Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي على برنامج واحة المعرفة و موضوع الفرق بين النقاش و الجدل في التحالف الدولي لل
مشاركتي على برنامج واحة المعرفة و موضوع الفرق بين النقاش و الجدل في التحالف الدولي للمحبة و السلام من إعداد و تقديم الدكتور ماجد عبد الحكيم يحيى الصباحي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي المدير العام و الدكتورة مها يوسف نصر رئيس مجلس الإدارة
الفرق بين النقاش و الجدل بقلم فؤاد زاديكى في حياتِنا اليوميّةِ العمليّةِ و العَمَليّاتيّةِ، نجدُ أنفسَنا في مواقفَ تَفرضُ نفسَها علينا في علاقاتِنا مع البَشَرِ، و ليسَ بمقدورِ أيِّ إنسانٍ أن يَعيشَ بمَعزلٍ عن الآخَرينَ لِكونِه كائنًا اجتماعيًّا. مِنْ خلالِ تَعامُلِنا هذا مع الناسِ قد نَتعرَّضُ لحالاتٍ و مواقفَ تَدفَعُنا إلى إبداءِ الرأي أو الدِّفاعِ عن سُلوكيّاتِنا و تبريرِ تصرُّفاتِنا كما الدّفاع عن معتقداتِنا و آرائِنا في الحياةِ. و لأنَّ البشرَ ليسوا جميعًا على رأيٍ واحدٍ و تفكيرٍ واحدٍ، لهذا يَظهَرُ تبايُنٌ في المواقفِ و الآراءِ، و هذا ما يَقودُنا إلى حوارٍ بينَنا و بينَ الآخرينَ. يكونُ لهذا الحوارِ وجهانِ أو طريقانِ لا ثالثَ لهما، فإمّا نقاشٌ موضوعيٌّ يأخذُ بالاعتبارِ بعضَ القضايا المطروحةِ بأسلوبٍ عقلانيٍّ رزِينٍ هادئٍ و هادِفٍ، و هذا جانبٌ إيجابيٌّ يُحسَبُ لنا، و إمّا الوجهُ الثّاني و هو الجدلُ الذي قد يتحوَّلُ إلى جَدَلٍ سفسطائيٍّ أو بيزنطيٍّ لا يُؤدِّي إلى أيّةِ نتيجةٍ لأنَّ الجَدَلَ العقيمَ لن يُؤدِّي إلى أيّةِ نتيجةٍ إيجابيّةٍ. النقاشُ هو أداةُ تَواصُلٍ حضاريٍّ تهدِفُ إلى بَحثِ القضايا بشَكلٍ علميٍّ و منطقيٍّ، حيثُ يَحرصُ كلُّ طرفٍ على عَرضِ أفكارِه بأدبٍ و احترامٍ لآراءِ الآخَرينَ. يُمكنُ للنقاشِ أن يَفتحَ آفاقًا جديدةً و يُثريَ الأفكارَ و يُساهمَ في حلِّ الإشكالاتِ عبرَ تقديمِ الحُجَجِ و البراهينِ المُقنِعةِ، معَ الالتزامِ بالقواعدِ الأخلاقيّةِ كاحترامِ المُحاوِرِ و عدمِ التهجُّمِ أو التَّهَكُّمِ عليهِ. في هذا الإطارِ، يُصبِحُ النقاشُ جسرًا للتواصُلِ يُساعِدُ على بناءِ فَهْمٍ مشتركٍ بينَ الأطرافِ. أمّا الجدلُ، فهو يَتَّسِمُ غالبًا بتَعنُّتِ الأطرافِ و عدمِ استعدادهِم لتَقبُّلِ وجهةِ نظرِ الآخَرِ، و يَكونُ الهدفُ فيهِ إثباتَ التفوُّقِ أو كَسْبَ المعركةِ الكلاميّةِ بدَلَ السَّعيِ إلى إيجادِ حلٍّ أو تَقارُبِ وِجهاتِ النَّظرِ. و في أحيانٍ كثيرةٍ، يَنزَلِقُ الجَدَلُ إلى مُستوى التَّهَجُّمِ الشخصيِّ أو الالتفافِ حولَ المَوضوعِ الأساسيِّ، مما يُفقِدُه القيمةَ الحقيقيةَ، التي يجبُ أن تَتوفَّرَ في أيِّ حوارٍ. يَختَلِفُ النقاشُ عن الجدلِ في النِّيةِ و المَقاصِدِ، فبينَما يَهدفُ النقاشُ إلى التواصُلِ البنّاءِ و تحقيقِ الفَهْمِ، يَسعى الجَدَلُ إلى فَرضِ الرأي و إثباتِ الهيمنةِ. كما يَتميَّزُ النقاشُ بالانفتاحِ على الأفكارِ الجديدةِ، بينما يُغلِقُ الجدلُ أبوابَه أمامَ أيِّ مُحاوَلةٍ للتوافُقِ. من هنا، يَنبغي علينا تَبنّي أسلوبِ النقاشِ في تَواصُلِنا معَ الآخرينِ، و السَّعيِ إلى الابتعادِ عن الجَدَلِ العَقيمِ، الذي لا يُؤدِّي إلّا إلى الخِلافِ و التبايُنِ المَزيدِ. فالحياةُ تُصبِحُ أجمَلَ و أغنى عندما نَستطيعُ أن نَتَناقَشَ بصدقٍ و تَفاهمٍ، لا أن نَنجَرَّ إلى جَدَلٍ يُفسِدُ الودَّ و يُضاعِفُ العَداءَ. المانيا في ٢٤ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-11-2024 الساعة 11:44 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|