هل سأل أحدكم نفسه كسوريّ يُحبّ وطنه و يحرص على سلامته و يتمنى له كلّ الخير، لماذا لم يستطع جيش النظام صدّ هجمات هذه الفصائل الإرهابية؟ حيث استطاعت خلال عشرة أيام السيطرة على مدينة حلب و هي ثاني أكبر المدن السورية و على إدلب و أخيرًا مدينة حماه و الكثير الكثير من البلدات و القرى التابعة لحلب و إدلب و حماه.
الحديث بالعاطفة و المشاعر لن يغيّر أيّ شيء ممّا جرى و يجري و ما سيجري في الأيام القادمة من متغيّرتت حاسمة في الوضع السوري.
بكلّ صراحة نقولها: إنّ الجيش السوري و منذ أن سيطر حافظ الأسد على الحكم بانقلابه العسكري و الذي أسماه بالحركة التصحيحية، و هي بحقيقة الأمر حركة تخريببة بامتياز، لإنّه لم تعد هناك مؤسسات محترمة في سوريا و لا قضاء عادل محايد و حتّى كلّ جوانب الحياة في سورية تمّ إخضاعها لمصلحة عائلة الأسد بتسيس خبيث. استبدّت هذه العائلة و قمعت و انتهكت الحريات و سجنت و قتلت إلى غير ذلك من أعمال إجرامية في قضائها على ثورة شعبية مسالمة قبل أن تركبها التنظيمات الدينية المتطرفة، فضرب الشعب السوري بالكيماوي و قصفهم بالبراميل المتفجّرة و بالطيران و المدفعية و الدبابات و كلّ آلة حرب فتّاكة.
لِنعد إلى سؤالنا مع كلّ هذا و بكّل ما جرى لم يعد الجيش السوري وطنيًا مهمته الدفاع عن الوطن بحرص وطني و حماس كبير، بل تحوّل إلى جيش طائفي عقائدي مهمته حماية نظام الحكم و ليس الوطن. كم من مرة تمّ انتهاك حرمة الوطن و لم يحرّك الجيش ساكنًا بأمر من النظام للمحافظة على بقائه. الجيوش العقائدية لا تمتلك الحسّ الوطني و لا تبقى لديها حماسة للدفاع عن الوطن، لهذا انهزم هذا الجيش أمام هذه الفصائل الإرهابية.
يجب على كلّ مواطن سوري شريف أن ينظر إلى واقع ما يجري بفهم و وعي، بدون تخوين الآخر أو اتّهامه بما لا يليق، إنّ الذي خرّب سوريا ليس الإرهابي أبو محمد الجولاني و لا أردوغان و لا إمريكا و لا إسرائيل و لا ايّة جهة أخرى، كما يحلو لأبواق إعلام النظام أن يسوّقه، بل الطاغية بشار الأسد و نظامه الاجرامي القمعي البوليسي، و ها هم يدفعون الثمن و لا أعتقد أنّ وطنيًّا شريفًا يمكن أن يزعل على رحيل مجرم الشعب السوري بشار الأسد الطائفي.