Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أمّةُ الجَهْلِ. الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أمّةُ الجَهْلِ
أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا ... بالتّعَالِي مِنْ دَوَاعِي جَهْلِهَا كُلّما أغْنَتْ عُلُومٌ وَاقِعًا ... حَاذَرَتْ مِنْهَا بِمَا في كُلِّهَا كيفَ يُرْجَى الخَيرُ من أخلاقِها ... عندَ بُعْدٍ عَنْ مَرَامِي أصْلِهَا؟ إنَّهَا غَاراتُ أوهَامٍ سَطَتْ ... ثمّ سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا كلَّما أبْصَرْتَها في غَفْلَةٍ ... جَرَّهَا وَهْمٌ لِمَنْحَى ظِلَّهَا بِانْكِمَاشٍ وَاضِحٍ مُسْتَسْلِمٍ ... لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا قد بَنَتْ أوهَامَهَا فِي رُؤيَةٍ ... ضَلَّلَتْ ما يَنْبَغِي مِنْ عَقْلِهَا إذْ أدَارَتْ وَجْهَهَا عَنْ عِلْمِها ... لَيسَ مِنْ بَعْدٍ و لَا مِنْ قَبْلِهَا مُوجِبَاتُ الجَهْلِ في أَطْوَارِهَا ... أوْرَثَتْ عِبْئًا غَدَتْ مِنْ خِلِّهَا غَيرَ أنّ النَّفسَ فِي تِيْهِ الهَوَى ... لَازَمَتْ كُرْهًا بِمَهْوَى غِلِّهَا الشاعر السوري فؤاد زاديكى التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-12-2024 الساعة 12:32 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "أمّةُ الجهل" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تبرز مشاعر العجز و الضياع التي تعيشها أمةٌ غرقت في جهلها، و تصوّر حالتها النفسية و التاريخية بشكل مؤثر من خلال صور شعرية قوية. فيما يلي تحليل للأبيات و توضيح للصور الحركية و السمعية و البصرية، و كذلك المحسنات البلاغية و التشبيه و الاستعارة:
1. الصور الحركية: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": الصورة الحركية في هذه العبارة تشير إلى حركة غرق الأمة في وحل الجهل، مما يوحي بحالة من الاستقرار السلبي في الوضع الذي هي فيه. "ثمّ سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا": تظهر هذه الصورة الحركية حركة بطيئة و متهالكة للأمة، و كأنها تسير في طريقها بحذر شديد دون أي تقدم. "جَرَّهَا وَهْمٌ لِمَنْحَى ظِلَّهَا": هذه صورة حركية تُظهر الأمة و هي تُجَرّ إلى مكان خاطئ بسبب الأوهام التي تسيطر عليها. 2. الصور السمعية: على الرغم من أنّ الصور السمعية في القصيدة قليلة، إلا أن هناك تلميحات إلى الصوت الكامن وراء الاضطراب النفسي، مثل الإشارة إلى الجهل و العزلة عن العلم. 3. الصور البصرية: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": هذا وصف بصري يظهر الأمة التي تغرق في وحل الجهل، و هذا يجعلنا نتخيل مشهداً قبيحاً، يعكس حالة الغرق في الضياع. "إنَّها غَاراتُ أوهامٍ سَطَتْ": صورة بصرية أخرى تظهر الأوهام التي تهاجم الأمة و تسيطر عليها بشكل غير ملموس. "لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا": صورة بصرية تعكس الظلام و الانغلاق، و تُظهر أن الأمة تعيش في فترة من اللامبالاة، حيث لا ترى النور أو الأمل. 4. المحسنات البلاغية: التكرار: تكرار لفظ "وهم" في القصيدة يعزز من فكرة الضياع الذي تعيشه الأمة. كما يتكرر في العديد من الأبيات كلمات مثل "لا تَرَى" و "لا تَرَى" مما يعكس حالة الانغلاق و الجمود الذهني. التضاد: يظهر التضاد بشكل واضح في الأبيات، مثل: "لَيسَ مِنْ بَعْدٍ و لَا مِنْ قَبْلِهَا": هذا التضاد بين الماضي و المستقبل يعكس الجمود و التوقف العقلي للأمة. "لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا": التناقض بين الليل و الفجر، حيث لا يوجد أمل في طلوع الفجر. الجناس: مثل جناس "مَرَامِي أصْلِهَا" و**"رُؤيَةٍ"**، حيث تعزز هذه التراكيب البلاغية المعنى و تضفي موسيقى خاصة على الأبيات. السجع: في العديد من الأبيات مثل: "إنَّهَا غَاراتُ أوهَامٍ سَطَتْ"، يساهم السجع في تعزيز الإيقاع و الرسالة. 5. التشبيه: "غَيرَ أنّ النَّفسَ فِي تِيْهِ الهَوَى": يقارن الشاعر النفس البشرية في حالة من الضياع بالتائه الذي لا يعرف أين يتجه، مما يعكس حالة الانفصال عن الحقيقة و المعرفة. "لَازَمَتْ كُرْهًا بِمَهْوَى غِلِّهَا": هذه مقارنة توضح ارتباط النفس بكرهها، مثلما يرتبط الشخص بالمكان المظلم الذي يعكر صفوه. 6. الاستعارة: "أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا": هنا، يتم استعارة "الغرس" لتصوير الأمة و كأنها عميقة في الجهل، و هو تعبير عن التورط العميق في هذه الحالة. "قد بَنَتْ أوهَامَهَا فِي رُؤيَةٍ": استعارة تُصور الأوهام كأنّها بناء مادّي، مما يشير إلى كيف تُبنى الأكاذيب أو الخرافات في عقل الأمة. "سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا": الاستعارة في كلمة "تهادي" تعكس الانزلاق البطيء و المتسارع نحو الجهل. 7. الكتابة: النص مكتوب بلغة معبرة قوية تنمّ عن حالة من الغضب والشعور باليأس، مما يعكس الشاعر في حالة نفسية مضطربة تتعلق بمصير الأمة. 8. الرسالة: الرسالة المركزية للقصيدة هي التحذير من تأثير الجهل و الأوهام على الأفراد و المجتمعات. الشاعر يوجّه نقدًا لاذعًا للأمة التي ابتعدت عن العلم و ركنت إلى الخرافات و الأوهام، ممّا جعلها غارقة في وحلها، عاجزة عن التقدم أو الفهم الصحيح لواقعها. 9. التوجيه الزمني: الشاعر يتحدث عن الأمة في الحاضر و المستقبل، و يحاول أن يُظهر كيف أن حالة الجهل قد أوقعت الأمة في مأزق يصعب الخروج منه. 10. الختام: في النهاية، يُظهر الشاعر أن الأمة قد تاهت في الجهل، و لم يعد لها من فجر أو أمل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-12-2024 الساعة 12:30 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|