشر: > في بُعدِنا شوقي سعيرٌ دائمٌ ... حتّى يَصِيرَ الوصلُ، بالمُسْتأمَنِ يصف الشاعر الشوق المتقد في غيابه عن الوطن، ويعبر عن رغبته في الوصول إلى الأمان مرة أخرى. الصور الأدبية: الشوق كالسعير استعارة تعكس الاحتراق الداخلي. الأسلوب: نهائي وحاسم، يعكس التطلع إلى نهاية الشوق والوصول إلى الأمان. --- المضمون واللغة والأسلوب: المضمون: القصيدة تتناول حب الوطن أو الحبيبة على أنها الموطن الحقيقي للشاعر، ويعبر عن هذا الحب بشغف قوي ومستمر. الشاعر يعكس مشاعر الشوق والحنين والاندهاش التي تترافق مع الارتباط العميق بالأرض أو الشخص. اللغة: لغة القصيدة عاطفية، تستخدم الصور الأدبية المتنوعة مثل التشبيه والاستعارة والكناية. هناك سلاسة في التعبير وسهولة في إيصال المشاعر. الأسلوب: الأسلوب مباشر وتقريري، لكنه مليء بالعواطف والشغف، ويتسم ببنية تصاعدية تتناسب مع تصاعد المشاعر في كل بيت. المحسنات: استخدام التشبيه والاستعارة، بالإضافة إلى التوازن بين الكلمات والعاطفة، يعطي القصيدة نغمة موسيقية ويزيد من جماليتها. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-10-2024 الساعة 02:31 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|