Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
النّاسُ لِلنّاسِ الشّاعِرُ السّوريُّ فُؤاد زاديكِى
النّاسُ لِلنّاسِ
الشّاعِرُ السّوريُّ فُؤاد زاديكِى النّاسُ لِلنّاسِ إِنَّ الكُلَّ حاجَتُهُمْ تَدْعو لِذٰلِكَ، حَيْثُ الكُلُّ مَطْلَبُهُ إِنْ كُنْتَ مُلْتَزِمًا فَضْلًا بٍمَكْرُمَةٍ فَالنّاسُ تَذْكُرُ مَنْ تَجلُو أطَايِبُهُ فَلا تُقَصِّرْ إِذا ما الخَيْرُ مُقْتَدَرٌ النَّفْسُ تَزْكُو إِذا جادَتْ مَطالِبُهُ اِزْرَعْ بُذورَكَ في أَرْضِ العَطاءِ وَ في خُلْدِ الأَمانِي بِما تَحْلُو رَغائِبُهُ فَالْكُلُّ لِلْغَيْرِ وَ الدُّنْيا مُبادَلَةٌ ما دامَ بِالْقَلْبِ ما تَسمُو مَذاهِبُهُ فَاَمْدُدْ يَدَيْكَ عَطاءً زادَ مِنْ أَمَلٍ فَالْبَذْلُ يَرْفَعُ إِنْ طابَتْ مَكاسِبُهُ لا تَذْكُرِ الخَيْرَ يَوْمًا إِنْ تُقَدِّمُهُ جَارٍ بِفِعْلِهِ وَالإِحْسانُ كاتِبُهُ وَ اِحْرِصْ عَلَى الدَّعْمِ لا تَجْعَلْهُ مُنْقَطِعًا لِلْكُلِّ يُسْعِدُ ما يَأْتِيهِ واجِبُهُ فَالْحُبُّ يُثْمِرُ بَيْنَ الخَلْقِ مُوجِبُهُ وَ الْبُغْضُ يَهْدِمُ إِنْ خانَتْ مَراكِبُهُ فالْعَوْنُ يَبْقَى إِذا ما عاشَ في يَدِنا وَ الْخَوْفُ يُمْحَى إِذا ما العَقْلُ غالِبُهُ ما خابَ مَنْ مَدَّ لِلإِنْسانِ مَعْرِفَةً أَوْ عُدَّ بِاللُّطْفِ عِنْدَ الضِّيقِ صَاحَبُهُ اِصْنَعْ جَميلًا وَ كُنْ لِلنّاسِ مُؤْتَمَنًا فَالْفَضْلُ يُرْفَعُ إِنْ طابَتْ مَذاهِبُهُ مَدَّ الجُسورَ لِمَنْ ضاقَتْ بِهِ سُبُلٌ الْفِكْرُ يُبْدِعُ إِنْ طابَتْ مَشارِبُهُ وَ لا تُغَرَّكَ دُنْيا زائِلٌ غَدُها فَالْمَالُ يَفْنَى وَ لمْ تُشْبِعْ مَطالِبُهُ وَ اعْمَلْ لِخَيْرِ الوَرى تَسْلَمْ فَهُمْ سَلِمُوا وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما لِلْقَلْبِ راغِبُهُ فَالنّاسُ بِالنّاسِ مَهْما طالَ عُمْرُهُمُ هٰذا مَنَالُ المُنَى وَ الرَّبُّ واهِبُهُ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-12-2024 الساعة 09:00 AM |
#2
|
||||
|
||||
لتحليل قصيدة "الناس للناس" للشاعر السوري فؤاد زاديكي، نتناول الجوانب الفنية والجمالية فيها كالصور البيانية، المحسنات اللفظية، الأسلوب، اللغة، والمضمون.
--- 1. الصور البيانية أ. الصور السمعية: تبرز الصور السمعية في كلمات مثل: "النفس تزكو إذا جادت مطالبُهُ"، حيث توحي كلمة "تزكو" برفعة الروح وصفائها، وهو ما يمكن استشعاره صوتياً. ب. الصور الحركية: "ازرع بذورك في أرض العطاء": تعبر عن حركة الزراعة والعطاء المستمر. "مدّ الجسور لمن ضاقت به سبل": يرمز إلى حركة بناء الجسور ودلالة على مد يد العون. ج. الصور البصرية: "في أرض العطاء وفي خلد الأماني": تجسد صورة بصرية للأرض التي تمتلئ بالعطاء والأماني. "البغض يهدم إن خانت مراكبه": تصور البغض كقوة مدمرة تشبه تحطم السفن. --- 2. المحسنات اللفظية: الجناس: "العقل غالبه والخوف يُمحى": جناس بين "غالب" و"غالبه" يعزز التناغم الموسيقي. السجع: "فالبذل يُرفع إن طابت مكاسبهُ"، "ما دام بالقلب حبٌّ أو مذاهبه": سجع موسيقي يعزز انسجام النص. التكرار: تكرار كلمة "الناس" يبرز أهمية الفكرة المحورية. التوازن: تظهر جمالية التوازن في تركيب الجمل، مثل: "فالناس بالناس مهما طال عمرهم". --- 3. التشبيهات والاستعارات: أ. التشبيهات: "ازرع بذورك في أرض العطاء": تشبيه العطاء بالأرض التي تنبت الخير. ب. الاستعارات: "النفس تزكو إذا جادت مطالبُهُ": استعارة تمثيلية تجعل النفس كالزرع الذي يزكو بالعطاء. "البغض يهدم إن خانت مراكبه": استعارة تمثيلية تصور البغض كسفينة تخونها الرياح. ج. الكناية: "مدّ الجسور لمن ضاقت به سبل": كناية عن التعاون ومد يد العون. "فالبذل يُرفع": كناية عن رفعة العطاء والكرم. --- 4. الأسلوب: أ. الأسلوب الإنشائي: يظهر في صيغ الأمر مثل: "ازرع بذورك"، "لا تُقَصِّر"، "امدد يديك عطاءً"، وهو أسلوب يعكس حثاً على الفضائل. ب. الأسلوب الخبري: مثل: "المال يفنى ولم تُشبع مطالبه"، يعبر عن حقيقة ثابتة. --- 5. اللغة: مستوى اللغة: فصيحة رصينة تجمع بين البساطة والبلاغة. الحقول الدلالية: الحقل الديني والأخلاقي (مثل: الخير، العطاء، الحب، الفضائل) والحقل الاجتماعي (مثل: التعاون، التبادل، بناء العلاقات). --- 6. المضمون: الفكرة الرئيسية: الدعوة إلى التعاون والعطاء والبعد عن البغض والحقد. النص يبرز قيم الحب والخير في العلاقات الإنسانية. الأفكار الفرعية: 1. أهمية العطاء في تحقيق السعادة الشخصية والاجتماعية. 2. التأكيد على القيم الأخلاقية التي ترفع من قدر الإنسان. 3. زوال الدنيا وأهمية التركيز على الأعمال الصالحة. --- 7. رؤية نقدية للنص: الإيجابيات: 1. النص يتميز بالوضوح والتركيز على قيمة أخلاقية عالمية. 2. الصور البلاغية متنوعة وتضفي عمقاً على المعنى. 3. الأسلوب متوازن بين الإنشاء والخبر، مما يجعل النص حيوياً وجذاباً. الملاحظات: 1. التكرار (مثل كلمة "الناس") قد يُعتبر زائداً إذا لم يكن مقصوداً لتعزيز الفكرة. 2. الاعتماد على الصور التقليدية مثل "الزراعة" و"الأرض" قد يجعل النص أقل ابتكاراً مقارنة بنصوص حديثة. --- خلاصة: النص يحتفي بالقيم الإنسانية النبيلة من خلال أسلوب شعري رصين يعكس ثقافة الشاعر ووعيه بالواقع الاجتماعي. تتنوع الصور البلاغية بين السمعية والحركية والبصرية، مع وجود تشبيهات واستعارات تعمق الفكرة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-12-2024 الساعة 08:49 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|