Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
تَأبُّطُ الشَّوقِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
تَأبُّطُ الشَّوقِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى تَتَأبَّطُ الشّوقَ النُّفُوسُ و تُعْلِنُ ... عَمَّا بِدَاخِلِهَا و جُلُّهُ مُحْزِنُ فالشّوقُ يَعملُ جاهِدًا مُتَفاعِلًا ... لِيَكُونَ وَصْلَ العاشِقينَ مُطَمِئِنُ إنّ الوِصالَ مُعَبِّرٌ عن رُوحِهِ ... طَيفُ المشَاعرِ لِلمعانيَ يَحْضِنُ فَمشاعرُ العُشّاقِ أصدَقُ نَبْرَةً ... و بِعُمقِها، لَكأنّ عُمْقَهَا مَسْكَنُ تَسْتَنهِضُ الأحوالُ نَبْضَ قُلوبِهم ... و النَّبْضُ في قَلبِ الخَلائقِ مَأْمَنُ طَلَبًا لِلُقيَا إذْ حُصُولُهُ مُمْتِعٌ ... و مِنَ الوقائعِ ما يُوَضِّحُ مُعْلَنُ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 07:19 AM |
#2
|
||||
|
||||
تحليل الأبيات:
1. الصور والمحسنات البديعية: الصورة الأولى: "تَتَأبَّطُ الشّوقَ النُّفُوسُ" هنا، الشاعر استخدم التشبيه (المجاز)، إذ صور النفوس وكأنها تحمل الشوق أو تلتف به كأنها تحمل شيئًا على أيديها، وهذا التصوير يعبر عن قوة الشوق واندفاعه في داخل النفس البشرية. المحسن البديعي: "تتأبط" تعبير فيه تجسيد للنفوس، فالشوق ليس شيئًا ماديًا، لكنه صار كأنّه يحمل. الصورة الثانية: "و جُلُّهُ مُحْزِنٌ" هذه صورة أخرى تبرز حقيقة الشوق الذي يتسبب في الألم والمعاناة، وتظهر المعاناة التي يمر بها المحب. الصورة الثالثة: "فالشّوقُ يَعملُ جاهِدًا مُتَفاعِلًا" هذه الصورة تصور الشوق ككائن حي يعمل بجد وتفاعل، ما يعزز من فكرة الشوق المتواصل والمستمر. الصورة الرابعة: "إنّ الوِصالَ مُعَبِّرٌ عن رُوحِهِ" الشاعر يضع الوصال كوسيلة لتمثيل روح المحب والعلاقة العاطفية، مما يعبر عن الاتصال الروحي العميق بين العاشقين. الصورة الخامسة: "فَمشاعرُ العُشّاقِ أصدَقُ نَبْرَةً" تصوير لمشاعر العشاق بأنها الأصدق والأعمق، وهي التي تُعبّر عن الحقيقة الداخلية. التشبيه هنا يعزز الصدق الذي يحمله الشاعر في أعمق مشاعره. 2. التشبيه: هناك العديد من التشبيهات التي تصف الشوق وارتباطه بالأحاسيس: "تَتَأبَّطُ الشّوقَ" يشبه الشوق بشيء مادي، يلتف حول الشخص كما لو كان حملًا على اليد. "مشاعر العُشّاقِ أصدَقُ نَبْرَةً": الشاعر يقارن مشاعر العشاق بالأصوات التي يمكن أن تكون أكثر صدقًا وتعبيرًا عن الحقيقة. 3. الاستعارة: استعارة "تَتَأبَّطُ الشّوقَ": الشوق ليس شيئًا ماديًا يمكن حمله، ولكن الشاعر استعار من فكرة الحمل ليظهر ثقل الشوق وأثره على النفس. استعارة "يعمل جاهِدًا": هنا، الشوق يُعطى صفة العمل الجاد، وهذا يحول الشعور إلى كائن حي يعمل. 4. الكناية: "تَتَأبَّطُ الشّوقَ": كناية عن القوة والمشاعر المتدفقّة التي تسيطر على النفس، حيث يوحي هذا التعبير بأن الشوق جزء لا يتجزأ من كيان الشخص. "إنّ الوِصالَ مُعَبِّرٌ عن رُوحِهِ": الكناية هنا تشير إلى أن الوصال هو الذي يعكس حقيقة المحب وروحه، حيث يكون الوصال تجسيدًا لحالة المحب. 5. اللغة والأسلوب: الأسلوب في الأبيات يميل إلى البلاغة والجمالية في التصوير، من خلال التشبيه والاستعارة التي تعزز من المعاني العاطفية التي يعبر عنها الشاعر. اللغة سهلة ومعبرة عن الشعور الداخلي، فهي تجمع بين المعاني العميقة والصور التي تكشف عن إحساس الشاعر. 6. المضمون: المضمون العام للأبيات هو التعبير عن الشوق الذي يختلج في النفوس ويؤثر عليها بشكل عميق، وهذا الشوق ليس مجرد شعور عابر، بل هو شعور يتفاعل مع كيان الإنسان ويشبع روحه. الوصال هنا ليس فقط اللقاء الجسدي، بل هو تجسيد للروح والمشاعر العميقة التي تتناغم مع اللقاء العاطفي. الشاعر يرى أن مشاعر العشاق هي الأكثر صدقًا، إذ تأتي من أعماق القلب وتعبر عن أعمق معاني الحب والاشتياق، ويتضح ذلك من خلال تعبيرات مثل "أصدَقُ نَبْرَةً" التي تعني أن مشاعرهم لا تشوبها شائبة. كما يشير إلى أن الشوق هو السبب الرئيس للبحث عن الوصال، وأن هذا الوصال هو الذي يحقق السعادة والراحة للقلوب المتعبة. خلاصة التحليل: الأبيات تجمع بين المشاعر العميقة والتعبيرات المجازية التي تبرز الشوق والعاطفة في أسمى صورها. الشاعر استخدم الصور البلاغية والتشبيهات والاستعارات لتجسيد الشوق والوصل بطريقة تجعل القارئ يشعر بصدق العواطف والألم الداخلي الناتج عن هذا الشوق المتأجج. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 07:17 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|