Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم للثقافة و الفنون و موضوع مفه
مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم للثقافة و الفنون و موضوع مفهوم المرأة القاصر و نظرة المجتمع اليها تقديم الأديبة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر
نظرة المجتمع إلى المرأة بقلم: فؤاد زاديكي مفهومُ المرأةِ شخصٌ قاصرٌ لا حَوْلَ لهُ و لا قُوَّة، أو أنّها ناقصةُ عقلٍ و دِين، أو أنّها خُلِقَت من ضِلَعٍ أعوج، فإنّ هذهِ كلُّها أفكارٌ بائسةٌ تصُبُّ في خانةِ إخضاعِها و إذلالِها و التّقليلِ من قيمتِها الإنسانيّة و الادبيّة و الإجتماعيّة، لإرضاءِ المجتمعاتِ التي تسودُ فيها الفكرةُ الذكوريةُ و التّفوقُ الذّكوري المَزعُومُ. في واقعِ الأمرِ، خلقَ اللهُ المرأةَ لتكونَ مُعينًا للرّجلِ و سندًا له، كما الرّجلُ لها. فالمرأةُ هي نصفُ المجتمعِ و تقومُ بتربيةِ النّصفِ الآخرِ منه، فإذا اعتبرْنا أنّ مقولةَ "هي ناقصةُ عقلٍ و دينٍ أو هي عورة" صحيحة، فهذا يعني أنّنا جميعًا أبناءُ تربيةٍ ناقصةٍ عاطلةٍ غيرِ سَوِيَّة. إنَّ المرأةَ هي الأساسُ الذي تقومُ عليهِ الحضاراتُ و ترتكزُ عليهِ المجتمعاتُ. دورُها لا ينحصرُ في نطاقِ الأسرةِ فقط، بل يمتدُّ ليشملَ كلَّ مناحي الحياةِ. فالمرأةُ ليست مجرّدَ فردٍ في الأسرةِ، بل هي الأمُّ و المربيةُ، التي تصنعُ الإنسانَ و تشكّلُ وعيَهُ و فكرَهُ. إنَّ تربيةَ الأجيالِ تتطلّبُ حبًّا و حنانًا و قوةَ شخصيةٍ، و هذهِ كلها صفاتٌ تمتازُ بها المرأةُ حينَ تُعطى الفرصةَ لتعبِّرَ عن ذاتِها و تُمارسَ دورَها بكلِّ حريّةٍ و مسؤوليةٍ. إنَّ النظرةَ التّقليديّةَ، التي تعتبرُ المرأةَ تابعًا للرّجلِ تُقيِّدُ المجتمعَ بأسرِه. فكيفَ يمكنُ لمجتمعٍ أن يتقدّمَ إذا كانَ نصفُهُ مُهَمَّشًا؟ على العكسِ، عندما تُتاحُ الفرصُ للمرأةِ في التّعليمِ و العملِ و المشاركةِ في القراراتِ المصيريةِ، فإنّها تُبدِعُ و تُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ قويٍّ و متماسكٍ. و قد أثبتَ التاريخُ أنَّ المرأةَ، حينَ تُمنَحُ الثقةَ و الفرصةَ، تُحقِّقُ إنجازاتٍ عظيمةً. فهي التي تديرُ شؤونَ البيتِ بحكمةٍ، و تربّي أجيالًا تملأُ الدّنيا علمًا و فكرًا، و هي التي تنطلقُ إلى سوقِ العملِ لتضيفَ بصمتَها في الاقتصادِ، و تخوضُ ميادينَ السياسةِ لتُدافعَ عن حقوقِ الجميعِ. و في التّاريخِ القديمِ و المعاصرِ أمثلةٌ كثيرةٌ على تفوّقِ المرأةِ في مجالاتِ الحياةِ المختلفةِ. علينا أن نُغيِّرَ المفاهيمَ المغلوطةَ التي تنتقصُ من مكانةِ المرأةِ. فاللهُ خلقَها مُكمِّلةً للرّجلِ، و لم يُميِّزْ بينَهُما في القيمةِ الإنسانيةِ. و قد جعلَ لها من الحقوقِ ما يُعزِّزُ من كرامتِها و يُعينُها على أداءِ دورِها الحيويِّ في الحياةِ. إذا كانَ المجتمعُ يُريدُ النّهوضَ و التّقدّمَ، فلا بدَّ أن يُنصفَ المرأةَ، و يُتيحَ لها فرصَ التّعليمِ و التّوظيفِ و المشاركةِ الفاعلةِ في مختلفِ المجالاتِ. فالمرأةُ ليستْ كائنًا ضعيفًا، بل هي قوةٌ دافعةٌ، و ركيزةٌ أساسيةٌ لأيِّ مجتمعٍ يطمحُ إلى مستقبلٍ أفضلَ. ختامًا، لن يتحقّقَ التُوازنُ المجتمعيُّ إلّا حينَ نُدركُ أنّ المرأةَ هي شريكةُ الحياةِ في كلِّ شيءٍ، و أنَّها ليستْ أقلَّ شأنًا من الرّجلِ، بل هي معهُ على قدمِ المساواةِ، تؤدي دورَها بإبداعٍ و قوّةٍ لا تقلُّ عن أيِّ دورٍ آخرَ. المانيا في ٢٦ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-11-2024 الساعة 11:43 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|