Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
حديثُ الشّعرِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
حديثُ الشّعرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى ما مِنْ حديثٍ يُثيرُ النّفسَ و الشّجَنَا ... أو يُذهِبُ اليأسَ و الأوهامَ و الوَسَنَا كالشِّعرِ تطرُقُ أبوابًا مَذاهِبُهُ ... نَظمًا و عزفًا، يُداوي الرّوحَ و البَدَنَا في نشوةٍ الحرفِ أشواقٌ يُؤجّجُها ... حُبٌّ تَعَمَّقَ، يَبني مجدُهُ وَطَنَا تَهفٌو إليهِ إذا ما كانَ مُتَّقِدًا ... يُغري شُعٌورُا، يَهُزُّ الحاذِقَ الفَطِنَا يَختارُ لحنًا شَجِيًّا في مُلامَسَةٍ ... بِالعينِ يَفعَلُ حتّى يُسْحِرَ الأُذُنَا هذا القليلُ، الذي مِنْ فيضِهِ مَدَدٌ ... يَجرِي بِروضِكَ، يَروِي الجِذْعَ و الغُصُنَا نَجوى شُعُورٍ، مُناجاةٌ لِخالِقِها ... حيثُ التَّضَرُّعُ في بَوحٍ، جَرَى هَوَنَا نَبعُ المعانِي على إبداعِ مٌطْلِقِهِ ... يَنسابُ عَذْبًا، يُثِيرُ الهَمْسَ و الشَّجَنَا في لَيلِ أُنسٍ إذا ما قَائِمٌ سَهَرٌ ... أو فَجرِ صُبْحٍ، يَكُونٌ الوَجدُ مُتَّزِنَا المانيا في ٢٥/١/٢ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:36 AM |
#2
|
||||
|
||||
الأبيات التي نظمها الشاعر السوري فؤاد زاديكي تعكس جمال الشعر من حيث تأثيره على الروح والنفس، وتناولها للغة الشاعرية يعكس صورًا حسية وبلاغية متنوعة. في هذا التحليل، سنتناول ما فيها من صور سمعية وبصرية وحركية، إضافة إلى المحسنات البديعية، التشبيهات، الاستعارات، والكنايات.
1. الصور السمعية "يُغري شُعٌورًا، يَهُزُّ الحاذِقَ الفَطِنَا" كلمة "يهز" تعطي إيحاء سمعيًا يشير إلى تأثير الشعر في النفوس، وكأن الحرف يتحول إلى صوت يهزّ وجدان المتلقي. "لحنًا شَجِيًّا" استخدام "لحن" يوحي بصوت عذب يجذب السمع. 2. الصور البصرية "يَجرِي بِروضِكَ، يَروِي الجِذْعَ و الغُصُنَا" تصوير الشعر كنبع ماء يروي جذوع الأشجار وأغصانها، وهذه صورة بصرية حية تعكس تأثير الإبداع في تجديد الحياة. "نَبعُ المعانِي ... يَنسابُ عَذْبًا" صورة بصرية مجازية لمجرى الماء العذب الذي ينساب بانسيابية. 3. الصور الحركية "تَهفُو إليهِ إذا ما كانَ مُتَّقِدًا" "تهفو" تعبر عن حركة الميل والشوق نحو الشعر. "يَختارُ لحنًا شَجِيًّا في مُلامَسَةٍ" التعبير هنا يحمل حركة اختيار الألحان وتلامسها الحسي. 4. المحسنات البديعية الجناس: "الحرفِ - الشرفِ": تضاد يعطي بعدًا موسيقيًا في النص. السجع: يظهر في نهايات الأبيات، مثل: "البدن - الوسن" و"الشجن - الفطن"، مما يضفي انسجامًا صوتيًا. الطباق: بين "الليل - الصبح"، وهو يبرز التناقض الزمني ويثري المعنى. 5. التشبيه "يَنسابُ عَذْبًا، يُثِيرُ الهَمْسَ و الشَّجَنَا" شبه المعاني بالماء العذب الذي ينساب، وهو تشبيه حسي يضفي جمالًا على صورة الشعر. "حُبٌّ تَعَمَّقَ، يَبني مجدُهُ وَطَنَا" تصوير الحب المتعمق في الشعر كمن يبني وطنًا، تشبيه يجعل من الحب كيانًا عظيمًا. 6. الاستعارة "الشِّعرِ تطرُقُ أبوابًا مَذاهِبُهُ" استعارة حيث جعل الشعر كائنًا يطرق أبواب القلوب والوجدان. "حُبٌّ تَعَمَّقَ" استعارة تجسد الحب كغرس يتعمق في الروح. 7. الكناية "يُداوي الرّوحَ و البَدَنَا" كناية عن قدرة الشعر على التخفيف من الأوجاع النفسية والجسدية. "يَختارُ لحنًا شَجِيًّا" كناية عن التأثير الإيجابي للشعر في النفس. الخلاصة النص غني بالصور الشعرية التي تتنوع بين السمعية والبصرية والحركية، كما يحتوي على محسنات بديعية تسهم في انسجام النص، مع وجود تشبيهات واستعارات وكنايات تعمق المعاني. يظهر الشعر ككيان حي يتفاعل مع القارئ ويثير أحاسيسه على مختلف الأصعدة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:35 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|