مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على برنامج حديث الساعة و موضوع الضياف
مشاركتي قبل قليل في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على برنامج حديث الساعة و موضوع الضيافة العربية تقديم الأديبة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر
المضافة العربيّة: رمز الكرم و حسن الضيافة
تُعَدُّ المضافة العربيّة واحدةً من أبرز مَعالم الحياة الاجتماعية في المجتمعات العربيّة، حيث تَجمع بين عَراقة التقاليد و أصالة الأخلاق. فهي مكانٌ تَشمَخ فيه قيم الكرم و الجُود، و حُسن الاستقبال، حيث يَستقبلُ صاحبُ المضافة ضيفَهُ بِبِشرٍ و سُرور دون أن يَسأله عن حاجته، احترامًا لمَقامه و تقديرًا لنُبله، و لا تُطرح عليه الأسئلة عن مَقصده أو غَايته إلا بعد مرور ثلاثة أيام. و عندئذٍ، تُبذل الغالي و النفيس في تلبية حاجته، مهما بلغت التكلفة، لأنّ إكرام الضيف دَينٌ في عُنق المُضيف، تُجسّدُهُ أخلاقٌ عَربيةٌ أصيلةٌ تُورّث من جيلٍ إلى جيل.
في أجواء المضافة، يَجتمع أبناءُ العشيرة على مَحبةٍ و أُلفة، حيث تُدارُ الأحاديث و تُناقَش الأمور اليومية و المُستجدّات. تَسود بينهم روحُ التّفاهم و التعاون، ممّا يُساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية. تُعَدُّ المضافة أشبهَ ما تكونُ بـ "مدرسةٍ أولى" في الحياة الاجتماعية، يتعلّم فيها الأفراد أسسَ التعامل مع الآخرين، و قيم الاحترام المتبادل.
تَتسم المضافة بالبساطة و الجَمال، إذ تُعبّر عن كرم صاحبها دون تكلّف، و فيها تُشعل النيران في الشتاء، و تَطيب الأحاديث بجانب القهوة العربية. يُمثّل هذا الجو نموذجًا حيًا للتآخي و الترابط الذي يجمع أبناء المجتمع، ممُا يَجعل المضافة مَصدرَ فخرٍ للأجيال.
ختامًا، تُعَدُّ المضافة العربيّة رمزًا خالدًا للكرم و حسن الضيافة، و مكانًا يُعزّز فيه الأفراد علاقاتهم الاجتماعية على أسس المحبة و الألفة، مما يَجعلها حاضنةً للقيم النبيلة و منارةً للحياة الاجتماعية.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-12-2024 الساعة 09:25 AM
|