Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
مَفْهُومُ الوطنِ و الانتِمَاءُ إليَهِ بقلم: فؤاد زاديكِى
مَفْهُومُ الوطنِ و الانتِمَاءُ إليَهِ بقلم: فؤاد زاديكِى مفهومُ الوَطَنِ وَسُبُلُ تَعَامُلِ المُواطِنِ الحَقِيقِيِّ مَعَ أَبْنَاءِ وَطَنِهِ بِرُوحِ المَحَبَّةِ وَ السَّلَامِ ضرورَةٌ وَطَنِيَّةٌ مُلِحَّةُ، فَالوَطَنُ لِلجَمِيعِ، و لَا يُمْكِنُ لأيَّةِ فِئَةٍ لِوَحْدِهَا أنْ تَحْكُمَ وَ تَتَحَكَّمَ بِالقَرَارِ السِّيَاسِيّ فِي سُورِيَا، ذاتِ الشّعْبِ المُثَقَّفِ و الوَاعِي و الحُرٍّ وَالمُنْفَتِحِ. إنَّ الوَطَنَ هُوَ المَكَانُ، الَّذِي يُولَدُ وَ يَنْشَأُ فِيهِ الإِنسَانُ، وَ يَتَرَبَّى عَلَى أَرْضِهِ، وَ يَتَنَفَّسُ هَوَاءَهُ، وَ يَشرَبُ مِيَاهَهُ. هُوَ المَأْمَنُ، الَّذِي يَحتَضِنُ أَبْنَاءَهُ، وَ يُوفِّرُ لَهُمُ الحَمَايَةَ وَالأَمْنَ وَ الاِستِقرَارَ. الوَطَنُ لَيْسَ مُجَرَّدَ جُغْرَافِيَا، بَل هُوَ مَعنًى عَميقٌ يَرتَبِطُ بِالهُوِيَّةِ وَ الأَصَالَةِ وَ القِيَمِ و بِكَرَامَةِ المُوَاطِنِ وَ حُرِّيَتِهِ و بِتَعْبِيرِهِ عَنْ أفْكارِهِ وَ آرَائِهِ و طُمُوحَاتِهِ بِمُنْتَهَى الحُرِّيَةِ دُونَ أيّ قَهْرٍ أو ضُغُوطٍ أو مَنْعٍ إلخ... المُواطِنُ الحَقِيقِيُّ هُوَ مَن يُدرِكُ أَنَّ الوَطَنَ جَامِعٌ لِجَمِيعِ أَبنَائِهِ، بِاختِلَافِ مَذَاهِبِهِمْ وَ آرَائِهِمْ وَ انتِمَاءَاتِهِم. وَ يَتَصَرَّفُ المُواطِنُ الحَقِيقِيُّ بِرُوحِ المَحَبَّةِ وَ السَّلَامِ، دُونَ إِسَاءَةٍ إِلَى مَفهُومِ الوَطَنِيَّةِ، أَو تَحْجِيمِهَا بِنَظْرَةٍ حِزْبِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ أَو قَومِيَّةٍ مُنغَلِقَةٍ. عَلَيهِ أَنْ يُدْرِكَ أَنَّ الوَطَنَ لِجَمِيعِ أَبنَائِهِ، وَ أَنَّ كُلَّ أَفرَادِ المُجتَمَعِ يُسَاهِمُونَ فِي بِنَاءِ صَرْحِهِ. إِذَا كَانَ الوَطَنُ مَبنِيًّا عَلَى مَبدَأِ التَّنَوُّعِ وَ التَّعَاوُنِ، فَإِنَّ المُواطِنِينَ يَجِبُ أَن يَكُونُوا جَسرًا لِلتَّوَاصُلِ، لَا حَاجِزًا لِلتَّفَرُّقِ. عَلَيهِمْ أَن يُقَدِّمُوا مَصَالِحَ الوَطَنِ عَلَى المَصَالِحِ الشَّخصِيَّةِ، وَ أَن يَعمَلُوا لِخِدمَةِ المُجتَمَعِ بِرُوحِ المَسؤُولِيَّةِ. وَ مِن أَهَمِّ أُسُسِ التَّعَامُلِ بَينَ أَبنَاءِ الوَطَنِ هُوَ الاِحتِرَامُ المُتَبَادَلُ. يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُوَاطِنٍ أَن يَحتَرِمَ آرَاءَ الآخَرِين، وَ أَن يَفتَحَ قَلبَهُ وَ عَقلَهُ لِلتَّنَوُّعِ. فَالتَّنَوُّعُ لَيسَ نَقضًا لِلوَحدَةِ، بَل هُوَ قُوَّةٌ تُثري المُجتَمَعَ وَ تُعَزِّزُ مَنَاعَتَهُ. عِندَمَا تَسُودُ رُوحُ المَحَبَّةِ وَ السَّلَامِ، يَتِمُّ تَعزِيزُ الأَمنِ وَ الاِستِقرَارِ فِي المُجتَمَعِ. يُصبِحُ كُلُّ مُوَاطِنٍ جُزءًا مِن مَسِيرَةِ النَّمَاءِ وَ التَّطوِيرِ. كَمَا أَنَّ الاِنفِتَاحَ يُسَاعِدُ فِي إِزَالَةِ العَوَائِقِ وَ حَلِّ الخِلَافَاتِ بِطَرِيقَةٍ بَنَّاءَةٍ. يَجبُ أَن يَعمَلَ أَبنَاءُ الوَطَنِ بِرُوحِ الفَرِيقِ الوَاحِدِ، وَ أَن يَحمِلُوا الشُّعُورَ بِالمَسؤُولِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ. إِذَا كُلَّفَ المُوَاطِنُ بِمَهَمَّةٍ، فَعَلَيهِ أَن يُؤدِّيَهَا بِأَمانَةٍ وَ إِخلاصٍ. الوَطَنُ يَنتَمِي لِلجَمِيعِ، وَ مَسؤُولِيَّةُ بِنَائِهِ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ الجَمِيعِ. فِي الخِتَامِ، إِنَّ الوَطَنَ لَا يَنمُو إِلَّا إِذَا تَعَاوَنَ أَبنَاؤُهُ بِرُوحِ المَسؤُولِيَّةِ وَ المَحَبَّةِ وَ التَّسَامُحِ. تَغْلِيبُ المَصلَحَةِ العَامَّةِ عَلَى المَصلَحَةِ الشَّخصِيَّةِ هُوَ المِفتَاحُ لِصُنْعِ مُستَقبَلٍ مُشرِقٍ يَحمِلُ الخَيرَ لِجَمِيعِ المُوَاطِنِينَ. عَاشَتْ سوريا حُرّةً كَريمَةً لِجَمِيعِ أبنائِها، عَلَى اختِلَافِ انتِمَاءاتِهم و إثنيّاتِهم، و الذي هُوَ غِنًى وَطَنِيٌّ بِامتِيَازٍ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 14-12-2024 الساعة 09:24 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|