![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() غصَّةُ الحُزْنِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى غَصَّةٌ بالقَلبِ في تَعبِيرِ حُزْنِ ... في تَنَامِيها سُلُوكٌ فيهِ مُضْنِ صَاحِبًا، لكنّ هذا باتَ أمرًا ... وَاجِبًا في دِرْءِ أمرٍ، ذَاكَ أعْنِي عندَما يَزْدَادُ مِنْهُ الوقعُ سُوءًا ... قَاصِمًا ظَهْرًا على مَفهُومِ ظَنِّي في تَفَادِيهِ أمَانُ النَّفسِ يَسْرِي ... في هُدُوءٍ وُفقَ آمَالِ التَّمَنِّي غَصَّّةٌ كالبَحرِ تَجْرِي بِانحِدَارٍ ... ثُمَّ تُجْرِي في مَدَاهَا رُوحَ وَهْنِ مُذْهِبًا عنها بعِيدًا كُلَّ شَكٍّ ... دُونَ عَودٍ، عَودُهُا ما جَاءَ يُغْنِي اِنحِصَارُ النّفسِ في غَصّاتِ همٍّ ... ليسَ مِنْ أمنٍ بِهِ أو ما يُمَنِّي المانيا في ٢٧ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 05:54 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() قصيدة "غصَّة الحُزن" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تنتمي إلى الشعر التأملي الوجداني، حيث يُعبر عن مشاعر الحزن والهموم التي تثقل النفس. فيما يلي تحليل النص:
الصور الحركية والبصرية والسمعية: 1. الصور الحركية: "غَصَّةٌ كالبَحرِ تَجْرِي بِانحِدَارٍ" هنا حركة انحدار الغصة تُشبه انسياب ماء البحر، مما يُجسد ثقل الحزن المستمر. "ثُمَّ تُجْرِي في مَدَاهَا رُوحَ وَهْنِ" الحركة هنا تعبر عن امتداد الغصة داخل النفس حتى تُنهك الروح. 2. الصور البصرية: "قَاصِمًا ظَهْرًا على مَفهُومِ ظَنِّي" يقدم الشاعر صورة بصرية مجازية لتأثير الهموم، كأنها تُحطم الظنون وتُثقل الظهر. "غَصَّّةٌ كالبَحرِ" التشبيه بالبحر يُثير صورة واسعة ومرعبة للحزن المتدفق بلا نهاية. 3. الصور السمعية: "سُلُوكٌ فيهِ مُضْنِ" كلمة "مُضْنِ" تُثير شعورًا بالأنين الداخلي وكأن النفس تئن من الثقل. "في هُدُوءٍ وُفقَ آمَالِ التَّمَنِّي" رغم الحزن، فإن استخدام كلمة "هدوء" يُبرز صمت الألم وصراع النفس الداخلي. --- المحسنات البديعية: 1. الجناس: "بعِيدًا كُلَّ شَكٍّ ... دُونَ عَودٍ، عَودُهُ" تكرار كلمة "عود" مع اختلاف المعنى يعكس جمال الأسلوب. 2. الطباق: "دُونَ عَودٍ، عَودُهُ ما جَاءَ يُغْنِي" طباق بين "دون" و"عود" يعزز المعنى بالتناقض. 3. السجع: "في تَنَامِيها سُلُوكٌ فيهِ مُضْنِ ... وَاجِبًا في دِرْءِ هَذَا، ذَاكَ أعْنِي" تكرار النهايات المتشابهة يمنح النص انسيابية موسيقية. --- التشبيه: "غَصَّةٌ كالبَحرِ تَجْرِي بِانحِدَارٍ" هنا شبه الغصة بالبحر، مما يُبرز عمق الحزن وشموله. "في تَفَادِيهِ أمَانُ النَّفسِ يَسْرِي" شُبّه تأثير تجاوز الحزن بجريان الأمان، مما يوضح الأثر الإيجابي للتجاوز. --- الاستعارة: "غَصَّةٌ بالقَلبِ في تَعبِيرِ حُزْنِ" استعارة حيث صور الحزن كغصة ملموسة بالقلب. "قَاصِمًا ظَهْرًا على مَفهُومِ ظَنِّي" استعارة تمثيلية تُجسد الهموم وكأنها تثقل الظهر. --- الكناية: "اِنحِصَارُ النّفسِ في غَصّاتِ همٍّ" كناية عن الحزن الشديد والضيق النفسي. "ثُمَّ تُجْرِي في مَدَاهَا رُوحَ وَهْنِ" كناية عن الإنهاك النفسي والمعنوي الذي يتسبب فيه الحزن. الخاتمة: النص زاخر بالصور البلاغية التي تُبرز عمق الحزن والتأمل الوجداني، حيث اعتمد الشاعر على التنويع بين الصور الحركية والبصرية والسمعية، مع استخدام محسّنات بديعية مثل الجناس والطباق لإثراء النص، والاستعارات والتشبيهات لتجسيد المعاني العاطفية بوضوح وقوة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 05:50 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|