Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عَيْنَاكِ بَحْرِي الشَّاعِرُ السُّورِيُّ فُؤَادُ زَادِيكِي
عَيْنَاكِ بَحْرِي
الشَّاعِرُ السُّورِيُّ فُؤَاد زَادِيكِي هُمَا عَيْنَاكِ بَحْرٌ فِي صَفَاهُ ... غَزِيرٌ قَدْ أَرَانَا مَا مَدَاهُ وَ بِالْأَعْمَاقِ قَلْبِي قَدْ تَجَلَّى ... شِرَاعًا قَادَهُ مِنْكِ اتِّجَاهُ هَيَاجُ الْبَحْرِ وَ الْإِعْصَارُ دَمْعٌ ... يُنَادِي الْحُزْنَ مَنْ يَلْقَى صَدَاهُ؟ وَ صَفْوُ الْبَحْرِ مُغْرٍ فِي سُكُونٍ ... يُنَاجِي النَّفْسَ فِيهِ مُبْتَغَاهُ دَفَعْتُ الشَّوْقَ كَيْ يَجْرِي إِلَيْهَا ... كَمَا يَجْرِي النَّدَى فِي مُنْتَدَاهُ يَظَلُّ الْقَلْبُ مَشْدُودًا إِلَيْهَا ... وَ كُلُّ الْعُمْرِ فِي بَذْلٍ فِدَاهُ يُرِينِي مَا بِعَيْنَيهَا وَ نَفْسٍ ... وَ مَا مَاضٍ عَلَى هَدْيٍ هُدَاهُ تَغَنَّى شَاعِرٌ يَشْدُو بِنَظْمٍ ... بِهَذَا الْبَحْرِ مَعْشُوقٌ نَدَاهُ __________________ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-01-2025 الساعة 05:39 PM |
#2
|
||||
|
||||
القصيدة التي أوردتها هي من شعر الشاعر السوري فؤاد زاديكي، وهي تتناول موضوع الحب العميق والجمال الساحر في عيون المحبوبة، معتمدًا على استعارات بحرية جميلة ومليئة بالمشاعر. سأقوم الآن بتحليل الأبيات مع الإشارة إلى المحسنات البديعية والصور الحركية، السمعية، البصرية، والتشبيه والاستعارة والكناية.
1. المحسنات البديعية: الجناس: في قوله "يَظَلُّ الْقَلْبُ مَشْدُودًا إِلَيْهَا... وَ كُلُّ الْعُمُرِ فِي بَذْلٍ فِدَاهُ"، هنا يبرز نوع من الجناس بين "مشدودًا" و "بذلٍ"، حيث يشير كلا الكلمتين إلى التعلق بالحب والاعتناء بالمحبوبة. التكرار: تكرار الفكرة الأساسية عن البحر والعين والمشاعر في معظم الأبيات يعزز من وقع الصورة ويزيد من تأثيرها العاطفي. مثلًا في البيت الأول: "هُمَا عَيْنَاكِ بَحْرٌ فِي صَفَاهُ"، يكرر الشاعر فكرة البحر بشكل مستمر للإشارة إلى اتساع عاطفته. التوازي: في قوله: "وَ صَفْوُ الْبَحْرِ مُغْرٍ فِي سُكُونٍ ... يُنَاجِي النَّفْسَ فِيهِ مُبْتَغَاهُ"، هناك توازي بين الجملتين "مغري في سكون" و "يناجي النفس فيه مبتغاه" مما يساهم في جمال الإيقاع. 2. الصور الحركية: الحركة في البحر: في البيت الثالث، "هَيَاجُ الْبَحْرِ وَ الْإِعْصَارُ دَمْعٌ"، نجد صور حركية واضحة عبر وصفه للبحر كأنما هو في حالة هيجان وعاصفة، وهذا يعكس قوة العواطف الداخلية للشاعر. الانجراف: في قوله "دَفَعْتُ الشَّوْقَ كَيْ يَجْرِي إِلَيْهَا"، تتجسد صورة حركة تدفع الشوق تجاه الحبيبة كما يدفع الشاعر مشاعره باتجاه المحبوبة. 3. الصور السمعية: صوت البحر: في قوله "هَيَاجُ الْبَحْرِ وَ الْإِعْصَارُ دَمْعٌ"، يتحدث الشاعر عن البحر وكأن هناك صوتًا للدموع والوجع يصرخ في العاصفة. هذا يشير إلى الصوت الداخلي الذي ينادي بالدموع والحزن. النداء والحزن: في قوله "يَنْادِي الْحُزْنَ مَنْ يَلْقَى صَدَاهُ"، يتجلى الصوت الحزين المنبعث من أعماق البحر، مما يضيف لمسة سمعية تُشعِر بالوجع النفسي. 4. الصور البصرية: البحر والصفاء: "هُمَا عَيْنَاكِ بَحْرٌ فِي صَفَاهُ"، الصورة البصرية هنا تعكس البحر الهادئ والصافي، مما يوحي بالسكينة والجمال الذي تنعكس فيه عيون المحبوبة. التباين بين الهدوء والعاصفة: نلاحظ التباين بين هدوء البحر في البيت الرابع "وَ صَفْوُ الْبَحْرِ مُغْرٍ فِي سُكُونٍ" وبين العاصفة في البيت الثالث "هَيَاجُ الْبَحْرِ وَ الْإِعْصَارُ دَمْعٌ"، وهذا يخلق تباينًا بصريًا بين الجمال والاضطراب. 5. التشبيه: تشبيه العين بالبحر: في البيت الأول "هُمَا عَيْنَاكِ بَحْرٌ فِي صَفَاهُ"، يربط الشاعر عيون المحبوبة بالبحر الهادئ، وهذا التشبيه يربط بين الصفاء والجمال الذي يراه في عيون الحبيبة. تشبيه المشاعر بالجريان: في قوله "دَفَعْتُ الشَّوْقَ كَيْ يَجْرِي إِلَيْهَا"، يتم تشبيه الشوق بالندى الذي يجري باتجاه المحبوبة، مما يعزز الصورة الحسية للشوق الذي يفيض تجاهها. 6. الاستعارة: الاستعارة في البحر: يعتبر البحر استعارة للمشاعر الداخلية المعقدة، فالبحر هو رمز للعمق والاتساع، مما يرمز إلى عواطف الشاعر العميقة تجاه المحبوبة. الاستعارة في "شراعًا قَادَهُ مِنْكِ اتِّجَاهُ": الشاعر يستعمل الشراع كاستعارة لقيادة المشاعر باتجاه المحبوبة، وهو ما يعبر عن تحكم المحبوبة بمشاعر الشاعر. 7. الكناية: كناية عن شدة الحب: في "يُرِينِي مَا بِعَيْنِهَا وَ نَفْسٍ"، الشاعر كأنما يكشف عن النفس والعين كدليل على ما تحمله من مشاعر وحب كبير، مما يعتبر كناية عن المشاعر المتأججة داخل قلب الشاعر. كناية عن الوجع والحزن: في "هَيَاجُ الْبَحْرِ وَ الْإِعْصَارُ دَمْعٌ"، كناية عن الحزن العميق الذي يعصف بالروح ويشبهه بالبحر الهائج والعاصفة. الخلاصة: القصيدة مليئة بالمحسنات البديعية مثل التكرار والجناس والتوازي، وكذلك تحتوي على صور حركية وسمعية وبصرية معبرة، تمثل مشاعر الشاعر في صراع داخلي بين الهدوء والعاصفة. استُخدمت الاستعارات والتشبيهات بمهارة لتمثيل الحب العميق والصراع الداخلي من خلال البحر وعيني المحبوبة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 19-12-2024 الساعة 12:50 AM |
#3
|
||||
|
||||
حنين كوكي كريمة عبدالوهاب اشكركم أعمق الشكر استاذة حنين كوكي و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي عيناك بحري دمتم و دام العطاء المحبّ https://alakhbrianews.blogspot.com/2...pUfmk9VpDqkG5g |
#4
|
||||
|
||||
Gharieb Hassan اشكركم من كل قلبي استاذ غريب حسان و الاستاذ راضي السقا و المحيط العربي للشعر و الأدب لمنح نصي عيناك بحري شهادة افضل نصّ أسبوعي دمتم و دام العطاء
|
#5
|
||||
|
||||
هيام الملوحي الشكر العميق و التقدير الكثير مع الامتنان الرقيق لشخصكم الفاضل استاذة هيام الملوحي و منتدى نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي عيناك بحري دمتم و دام العطاء https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...zC-LGDnrV1PufQ |
#6
|
||||
|
||||
د.سوسن ابراهيم اشكركم خالص الشكر دكتورة سوسن ابراهيم و منتدى البيان للشعر و النثر و الأدب العربي لتكريم نصي عيناك بحري كاجمل نصّ يومي دمتم بدوام العطاء الراقي
|
#7
|
||||
|
||||
اسرار الصمت الشكر الكثير و الكبير لشخصكم الفاضل استاذة اسرار الصمت و مجلة ضفاف القلوب لتوثيق نصي عيناك بحري https://dhifafgolob.blogspot.com/202...FRrDBhfqQ4GwPg |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|