Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2024, 07:54 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,358
افتراضي مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم للثقافة و الفنون و موضوع مفه

مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم للثقافة و الفنون و موضوع مفهوم المرأة القاصر و نظرة المجتمع اليها تقديم الأديبة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر

نظرة المجتمع إلى المرأة

بقلم: فؤاد زاديكي

مفهومُ المرأةِ شخصٌ قاصرٌ لا حَوْلَ لهُ و لا قُوَّة، أو أنّها ناقصةُ عقلٍ و دِين، أو أنّها خُلِقَت من ضِلَعٍ أعوج، فإنّ هذهِ كلُّها أفكارٌ بائسةٌ تصُبُّ في خانةِ إخضاعِها و إذلالِها و التّقليلِ من قيمتِها الإنسانيّة و الادبيّة و الإجتماعيّة، لإرضاءِ المجتمعاتِ التي تسودُ فيها الفكرةُ الذكوريةُ و التّفوقُ الذّكوري المَزعُومُ. في واقعِ الأمرِ، خلقَ اللهُ المرأةَ لتكونَ مُعينًا للرّجلِ و سندًا له، كما الرّجلُ لها. فالمرأةُ هي نصفُ المجتمعِ و تقومُ بتربيةِ النّصفِ الآخرِ منه، فإذا اعتبرْنا أنّ مقولةَ "هي ناقصةُ عقلٍ و دينٍ أو هي عورة" صحيحة، فهذا يعني أنّنا جميعًا أبناءُ تربيةٍ ناقصةٍ عاطلةٍ غيرِ سَوِيَّة.

إنَّ المرأةَ هي الأساسُ الذي تقومُ عليهِ الحضاراتُ و ترتكزُ عليهِ المجتمعاتُ. دورُها لا ينحصرُ في نطاقِ الأسرةِ فقط، بل يمتدُّ ليشملَ كلَّ مناحي الحياةِ. فالمرأةُ ليست مجرّدَ فردٍ في الأسرةِ، بل هي الأمُّ و المربيةُ، التي تصنعُ الإنسانَ و تشكّلُ وعيَهُ و فكرَهُ. إنَّ تربيةَ الأجيالِ تتطلّبُ حبًّا و حنانًا و قوةَ شخصيةٍ، و هذهِ كلها صفاتٌ تمتازُ بها المرأةُ حينَ تُعطى الفرصةَ لتعبِّرَ عن ذاتِها و تُمارسَ دورَها بكلِّ حريّةٍ و مسؤوليةٍ.

إنَّ النظرةَ التّقليديّةَ، التي تعتبرُ المرأةَ تابعًا للرّجلِ تُقيِّدُ المجتمعَ بأسرِه. فكيفَ يمكنُ لمجتمعٍ أن يتقدّمَ إذا كانَ نصفُهُ مُهَمَّشًا؟ على العكسِ، عندما تُتاحُ الفرصُ للمرأةِ في التّعليمِ و العملِ و المشاركةِ في القراراتِ المصيريةِ، فإنّها تُبدِعُ و تُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ قويٍّ و متماسكٍ.

و قد أثبتَ التاريخُ أنَّ المرأةَ، حينَ تُمنَحُ الثقةَ و الفرصةَ، تُحقِّقُ إنجازاتٍ عظيمةً. فهي التي تديرُ شؤونَ البيتِ بحكمةٍ، و تربّي أجيالًا تملأُ الدّنيا علمًا و فكرًا، و هي التي تنطلقُ إلى سوقِ العملِ لتضيفَ بصمتَها في الاقتصادِ، و تخوضُ ميادينَ السياسةِ لتُدافعَ عن حقوقِ الجميعِ. و في التّاريخِ القديمِ و المعاصرِ أمثلةٌ كثيرةٌ على تفوّقِ المرأةِ في مجالاتِ الحياةِ المختلفةِ.

علينا أن نُغيِّرَ المفاهيمَ المغلوطةَ التي تنتقصُ من مكانةِ المرأةِ. فاللهُ خلقَها مُكمِّلةً للرّجلِ، و لم يُميِّزْ بينَهُما في القيمةِ الإنسانيةِ. و قد جعلَ لها من الحقوقِ ما يُعزِّزُ من كرامتِها و يُعينُها على أداءِ دورِها الحيويِّ في الحياةِ.

إذا كانَ المجتمعُ يُريدُ النّهوضَ و التّقدّمَ، فلا بدَّ أن يُنصفَ المرأةَ، و يُتيحَ لها فرصَ التّعليمِ و التّوظيفِ و المشاركةِ الفاعلةِ في مختلفِ المجالاتِ. فالمرأةُ ليستْ كائنًا ضعيفًا، بل هي قوةٌ دافعةٌ، و ركيزةٌ أساسيةٌ لأيِّ مجتمعٍ يطمحُ إلى مستقبلٍ أفضلَ.

ختامًا، لن يتحقّقَ التُوازنُ المجتمعيُّ إلّا حينَ نُدركُ أنّ المرأةَ هي شريكةُ الحياةِ في كلِّ شيءٍ، و أنَّها ليستْ أقلَّ شأنًا من الرّجلِ، بل هي معهُ على قدمِ المساواةِ، تؤدي دورَها بإبداعٍ و قوّةٍ لا تقلُّ عن أيِّ دورٍ آخرَ.

المانيا في ٢٦ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-11-2024 الساعة 11:43 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke