مشاركتي على برنامج بوح الخواطر في مجلة أسرة القلم للشعر و الأدب تقديم الاديبة إنصاف ا

[fouadzadieke]

مشاركتي على برنامج بوح الخواطر و فقرة إرادة الشّعب في مجلة أسرة القلم للشعر و الأدب تقديم الاديبة إنصاف ابو ترابي و بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر

معاناة الشعب السوري تحت ظلّ حكم الأسد: حقبة من القهر و الدّمار

بقلم: فؤاد زاديكى

تعرّض الشعب السوري لمعاناة لا توصف تحت حكم عائلة الأسد، بدءًا من عهد حافظ الأسد وصولاً إلى عهد ابنه بشار الأسد. لقد اتّسمت هذه الحقبة بالقمع الوحشي و الجرائم التي طالت كافة شرائح المجتمع السوري. ففي عهد حافظ الأسد، كانت قبضة الأمن الحديدية تُكمّم الأفواه، حيث شهدت البلاد مجازر مرعبة مثل مجزرة حماة عام ١٩٨٢ التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، إلى جانب الاعتقالات التعسفية التي طالت المعارضين السياسيين.

و مع انتقال الحكم إلى بشار الأسد، زادت الأمور سوءًا، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١. لجأ النظام إلى قمع المحتجين السلميين بوحشية غير مسبوقة، مستخدمًا القصف الجوي و البراميل المتفجرة و الأسلحة الكيميائية لإرهاب المدنيين. و بدلاً من التّعامل مع مطالب الشعب بالحرية و الكرامة، وصف النظام كلّ مَنْ يعارضه بالإرهابي، مبررًا بذلك قتل و تهجير الملايين من السوريين.

استُخدمت أساليب التعذيب البشعة في السجون السورية، حيث عانى المعتقلون من ظروف لا إنسانية، تضمنت الضرب و التجويع وحتى القتل تحت التعذيب. و لم يكتفِ النظام بذلك، بل لجأ إلى التهجير القسري و التدمير المنهجي للمدن و القرى، مما جعل ملايين السوريين نازحين أو لاجئين في أصقاع الأرض.

و رغم كل المحاولات لإخضاع الشعب، ظلّ السوريون صامدين، مصرّين على كسر القيود و نيل حريتهم. و اليوم، بعد سقوط نظام بشار الأسد و هروبه المذلّ، لا تزال العدالة تطارد عائلة الإجرام هذه التي لن تفلت من المحاكمة على جرائمها بحق الشعب السوري.

إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ ... فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرُ

تحيا سوريا حرةً كريمة، و مبروك لنا جميعًا هذا النصر الكبير على طغمة الإجرام الأسدي. أنا شخصيًا غادرت سوريا منذ عام ١٩٨٦ و لم أتمكن من زيارتها و لو لمرةٍ واحدةٍ، لكن أملي كبير بأن أعود إلى وطني العزيز مرفوع الرأس قريبًا.

المانيا في ١٧ ديسمبر ٢٤