نظام بشار الأسد القمعي و ممارساته الوحشية: عهدٌ انتهى و بدايةٌ جديدة لسوريا الحرة بق

[fouadzadieke]

نظام بشار الأسد القمعي و ممارساته الوحشية: عهدٌ انتهى و بدايةٌ جديدة لسوريا الحرة

بقلم: فؤاد زاديكى

كان نظام بشار الأسد رمزًا للقمع و الاستبداد، الذي عاشه الشعب السوري لعقود. منذ أن ورث الحكم عن والده حافظ الأسد، استخدم بشار كلّ الوسائل المتاحة لترسيخ قبضته على السلطة، متجاهلًا تطلّعات الشعب السوري للحرية و الكرامة. لقد شهدت سوريا في عهد هذا النظام أبشع صور القمع، التي طالت كل جوانب الحياة، حيث قُتِلَ مئات الآلاف من المدنيين، و اعتُقِلَ عشرات الآلاف في ظروف قاسية داخل السجون و المعتقلات التي عُرِفَت بوحشيتها. و تمّ تهجير الملايين تلى دول الجوار أو هجرته خوفًا على حياتهم من بطش هذا النظام و أدواته الإجرامية.

اعتمد نظام الأسد سياسة القمع الوحشي منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، عندما خرج الشعب السوري مطالبًا بحريته و كرامته. قوبلت هذه المطالب السلمية بالعنف الشديد، حيث أطلقت قوات النظام النار على المتظاهرين العُزّل، و لم يتوانَ عن استخدام القصف بالطائرات و البراميل المتفجّرة و حتى الكيماوي و المدافع على المدن و القرى، ما أدّى إلى دمار واسع و تشريد الملايين.

السجون السرية كانت عنوانًا آخر للمعاناة، حيث اختفى آلاف السوريين و حتى المعارضين له من غيرِ السّوريين..، قسرًا دون أن يُعرَف مصيرهم. و قد وثّقت منظمات حقوق الإنسان شهادات مروّعة عن التّعذيب المنهجي داخل السجون، بما في ذلك الضرب، و الصعق بالكهرباء، و الاعتداءات الجنسية و غيرها من مختلف الاساليب الوحشية.
هذه الجرائم لم تستهدف فقط الرجال، بل امتدت إلى النساء و الأطفال أيضًا، في محاولة لكسر إرادة الشعب السوري و إخضاعه بالقوّة.

لم يكن القمع مقتصرًا على الداخل السوري، بل امتدّ إلى الخارج عبر أجهزة استخبارات النّظام، التي استهدفت معارضيه في دول الجوار مثل لبنان بمعاونة عملاقه من حزب الله و حركة امل و غيرها من التنظيمات الفلسطينية، التي كانت تدور في قلك النظام و تستمر باوامره، و حتى في أوروبا. كما استعان النظام بميليشيات طائفية من إيران التي استقدمت ألى سوريا ميليشيات شيعية طائفية من مختلف بلدان العالم و كذلك من ميليشيات الحشد الشعبي في العراق و الحرس الثوري الإيراني و من ميليشيا حزب الله الإرهابي و غيرها و حلفاء دوليين مثل روسيا لدعمه عسكريًا و سياسيًا، مما أدّى إلى مزيد من النزاعات و الدّماء.

لكن كما يُقال: "لكلّ ظالم نهاية". فقد سقط نظام بشار الأسد أخيرًا بعد سنوات من الصمود الأسطوري للشعب السوري، الذي واجه القتل و التشريد بقلوب لا تعرف اليأس. و مع سقوط النظام، بدأت سوريا تدخل عهدًا جديدًا قائمًا على الحرية و العدالة و الديمقراطية.

في هذا العهد الجديد، تسعى سوريا إلى بناء دولة تحترم حقوق الإنسان و تصون كرامة مواطنيها. تمّ إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، و بدأت لجان العدالة الانتقالية في محاسبة كلّ من تورّط في جرائم ضد الشعب السوري. كما تم تشكيل حكومة وطنية مؤقتة ستتسلّم مهامها من رىيس وزراء النظام الحلالي، الذي تمّ الإبقاء عليه لغاية الاستلام و التسليم، تضمّ مختلف مكونات الشعب السوري، تعمل على إعادة بناء ما دمره النظام و تضميد الجراح.

التّحديات أمام سوريا الجديدة كثيرة، لكن إرادة الشعب أقوى من كل العقبات. من بين الأولويات إعادة بناء البنية التحتية، و تعزيز المؤسسات الديمقراطية، و ضمان تحقيق المصالحة الوطنية و إعداد دستور جديد للبلاد يقوم على اساس احترام كل الطواىف و المذاهب دون استثناء او تهميش، و إجراء انتخابات حرّة تكون مدّة هذه الحكومة الانتقالية حوالي ١٨ شهرًا. كما يسعى السوريون إلى محو آثار سنوات القمع عبر ترسيخ قيم الحرية و العدالة و المساواة، لضمان عدم تكرار المآسي، التي عاشوها.

إنّ سقوط نظام بشار الأسد لم يكن مجرّد نهاية لحكم طاغية، بل بداية لمرحلة جديدة تُعيد للسوريين حقّهم في الحياة الكريمة. سوريا الحرة اليوم تكتب فصلًا جديدًا في تاريخها، يؤكد أنّ الظلم مهما طال، فإنّ إرادة الشعوب أقوى و أبقى.
عاشت سوريا حرّة كريمة لكلّ السوريين

المانيا في ٩ ديسمبر ٢٤