Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
بَحثِي عنِ الأفكَارِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
بَحثِي عنِ الأفكَارِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى أمضَيتُ عمرًا معَ الأفكارِ مُتَّصِلَا ... مِنْ كلِّ صَوبٍ و لكنّ الذي حَصَلَا أخفَقتُ حينًا معَ المضمُونِ، لَمْ أَعِهِ ... قد كُنتُ عنهُ كَمَنْ مَشرُوعَهُ غَفَلَا إثمارُ جَهدِي تأنَّى في نتائِجِهِ ... حاوَلتُ دَومًا لِروحِ القَلْبِ أنْ أصِلَا في فِكرِ هذا أُحِسُّ الحالَ مُنْسَجِمًا ... في فِكرِ غَيرٍ، أرَى ما جاءَ مُبْتَذَلَا لا بُدَّ أنّي و هذا الوضعِ مُلتَزِمٌ ... أنْ أحصدَ الخيرَ كي لا أدخُلَ الجَدَلَا للفكرِ نَهجٌ و إشباعٌ لِمَعرِفَةٍ ... لو أفلَحَ العقلُ في ما خَطَّ، فاشْتَغَلَا مِنْ طَبعِ رُوحي سُؤالُ الذّاتِ عنْ سَبَبٍ ... حتّى أُعايِنَ ما فيهِ قَدِ امْتَثَلَا أسعى طَوِيلًا معَ التَّعشيقِ مُتَّصِلًا ... و الفكرُ يبقَى بِهذا النّهجِ مُنْشَغِلَا لا أقبلُ الأمرَ تَسلِيمًا يُكَبِّلُنِي ... إنَّ المَسائِلَ لا تَسْتَوجِبُ العَجَلَا كُلُّ انشغالِيَ بِالمَسعَى لِأفهَمَهُ ... مِنْ دُونِ لَبْسٍ فهذا يَخلُقُ الأمَلَا في ما نُحَاوِلُ من جُهْدٍ لِنَبْلُغَهُ ... مَسْعَى النَّجَاحِ، الذي يَستَبْعِدُ الفَشَلَا المانيا في ٢٥/١/١ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:32 AM |
#2
|
||||
|
||||
تحليل أبيات القصيدة لشاعرها فؤاد زاديكي:
القصيدة تعكس حالة الشاعر الفكرية الداخلية ومناقشته المستمرة للأفكار والطموحات، بالإضافة إلى التأمل في جدوى المساعي والجهود التي يبذلها لتحقيق النجاح والمعرفة. 1. المعنى العام: الشاعر يتحدث عن رحلة فكرية طويلة خاضها، والتي تتنوع بين الإخفاقات والنجاحات، ويشدد على أهمية التفكير العميق والتأمل المستمر للوصول إلى أهدافه، ويدعو إلى التفاؤل بعد كل محاولة فكرية. 2. الصور البلاغية: التشبيه (التعشيق): في قوله "أسعى طَوِيلًا معَ التَّعشيقِ مُتَّصِلًا"، يشبّه الشاعر سعيه الفكري بأنه متصل ومتداخل مثل خيوط متشابكة، ما يوحي بكثرة التعقيد والترابط بين الأفكار. التكرار (التأكيد على الفكرة): التكرار هو أحد أساليب الشاعر المميزة هنا، إذ يعيد الحديث عن سعيه وجهوده المختلفة في الأبيات مثل "أمضَيتُ عمرًا معَ الأفكارِ" و"أسعى طَوِيلًا معَ التَّعشيقِ"، وهو تكرار يهدف إلى التأكيد على عمق تلك الرحلة الفكرية المستمرة. التضاد: يظهر التضاد في قول الشاعر "أخفَقتُ حينًا معَ المضمُونِ، لَمْ أَعِهِ"، حيث يوضح التضاد بين الفشل في بداية المسعى وتخبطه في استيعاب المضمون، وبين النجاح لاحقًا، وهو ما يعكس التباين في مسار حياته الفكرية. 3. الاستعارات: "حاوَلتُ دَومًا لِروحِ القَلْبِ أنْ أصِلَا": استعارة للشاعر يقدّم فيها سعيه إلى الفهم باعتباره محاولة للوصول إلى جوهر الروح الداخلية، وهو ما يعطي مشهدًا عاطفيًا وفكريًا في آن واحد. "إثمارُ جَهدِي تأنَّى في نتائِجِهِ": الشاعر يستخدم الاستعارة ليرمز إلى الجهد الذي يبذله باعتباره زراعة تنمو ببطء حتى تأتي الثمار، وهو ما يعكس الصبر والتأنّي الذي يحتاجه الفكر للوصول إلى النضج. 4. الكناية: في قول الشاعر "الفكرُ يبقَى بِهذا النّهجِ مُنْشَغِلَا"، الكناية هنا عن استمرار عملية التفكير، وعدم التوقف، حيث يصور الفكر كأنه آلة لا تمل من العمل. "لا أقبلُ الأمرَ تَسلِيمًا يُكَبِّلُنِي": هنا الكناية تعبر عن رفض الاستسلام أو التسليم بالأفكار دون نقاش أو تفكير نقدي، ويرتبط ذلك برفض الخضوع للعقائد والأفكار الجاهزة. 5. المحسنات البديعية: الجناس: في قول "مِنْ طَبعِ رُوحي سُؤالُ الذّاتِ عنْ سَبَبٍ"، هناك جناس بسيط بين "سُؤالُ" و"سَبَبٍ"، مما يضفي نوعًا من الموسيقى على الأبيات. التوازي: في البيت "أسعى طَوِيلًا معَ التَّعشيقِ مُتَّصِلًا ... و الفكرُ يبقَى بِهذا النّهجِ مُنْشَغِلَا"، نلاحظ التوازي بين الفعلين "أسعى" و"يبقى"، مما يعزز انسيابية المعنى ويمنح الجملة إيقاعًا موسيقيًا. 6. الإيقاع والوزن: القصيدة تنتمي إلى الوزن الشعري التقليدي وتتميز بإيقاع متوازن يعكس الاستمرارية والتواصل الفكري لدى الشاعر، الذي يسعى لإيصال أفكاره بشكل متقن. 7. الرسالة العامة: القصيدة تدعو إلى التفكير العميق والمثابرة في السعي نحو الفهم والتحقيق الذاتي. كما تؤكد على أن التفكير لا يمكن أن يثمر إلا بالصبر والجهد المستمر. خلاصة: الشاعر فؤاد زاديكي يقدم لنا في هذه الأبيات صورة لشخصية فكرية لا تمل ولا تكل من البحث، رغم صعوبة الوصول إلى نتائج ملموسة. يستخدم الشاعر العديد من الأساليب البلاغية مثل الاستعارة، والتكرار، والتضاد ليعبر عن رحلة الذات الفكرية والتحديات التي يواجهها في سبيل تحقيق هدفه. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:29 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|