Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
حصَادُ العمرِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
حصَادُ العمرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى بِبَحرِ العُمْرِ أمواجُ ارتِفَاعِ كَما مَوجِ انخِفاضٍ في تَدَاعِ على عُمْقٍ و مَدٍّ و اتِّسَاعِ فهلْ كانتْ لِأحوَالٍ تُرَاعِي؟ *** تُجَافِي بالأسَى حِينًا و حِينَا و في مسعًى لِأفراحٍ تُرِينَا مراميها، و قد تَختَالُ لِينَا بأطوَارِ انفِعَالاتٍ تَعِينَا *** تَحَمَّلْنَا أذاهَا كُلَّ حِينِ عسانَا في مَدَى شَطٍّ أمِينِ على بُعْدٍ عَنِ الأُفْقِ الحَزِينِ و قُرْبٍ دُونَ شَكٍّ مِنْ يَقِينِ *** هِيَ الأقدارُ ليستْ في ثَبَاتِ بِإفرازَاتِ تلكَ المُعْطيَاتِ بِما تَقضِيهِ مِنْ أحكامِ ذَاتِ لَها مَقذُوفُها مِنْ أُمْنِيَاتِ *** حَصَادُ العُمْرِ مَجهُولٌ لَدَينَا و مَكتُوبٌ بِأقدارٍ عَلَينَا هُو السّاعِي على مَهْلِ إلَيْنَا و ما مِنْ حِيلَةٍ، جَاءتْ مُعِينَا ***** التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-12-2024 الساعة 09:08 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "حصاد العمر" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تطرح موضوعات فلسفية وعميقة تتعلق بالحياة، القدر، والأقدار التي تحدد مسار الإنسان. تتميز القصيدة بعمق الفكر، وثراء الصور الشعرية والتراكيب البلاغية. إليك تحليل الأبيات من حيث المحاسن والصور الشعرية والتشبيه والاستعارة والكناية:
1. المحاسن البلاغية: القصيدة تزخر بالعديد من المحاسن البلاغية التي تعزز المعنى وتعكس تأملات الشاعر حول الحياة والمصير. نلاحظ في الأبيات: التوازن بين الأمل واليأس: الشاعر يعبر عن تناقضات الحياة، بين الفرح والحزن، بين التحديات والآمال، ما يخلق حالة من التوتر الدائم بين الأطراف المتناقضة. التأكيد على التغيرات المستمرة: الشاعر يبرز كيفية تقلبات الحياة بشكل مستمر وعدم الثبات، وهو ما يعكس عنصراً من الفلسفة الوجودية حول الطبيعة المتقلبة للإنسان. 2. الصور الشعرية: القصيدة تحتوي على صور شعرية عديدة، منها: الصور الحركية والبحرية: في البيت الأول "بِبَحرِ العُمْرِ أمواجُ ارتِفَاعِ"، يتخذ الشاعر البحر رمزاً لحياة الإنسان. البحر، الذي يشهد تقلبات من ارتفاع وانخفاض، يرمز إلى تقلبات الحياة من أفراح وأتراح. الصور التصويرية في التشبيه: في قوله "كَما مَوجِ انخِفاضٍ في تَدَاعِ"، يبرهن الشاعر على مدى تقلبات الحياة باستخدام التشبيه بالموجات المتلاطمة. الصور الذهنية: في البيت الرابع، "تُجَافِي بالأسَى حِينًا و حِينَا"، يتخيل القارئ تأرجح المشاعر بين الفرح والحزن، وكأنها موجات متغيرة. 3. التشبيه: التشبيه بالموجات: في البيت الأول، قال الشاعر: "بِبَحرِ العُمْرِ أمواجُ ارتِفَاعِ، كَما مَوجِ انخِفاضٍ في تَدَاعِ"، وهو تشبيه يربط بين البحر وحياة الإنسان، حيث يرتفع ويسقط كما الموجات. هذا التشبيه يبرز تغيرات الحياة وتذبذبها. 4. الاستعارة: استعارة البحر: في قول الشاعر "بِبَحرِ العُمْرِ"، استعار البحر ليعبر عن الحياة، فهو ليس بحرًا حقيقيًا، بل يمثل الحياة بتقلباتها ومفاجآتها. هذا يضفي على النص معانٍ فلسفية عميقة. استعارة الزمن: "تَحَمَّلْنَا أذاهَا كُلَّ حِينِ"، حيث استخدم "الأذى" لتصوير ما تحمله الحياة من معاناة وصعوبات. 5. الكناية: الكناية عن القدر: في قوله "هِيَ الأقدارُ ليستْ في ثَبَاتِ"، الشاعر يشير إلى أن القدر غير ثابت ومتقلب، وهذه الكناية تعكس فلسفة الشاعر حول مفهوم القضاء والقدر. الكناية عن المصير: في "حصَادُ العُمْرِ مَجهُولٌ لَدَينَا"، الكناية هنا تشير إلى أن الإنسان لا يعرف مصيره بشكل دقيق. فحصاد العمر (أي النهاية) غير معلوم مسبقًا. 6. الرمزية: البحر: البحر في القصيدة يعد رمزاً لحياة الإنسان التي تتقلب بين الهدوء والعواصف، بين المد والجزر. البحر هنا يعكس عمق الحياة والمجهول الذي يحمله المستقبل. الأقدار: الأقدار في القصيدة تعد رمزاً للقوة العليا التي تتحكم في حياة الإنسان، والقصيدة تشير إلى أن الإنسان لا يستطيع التحكم في هذه الأقدار. 7. العاطفة والشعور بالقدرية: تظهر في القصيدة مشاعر قوية من التأمل والفهم للوجود والقدر. الشاعر يعبّر عن أن الإنسان لا يستطيع الهروب من القدر أو التحكم في مجريات حياته. تركز القصيدة على فكرة العجز أمام قوة الأقدار التي تحكم المصير. خلاصة التحليل: قصيدة "حصاد العمر" تتميز باستخدامها الممتاز للصور الشعرية والبلاغة، كما أن التشبيه بالبحر والاستعارة للأقدار تضفي على النص طابعًا فلسفيًا عميقًا. تبرز فيها مشاعر التناقض بين الفرح والحزن، وتتصارع فيها الأحوال المختلفة التي يعيشها الإنسان، مما يجعل القصيدة ذات طابع تأملي قوي حول الحياة والمصير. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-12-2024 الساعة 09:06 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|