Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الرابع

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2025, 02:48 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي الذِّكرَى الشاعر السوري فؤاد زاديكى

الذِّكرَى

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

عِنْدَمَا نَغْدُو كَذِكرَى تُكْتَبُ ... في كِتَابِ الدّهْرِ عَنْهُ نَغْرُب

كُلُّ شَيءٍ بَاهِتٌ في ذِكْرِهِ ... قَد نَرَى الأحْكَامَ فِيْهِ تُقْلَبُ

تُصْبِحُ الأيَّامُ وَهْمًا سَارِحًا ... في مَتَاهَاتٍ بِفِكْرٍ يَلْعَبُ

ربَّما بَعضٌ سَيَنْسَى بَعْضَهُ ... ثُمَّ كُلًّا مَا غِنَاءٌ يُطْرِبُ

في خَيَالٍ كُلُّ هذا مَاثِلٌ ... مَا حَقِيقِيٌّ و ذَا مُسْتَغْرَبُ

كُنتُ في أمسٍ هُنَا مُسْتَأنِسًا ... بَينَكُم و اليومَ سَطْرٌ يُكْتَبُ

هَذِهِ أقدَارُنا عُدَّتْ لَنَا ... ليسَ بِالمَقدُورِ مِنْهَا نَهْرُبُ

واضِحٌ قَولِي بِإيمانٍ بِهِ ... رَاسِخٌ في رُكنِهِ، لا يُغْلَبُ

في رَحِيلِي عَنْكُمُ حُزنٌ و ذَا ... كانَ مِنْ قَبلُ، الذي لا يُعْجِبُ

لَمْ نَكُنْ نَبْغِيهِ، هَذَا وَاقٍعٌ ... بَحْرُ دَهْرٍ، فِيهِ نَحْنُ المَرْكَبُ
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-01-2025 الساعة 06:36 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-01-2025, 02:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

عندما نَغدُو كَذِكرَى تُكْتَبُ ... في كِتابِ الدّهرِْ عنهُ نغرُبْ

البيت الذي ذكرته هو جزء من الشعر العربي و يعبُر عن فكرة الفناء و الزوال، حيث يُظهر أن الإنسان عندما يصبح مجرّد ذكرى، تختفي آثاره و يغيب عن ذاكرة الزمن.

بعض الملاحظات على البيت:

1. التعبير الشعري:

الشاعر استخدم التعبير "عندما نغدو كذكرى تُكتَبُ" للتأكيد على فكرة أنّ الإنسان يتحوّل إلى ذكرى بعد موته أو مرور الزّمن عليه، ما يجعل هذه الصورة قويّة في ذهن القارئ.

2. البلاغة و الاستعارة:

الشاعر استخدم "كتاب الدهر" كاستعارة مجازية لتوضيح أنّ الزّمن بمثابة سجل أو كتاب، و أنّ الإنسان سيبقى مجرّد ذكرى تُكتب فيه و تختفي مع مرور الزمن.

3. التوازن الموسيقي:

الوزن الشعري في البيت يبدو سلسًا، فاعلاتن فاعلاتن فاعلنْ و يعتمد على التفعيلة المناسبة "فَعْلنْ" في "نغدو" و"نغرُب". وهذا يساهم في التوازن الموسيقي للبيت.

4. المعنى العميق:

يشير البيت إلى حتمية الموت و الفناء، و يمثّل إحساس الإنسان بالزّمن الذي يمحو آثاره في النهاية.

قد يكون هذا البيت جزءًا من قصيدة تتناول موضوعات الزّمن و الموت و الفناء، و هي مواضيع شائعة في الأدب العربي الكلاسيكي

.كلّ شيءٍ باهتٌ في ذكرِهِ ... قد نرى الاحكامَ فيه تُقلَبُ

البيت الشّعري، الذي ذكرته يعبّر عن فكرة تغيّر الأحوال و التّقلبات في الحياة، كما أنّ الشاعر يوظّف مفردات قويّة للتّعبير عن حالة من التغيّر و الفوضى، التي قد تصيب الذكريات أو الأحكام.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

البيت يعبّر عن حال يُفقد فيه الوضوح، فكلّ شيء يصبح باهتًا أو ضبابيًا عند ذكره. قد يعني ذلك أنّ الذكريات أو الأحداث، التي كانت واضحة في وقت ما تصبح مشوّشة و غير دقيقة مع مرور الزمن.

فكرة "تُقلَبُ" تعكس التغيرات في الرؤى أو الأحكام، مما يدلّ على أنّ الأمور قد تُفهم بشكلٍ مُغاير في أوقات لاحقة، و هذا يعكس تقلّبات الزّمن أو الأحداث.

2. الأسلوب البلاغي:

الشاعر استخدم الجناس "باهتٌ في ذكرِهِ" و"تُقلَبُ" بشكل يتماشى مع الفكرة المركزية للبيت، حيث يبرز التباين بين الوضوح و الضّبابية، و بين الثبات و التّغيير.

3. التعبير عن التقلّبات:

"تُقلَبُ" تأتي كفعل في صيغة المجهول، ممّا يُضفي نوعًا من الغموض، و يعكس فكرة أنُ التغيير ليس دائمًا تحت سيطرة الفرد، بل هو شيء مفروضٌ من الخارج (الزمن أو الظروف).

4. الصورة الشعرية:

من خلال لفظة "باهتٌ" في بداية البيت، يُظهر الشاعر الصورة الذهنية للأشياء التي تضعف و تفقد قوّتها بمرور الوقت، و من ثم تُظهر الفكرة بوضوح في الجزء الآخر من البيت الذي يتحدث عن تقلب الأحكام.

5. الوزن الشعري:

البيت ذو وزن موسيقي متوازن، مع تكرار في التفعيلات التي تساعد في إيقاع الشعر، مما يخلق انسيابية في القراءة.

المعنى العميق:

البيت يتناول موضوع الزمان الذي يشوه الذكريات و الأحكام، و يُبرز قسوة الواقع، الذي قد يجعل الناس يغيرون مواقفهم أو رؤاهم بمرور الوقت. إنّه تعبير عن قدرة الزمن على تغيير رؤى النّاس للأحداث حتى و إن كانت واضحة في البداية.

بشكل عام، يُظهر البيت عمقًا فكريًا و شعورًا بالقلق من ت
قلبات الزمن و تأثيره على الأحداث.

تُصبِحُ الأيَّامُ وهمًا سَارِحًا ... في مَتَاهاتٍ لِفِكرٍ يَلْعَبُ

البيت الذي ذكرته يعكس حالة من الضياع و الشّتات الذّهني، التي قد يعاني منها الإنسان مع مرور الزمن، و يُظهر تراجع الفكر و ضياعه في أفق المجهول.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"تُصبِحُ الأيَّامُ وهمًا سَارِحًا" تعبير قوي يشير إلى أنّ الأيام تتحوّل إلى سراب أو خيال بعيد، أي أنّ مرور الزمن يصبح غير ملموس أو غير واقعيّ، كما لو أنّه ليس له وجود حقيقيّ.

"في مَتَاهاتٍ لِفِكرٍ يَلْعَبُ" يُشير إلى أنّ العقل يتيه في متاهات أو أفكار متناقضة و مشوّشة، و"يلعب" هنا تعني أنّ الفكر يَضيع في دوّامة من التفكير غير المُجدي أو المتشابك.

2. التعبير البلاغي:

الشاعر يستخدم تعبير "وهمًا سَارِحًا" في تصوير حالة من الضبابية و الضّياع، كما أنّ السّرحان في الوهم يُشير إلى حالة من الغفلة أو الهروب من الواقع.

في "مَتَاهاتٍ لِفِكرٍ يَلْعَبُ" تتجلّى صورة الشاعر لفكر مشوش أو غير ثابت، و كأنّ العقل لا يتوقّف عن التفكير، لكنْ في اتّجاهات غير واضحة أو منتجة.

3. التأكيد على اللامبالاة:

فكرة "يلعب" تُعطي انطباعًا أنّ الفكر ليس جادًّا أو هادفًا، بل هو في حالة من التّشويش أو التّلاعب بالأفكار، ما يعكس حالة من التّذبذب أو الضّياع الداخلي.

4. التنقّل بين الأزمان و الأفكار:

البيت يربط بين الزمن (الأيام) و الفكر، مما يُوحي بأنّ الزّمان، كما الفكر، يُمكن أن يكون غير ثابت و يشوبه الخيال و الضّياع. و قد يرمز إلى حالة القلق و التّشتت، التي قد يُعاني منها الإنسان مع تقلّبات الحياة.

5. الوزن و الإيقاع الشعري:

الوزن الشعري في البيت متوازن و سلس، و يعكس سلاسة الحركة و التبدل في فكرة الشاعر. التكرار الموسيقي يساعد في بناء إيقاع يوحي بحركة ذهنية غير مستقرة.

المعنى العميق:

البيت يتحدّث عن تأثير الزّمن على الإنسان و فكره، حيث تصبح الأيام مجرّد أوهام، و الفكر يتيه في أفكار متناقضة أو ضبابية. هذه الصّورة تُبرز حالة من الضياع الداخلي و العجز عن تحديد اتجاهات واضحة في الحياة، و قد يكون هذا مرتبطًا بتقلّبات الذّهن بسبب مشاعر القلق أو الفوضى الداخلية.

الخلاصة:

البيت يعبّر عن حالة من التشتّت العقلي، حيث يضيع الفكر في متاهات غير واضحة، و الأيّام تتحوّل إلى مجرّد وهم أو خيال، ما يعكس حالة من اللامبالاة أو التفكّك الذّهني في سياق الزّمن و المواقف.
ربَّما بَعضٌ سَيَنْسَى بَعْضَهُ ... ثُمَّ كُلًّا مَا غِنَاءٌ يُطْرِبُ


البيت الشعري، الذي ذكرته يعكس فكرة الفراق و النّسيان في العلاقات البشرية، و يُظهر نظرة الشاعر إلى هشاشة الرّوابط التي قد تتأثّر بمرور الوقت أو تقلّبات الحياة.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"ربَّما بَعضٌ سَيَنْسَى بَعْضَهُ" يُشير إلى إمكانية أن ينسى الناس بعضُهم البعضَ مع مرور الوقت أو بعد حدوث تغييرات معيّنة. قد يعكس ذلك حقيقة أنّ العلاقات قد تَضعف أو تَتلاشى، و تصبح الذّكريات غير قادرة على البقاء.

"ثُمَّ كُلًّا مَا غِنَاءٌ يُطْرِبُ" هنا يعبّر الشاعر عن فكرة أنّ حتى الأشياء، التي كانت تبدو ممتعة أو مهمة (مثل الغناء الذي يُطرب) قد تصبح بلا تأثير أو متعة. ربّما يكون المقصود أن ما كان يُشبع الرّوح أو يثير الاهتمام سابقًا لا يعود له نفس الأثر عندما تتغير الظروف أو تضعف العلاقات.

2. التعبير البلاغي:

"بعضٌ سَيَنْسَى بَعْضَهُ" هو تعبير عن النّسيان الذي يأتي حتمًا، مما يوضّح فكرة الفراق أو الانفصال.

"غناءٌ يُطْرِبُ" هنا يتمّ استخدامه مجازيًا ليعبّر عن الأشياء التي كانت ذات تأثير قويّ أو ممتعة، و لكنْ مع مرور الزمن قد يُصبح هذا التأثير غيرَ ذي قيمة، أو أنّ الألحان، التي كانت تُطرب تصبح فارغة.

3. التأثير الزّمني:

البيت يُشير بوضوح إلى تأثير الزّمن على المشاعر و الذّكريات، حيث يمكن للزّمن أن يجعل الذكريات تتلاشى و أنُ الأشياءَ، التي كانت جميلة أو ذاتَ قيمةٍ تُصبح بلا معنًى. هذا يعكس بوضوح ظاهرة النّسيان و الفُقدان مع مرور الوقت.

4. التّوازن بين "بعضٌ" و"كلَّا":

الشاعر يلعب هنا على التباين بين "بعضٌ" و"كلَّا"، حيث يشير إلى أنّ كلّ شيء في النّهاية سيختفي أو يُصبح غيرَ ذي أهمية. هذا يعكس التآكل، الذي يَحدث في العلاقات أو الأشياء مع مرور الزمن.

5. الوزن و الإيقاع الشعري:

الوزن في البيت يساهم في خلق إيقاع ثابت و سلس. التفاعل بين "بعضٌ" و"سَيَنْسَى" ثم "كلًّا" و"يُطْرِبُ" يجعل الجمل مترابطة و تدفع نحو استنتاجات تتعلق بالزّوال و التّغيير.

المعنى العميق:

البيت يتناول الفكرة القائلة بأنّ الزمنَ قادرٌ على تغيير الأحاسيس و العلاقاتِ، و أنّ ما كان مهمًا أو مؤثرًا في وقت ما قد يُصبح بلا قيمة مع مرور الوقت. النّسيان هو جزءٌ من هذه العملية، و"الغناء" الذي كان مصدر سعادة أو تأثير قد يفقد تأثيره مع مرور الزمن.

الخلاصة:

البيت يعبّر عن فكرة النسيان و التّغيير المستمرّ في العلاقات و الأشياء، حيث قد ينسى البعض بعضهم البعض، و تصبح كل المتع أو الأشياء، التي كانت تُطرب الروح خالية من المعنى بمرور الوقت.
في خَيَالٍ كُلُّ هذا مَاثِلٌ ... مَا حَقِيقِيٌّ و ذَا مُسْتَغْرَبُ

البيت الشعري، الذي ذكرته يعكس حالة من التأمل و التّساؤل حول الواقع و الخيال، و يُعبّر عن الفجوة بين ما هو حقيقيّ وما هو مجرّد وهم أو خيال.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"في خَيَالٍ كُلُّ هذا مَاثِلٌ" يشير إلى أنّ كلّ ما يُقال أو يحدث يبدو كأنّه جزءٌ من الخيال، أي أنّ كلّ شيء في الحياة قد يكون مجرّد صورة أو انعكاس غير حقيقيّ.

"مَا حَقِيقِيٌّ وَ ذَا مُسْتَغْرَبُ" يُعبّر عن تساؤل الشاعر حول ما هو حقيقيّ في هذا العالم، حيث يواجه حالةً من الدّهشة أو الاستغراب من الأمور التي تبدو غير واضحة أو غير حقيقية.

2. التّعبير البلاغي:

"في خَيَالٍ" تُستخدم للإشارة إلى عالم غير حقيقيّ أو وهميّ، ممّا يخلق صورة ذهنية لأشياء غير واقعيّة أو مشوّشة.

"مَاثِلٌ" تعني "موجود أو مرئي"، ممّا يوضّح أنّ الخيال هو الذي يُظهِرُ كلَّ شيء للعين، كما لو كان واقعًا.

"مَا حَقِيقِيٌّ وَ ذَا مُسْتَغْرَبُ" يُظهر التوتّر بين الحقيقة و الخيال، و يُعبّر عن استغراب الشاعر أو انزعاجه من صعوبة التّمييز بينهما.

3. التساؤل الفلسفي:

الشاعر هنا يتناول تساؤلًا فلسفيًا قديمًا يتعلّق بالفرق بين الواقع و الوهم. قد يُشير هذا إلى تداخل الخيال مع الحقيقة، الأمر الذي يصعب معه تحديد ما هو حقيقيّ فعلاً و ما هو مجرّد وهمٍ.

4. التأمُّلُ في الواقع:

يتساءل الشاعر عن طبيعة الواقع، ممّا يعكس حالة من الضّياع أو الارتباك الذّهني. فهو يعبّر عن أنّ كلَّ شيء في الحياة قد يبدو مشوّشًا أو غير موثوق به، و يُحير الذّهن في كيفيّة التّفريق بين الحقيقة و الخيال.

5. الوزن و الإيقاع الشعري:

البيت يبرز بتوازنه الموسيقي بين "مَاثِلٌ" و"مُسْتَغْرَبُ"، ممّا يساهم في إيقاعه المتسلسل و المنتظم، الذي يعكس حالة البحث عن المعنى و الفهم في ذهن الشاعر.

المعنى العميق:

البيت يعبّر عن حالة من الاضطراب الذهني و الفلسفيّ حول ما إذا كانت الحياة و الظواهر التي نعيشها حقيقية أم مجرّد خيالٍ. الشاعر هنا يُناقش كيفيّة تأثير الخيال على إدراكنا للواقع و يطرح تساؤلات حول تداخل الحقيقة و الوهم.

الخلاصة:

البيت يعبّر عن حالة من الاستغراب و التساؤل حول ما هو حقيقيّ في هذا العالم، حيث يضع الشّاعر نفسه في مواجهة مع الخيال و الواقع، و يُظهر التّوتر بينهما في محاولة لفهم العالم من حوله.

كُنتُ في أمسٍ هُنا مُستَأنِسًا ... بينَكُم و البومَ سَطْرٌ يُكْتَبُ


البيت الشعري، الذي ذكرته يعبّر عن حالة من الحنين أو التذكّر للماضي، حيث يوضّح الشاعر كيف كان يعيش في الماضي في مكان معين، و بين أشخاص معينين، و لكنّ الآن تغيّرت الحال و أصبح ذلك كلّه جزءًا من الذّكريات.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"كُنتُ في أمسٍ هُنا مُستَأنِسًا" يعبّر عن حالة من الارتياح و الأنس كان الشاعر يشعر بها في الماضي عندما كان في المكان نفسه، محاطًا بأشخاصه أو مواقف معيّنة.

"بينَكُم و البومَ سَطْرٌ يُكْتَبُ" يُشير إلى أنّ الماضي أصبح الآن ذكرى، ربّما في شكل "سطور" تُكتب. البوم هنا قد يكون رمزًا للوحشة أو للزمن الذي مضى، حيث يمكن أن يدلّ على الحزن أو الفقدان. سطر يُكتب يمكن أن يشير إلى أنّ هذه اللحظات تم تسجيلها كجزءٍ من الذّكريات، و لكنّها الآن غائبة أو مفقودة.

2. التعبير البلاغي:

"مستأنسًا" تُظهر الحالة العاطفية التي كان يعيشها الشاعر في الماضي، و هي الراحة و الطمأنينة وسط الأشخاص و المكان، الذي كان فيه.

"البوم" يستخدم هنا كرمز للوحشة أو الزّمن الثّقيل، الذي مضى، بما يتناسب مع العادة الأدبية في الشعر العربي حيث يتمّ استخدام البوم كرمز للموت أو الحزن.

"سطرٌ يُكتبُ" يُحيل إلى فكرة الذّكريات المكتوبة أو الموثقة، و لكنْ يُحتمل أيضًا أن يكون السّطر يُشير إلى كتابة شيء مؤلم أو محزن في الماضي.

3. الحنين إلى الماضي:

الشاعر يبرز هنا التباين بين حالته الحالية و الماضي الجميل، الذي كان فيه، حيث كان يشعر بالأنس و الاستقرار. الآن، لا يستطيع سوى أنْ يتذكّره على هيئة سطور مكتوبة أو مجرّد ذكرى بعيدة.

4. الوزن و الإيقاع:

البيت ينساب بسهولة في إيقاعه الموسيقي، ممّا يساهم في تصوير حالة التأمل و الحنين. التوازن بين "مستأنسًا" و"يُكتبُ" يعكس الانتقال من الواقع إلى الذكرى، ممّا يجعل الإيقاع يتناغم مع معنى البيت.

المعنى العميق:

البيت يعبّر عن الحنين إلى الماضي و التّذكر للحظات كانت مليئة بالأنس و الراحة، و لكنّها أصبحت الآن مجرّد ذكريات بعيدة أو سطور تُكتب في صفحات الزمن. يعكس أيضًا الحزن الناتج عن الفقدان أو التغيير الذي يطرأ على الأحوال.

الخلاصة:

البيت يعبّر عن حالة من الحنين و التّأمّل في الماضي، حيث كان الشاعر يشعر بالرّاحة و الاستقرار بين أشخاص معيّنين. و لكنْ مع مرور الوقت، أصبح ذلك الماضي مجرّد ذكرى تُسجّل على ورقة، و الواقع أصبح مليئًا بالوحشة، ممّا يعكس إحساس الشاعر بالفقدان و الحزن.

هَذِهِ أقدارُنا عُدَّتْ لَنَا ... ليسَ بِالمَقدُورِ مِنْهَا نَهْرُبُ


البيت الشعري، الذي ذكرته يعكس فكرة القضاء و القدر، و يعبّر عن الرؤية، التي تتعامل مع الأحداث و المواقف باعتبارها أمورًا مكتوبة أو مفروضة على الإنسان، و لا يستطيع الهروب منها أو التهرّب منها.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"هَذِهِ أقدارُنا عُدَّتْ لَنَا" يُعبّر عن أنّ القدر هو الذي يحدّد مصير الإنسان، و الأقدار ليست شيئًا يأتي صدفة، بل هي مقدّرة و محددة مسبقًا. الشاعر يُشير إلى أنّ الحياة تسير وفقًا لمشيئة قدرية معينة.

"ليسَ بِالمَقدُورِ مِنْهَا نَهْرُبُ" يكمل المعنى ليُؤكد أنّ الإنسان لا يستطيع الهروب من هذه الأقدار أو تغيير ما هو مقدّر له. لا يستطيع الإنسان تفادي ما كتبه له القدر أو الخروج عن المسار الذي حُدِّد له.

2. التعبير البلاغي:

"أقدارُنا" جاءت لتُظهر أنّ هذه الأقدار تخصنا، و هي ليست شيئًا خارجيًا عنّا، بل هي جزءٌ من حياتنا و مصيرنا.

"عدَّتْ لَنَا" تعبير عن أنّ الأقدار قد تمّ تحديدُها أو تخطيطُها مُسبقًا، ممّا يبرز فكرة الحتمية و التقدير.

"ليسَ بِالمَقدُورِ" يستخدم هنا للمرة الثانية، مع التّوكيد، ليؤكّد فكرة الاستحالة في الهروب من القدر أو تغييره. إنّ "المقدور" في هذا السياق يشير إلى القدرة المحدودة للإنسان أمام القوّة التي تُملِي عليه مصيرَه.

3. الفكرة الفلسفية:

البيت يتناول قضية فلسفية شائعة في الأدب العربي، تتعلّق بالقدر و الإنسان، و كيف أنّ الإنسان غالبًا ما يواجه أحداثًا خارجةً عن إرادته. يعبّر البيت عن مفهوم الحتميّة، التي تجعل الإنسان يشعر بعدم القدرة على التحكّم في مصيره.

4. الوزن و الإيقاع:

الوزن الشعري في البيت متوازن، و يتناغم مع المعنى الذي يعبّر عن الاستسلام للقدر. التّكرار الموسيقي في "المقدور" يعزّز من فكرة الاستحالة في الهروب من الأقدار.

المعنى العميق:

البيت يعبّر عن فكرة قبول الإنسان لما قُدِّرَ له، و يُشير إلى أنّ الأقدار في النهاية هي التي تحدّد مسار حياتنا و لا يمكننا الهروب منها أو تغييرها. إنّه يعكس نوعًا من الاستسلام أو التّعايش مع الحتمية و الواقع الذي يفرضه القدر.

الخلاصة:

البيت يُظهر رؤية الشاعر حول القدر و الحتمية، حيث لا يمكن للإنسان الهروب من مصيره أو تغييره. كلّ شيء في الحياة مُقدَّر لنا، و ما من وسيلة للابتعاد عن الأقدار التي كتبت لنا.

واضِحٌ قَولِي بِإيمانٍ بِهِ ... رَاسِخٌ في رُكنِهِ، لا يُغْلَبُ

البيت الشعري، الذي ذكرته يعبّر عن الثقة و الإيمان الراسخ بالفكرة أو المبدأ الذي يعتقد به الشاعر، و يظهر إصرارًا و قوّة في تمسّكه بمعتقداته أو آرائه.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"واضِحٌ قَولِي بِإيمانٍ بِهِ" يشير إلى أنّ كلام الشاعر صريح و واضح لأنّه ينبع من إيمان قوي وومُؤكَّد. هذا يعكس الشّجاعة في التّعبير عن المعتقدات أو الآراء دون تردّد أو غموض.

"رَاسِخٌ في رُكنِهِ، لا يُغْلَبُ" يُعبر عن الثبات و التّمسّك بالمبدأ أو الفكرة. الشاعر يُؤكّد أنّ إيمانه راسخ في قلبه و عقله، مثل ركن ثابت لا يمكن أن يُهدم أو يُغلب، ممّا يعكس قوّة هذا الإيمان و صلابته.

2. التعبير البلاغي:

"واضِحٌ قَولِي" تعبير يُبرز شفافية الكلام و وضوحه، ممّا يُشير إلى أنّ الشّاعر لا يخفي شيئًا و يعبّر عن نفسه بكلّ صراحةٍ.

"بِإيمانٍ بِهِ" تأتي لتربط الكلام بالإيمان الشّخصي، أي أنّ هذا القول لا يتناثر عشوائيًا بل هو مستند إلى إيمان داخليّ راسخ.

"رَاسِخٌ في رُكنِهِ" يُستخدم "الركن" كاستعارة مكانية تعبّر عن الاستقرار و الثّبات. الشاعر يُصور إيمانه أو موقفه كشيء متجذّر و ثابت لا يمكن تحريكه.

"لا يُغْلَبُ" يُؤكّد على القوة و الصلابة، فالإيمان أو المبدأ الذي يتبناه الشاعر لا يمكن هزيمته أو كسره.

3. الفكرة العامة:

البيت يعكس الإصرار على مبدأ أو رأي واضح، و يرتبط بالثّقة الذّاتية و الإيمان القويّ بأنّ هذا المبدأ لا يمكن تغييره أو هزيمته. الشاعر يعبّر عن قوّة الشّخصية و الثّبات في مواجهة التّحديات.

4. الوزن و الإيقاع:

البيت يتّسم بتوازن موسيقيّ جيّد، حيث يتناغم الوزن بين "واضِحٌ قَولِي" و"رَاسِخٌ في رُكنِهِ"، مما يعزّز من قوّة المعنى، حيث يظهر الإيقاع المتسلسل الذي يعكس الثبات و الإصرار.

المعنى العميق:

البيت يعبّر عن الثّقة الكاملة و الإيمان القويّ الذي يملكه الشاعر تجاه معتقداته أو آرائه، و يؤكّد على أنّ هذه المعتقدات لا يمكن أن تتزعزع مهما كانت الظروف. الشاعر يُظهر انتماءه العميق لمبدئه و ثباته في مواجهة أي تحديات أو ضغوط.

الخلاصة:

البيت يُظهر صورة الشاعر كإنسان قويّ و صُلب في مواقفه، مُعبّرًا عن إيمانه الرّاسخ، الذي لا يتأثّر بالمتغيرات أو الضّغوط. كلامه واضح و صريح، و إيمانه راسخ كركن ثابت لا يُغلب.
في رَحِيلِي عَنْكُمُ حُزنٌ و ذَا ... كانَ مِنْ قَبلُ، الذي لا يُعْجِبُ

البيت الشعري، الذي ذكرته يعبّر عن الحزن و الفراق، و يُظهِر مشاعر الشاعر تجاه الوداع أو الرّحيل عن الأشخاص الذين ارتبط بهم في الماضي.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"في رَحِيلِي عَنْكُمُ حُزنٌ و ذَا": يعبّر الشاعر عن شعوره بالحزن بسبب الفراق و الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص أو المكان. "حزنٌ" هنا يصف حالة نفسية عميقة تُرافقه عند مغادرته.

"كانَ مِنْ قَبلُ، الذي لا يُعْجِبُ": يُكمل المعنى ليُشير إلى أنّ هذا الحزن كان موجودًا من قبل، أي أنّ مشاعر الفقد أو الوداع كانت قائمة سابقًا، و لكنّها لم تكن مريحة أو محبّبة للشاعر.

2. التعبير البلاغي:

"في رَحِيلِي" تُستخدم لتوضيح أنّ الفراق هو الذي يتسبّب في الحزن، كما أنّ "رحيل" هنا يدل على التحرّك أو مغادرة شيء أو شخص عزيز.

"حُزنٌ" تُظهر الحالة العاطفية للشاعر، ممّا يعكس التوتّر الداخلي و الشعور بالألم نتيجة الفراق.

"الذي لا يُعْجِبُ" يعني أنّ هذا الحزن، رغم أنّه كان موجودًا منذ قبل، هو أمرٌ غير مرغوب فيه أو غير مفضّل بالنسبة للشاعر.

3. التفسير النفسي:

الشاعر يشير إلى أنّ الحزن ليس أمرًا جديدًا بالنسبة له، بل هو شعور قديم يعاوده كلّما فكّر في الفراق أو ابتعاده عن الأحبّة. الحزن في هذا السياق ليس مجرّد شعور عابر، بل هو جزءٌ من تجربته العاطفية المستمرّة.

يمكن أن يُفهم أنّ الشاعر كان مُجبرًا على هذا الفراق أو أنّ الظّروف هي التي فرضت عليه الرّحيل، ممّا جعله يشعر بالحزن الذي لا يمكن تجنّبه.

4. الوزن و الإيقاع:

البيت يتميز بإيقاع سلس، حيث يتناغم الوزن بين "حُزنٌ" و "ذَا"، مما يساعد على تعزيز شعور الألم و الحزن في الفكرة الأساسية للبيت.

المعنى العميق:

البيت يعكس الحزن المستمر الذي يشعر به الشاعر في رحيله عن أحبائه أو مكانه، و هو يُشير إلى أنّ هذا الحزن ليس جديدًا بل هو جزء من تجربته العاطفية المستمرّة. الشاعر يعبّر عن شعوره بالضيق بسبب اضطراره للابتعاد عن شيء أو شخص عزيز عليه.

الخلاصة:

البيت يعبّر عن الحزن، الذي يرافق الشاعر في فراقه، و يُظهر أنّ هذا الحزن ليس شيئًا جديدًا، بل هو جزءٌ من معاناته المستمرّة التي لا يحبّها و لا يفضّلها.
لَمْ نَكُنْ نَبغِيهِ، هَذَا وَاقٍعٌ ... بَحرُ دَهرٍ، فِيهِ نَحنُ المَرْكَبُ

البيت الشعري، الذي ذكرته يعبّر عن فكرة القبول بالمصير الذي يفرضه الزّمن، و يُظهر الشاعر في مواجهة مع واقع الحياة حيث لا يستطيع الهروب منه أو تغييره.

ملاحظات على البيت:

1. المعنى العام:

"لَمْ نَكُنْ نَبغِيهِ" يشير إلى أنّ الشاعر أو الأشخاص المعنيّين لم يسعوا لهذا الوضع أو القدر، بل هو أمرٌ فُرِضَ عليهم. قد يكون هذا إشارة إلى مصير غير مرغوب فيه أو ظروف غير متوقّعة.

"هَذَا وَاقٍعٌ" يعبّر عن حقيقة الأمر، حيث يوضّح أنّ هذا هو الواقع الذي لا يمكن تغييره أو تفاديه. الشاعر يقرّ بالواقع كما هو.

"بَحرُ دَهرٍ، فِيهِ نَحنُ المَرْكَبُ" يصور الحياة كبحر كبير أو دهر طويل، و الشاعر أو الناس هم المركب الذي يُبحِر فيه. هذه الصورة تعكس فكرة أنّ الإنسان لا يملك السّيطرة التّامّة على مجريات الأمور، بل هو مجرّد جزء من تيّارات الزّمن، التي تسير به حيثما شاء القدر.

2. التعبير البلاغي:

"لم نكن نبغيه" تعبير قوي يُظهر عدم الرّغبة أو التطلّع إلى الوضع، الذي وصلوا إليه، ممّا يعكس شعورًا بالضّيق أو الاستسلام.

"هذا واقعٌ" يعكس القبول بالأمر الواقع دون القدرة على تغييره. يشير إلى أنّ الأمور حدثت كما هي دون أن يكون هناك خيار آخر.

"بحر دهرٍ" يُضيف إلى الصّورة شعورًا بالعظمة و الامتداد، ممّا يعزّز فكرة أنّ الزّمن (أو الحياة) هو شيء لا يُمكن فصلُه أو الهروبُ منه.

"فيه نحن المركب" يُظهر الإنسان كجزء صغير و مرهق في مسار الحياة، حيث تتحكّم به الأمواج (الظروف)، و لا يملك إلّا المُضِيّ في هذا البحر الهائل.

3. الفكرة العامة:

البيت يعبّر عن فكرة القبول بمسار الحياة الذي لا يمكن تغييره، حيث يظهر الإنسان كجزء من تيّارات الزّمن، التي لا يستطيع الهروب منها. الشاعر يشير إلى أنّ هذه هي الحقيقة، التي يجب على الجميع تقبّلها، حتى و إن كانت الظّروف، التي فرضها الزّمن غير مرغوب فيها.

4. الوزن و الإيقاع:

الوزن الشعري في البيت قوي و متوازن، ممّا يعكس المعنى الفلسفيّ العميق للبيت. التوازن بين "نبغيه" و "واقِعٌ" يعزّز الشّعور بالاستسلام، الذي يعبّر عنه الشاعر.

المعنى العميق:

البيت يعبر عن حقيقة الحياة التي لا يستطيع الإنسان الهروب منها. رغم أنّ الشاعر أو الأشخاص المعنيين لم يسعوا إلى الوضع الذي وَجدوا أنفسَهم فيه، إلّا أنّهم يُقِرُّون بالواقع كما هو. الحياة هي بحر من الزّمن، و هُم مجرّد مركب يسير فيه دون قُدرة على تغيير مساره.

الخلاصة:

البيت يُعبّر عن الرؤية الفلسفية، التي تقبل الواقع كما هو، حتى و إنْ لم يكُنْ مَرغوبًا. الشاعر يُشير إلى أنّ الإنسان لا يستطيع الهروب من مسار الحياة، الذي يتحكّم به الزّمن، و يُظهر نفسَه كجزءٍ صغيرٍ في هذا البحر الواسع.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-01-2025 الساعة 06:33 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-01-2025, 02:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

القصيدة التي كتبها الشاعر السوري فؤاد زاديكي تحمل العديد من الصور البيانية و المحسنات اللفظية. عند تحليل القصيدة، يمكن أن نجد فيها مجموعة من الصور الحركية، السمعية، و البصرية، بالإضافة إلى المحسنات البلاغية مثل التشبيه، الاستعارة، والكناية.

1. الصور البيانية:

الصور الحركية:

"تُصْبِحُ الأيَّامُ وَهْمًا سَارِحًا": هذا تعبير حركي حيث يتم تصوير الأيام وكأنها كائن حي، يسرح في الخيال.

"في مَتَاهَاتٍ لِفِكْرٍ يَلْعَبُ": هنا تصوير لحركة الفكر الذي يتنقل بحرية، مثل لعب الطفل أو التشتت، مما يوحي بالحركة المستمرة للفكر الذي لا يستقر.

الصور السمعية:

"مَا غِنَاءٌ يُطْرِبُ": صورة سمعية حيث يتم الإشارة إلى الغناء والطرب الذي يعبر عن الفرح أو التحفيز، ولكنها تأتي في سياق عدم جدواه، مما يضيف بعدًا إضافيًا للمشاعر.

الصور البصرية:

"عِنْدَمَا نَغْدُو كَذِكرَى تُكْتَبُ": هذه صورة بصرية تصويرية حيث يتم تمثيل الإنسان أو الحدث وكأنه ذكرى يتم تدوينها في كتاب الزمان، مما يعطي انطباعًا مرئيًا للزمن.

"في خَيَالٍ كُلُّ هذا مَاثِلٌ": هذه صورة بصرية أيضًا حيث يتم تصوير الأشياء كأنها خيالات أو صور في العقل لا يمكن لمسها أو التفاعل معها.

2. المحسنات البلاغية:

التشبيه:

"تُصْبِحُ الأيَّامُ وَهْمًا سَارِحًا": التشبيه هنا يستخدم "سارحًا" ليقارن الأيام التي تصبح وكأنها كائن حي، وهي صورة تتناول الحركة أو التشتت.

"في مَتَاهَاتٍ لِفِكْرٍ يَلْعَبُ": هنا يتم تشبيه الفكر بمكان متاهة تتلاعب به الأفكار والأوهام.

الاستعارة:

"كُنتُ في أمسٍ هُنَا مُسْتَأنِسًا": استعارة تمثل الزمن والمكان في صورة حية كان فيها الشاعر يشعر بالأنس، فالكلمة "مستأنسًا" تجعل الشاعر كائنًا حيًا في بيئة نفسية قد لا تكون مرئية.

"بحرُ دَهْرٍ، فِيهِ نَحْنُ المَرْكَبُ": استعارة البحر والدهر تشير إلى الزمن كبحر هائج أو عميق، وهو محيط حافل بالأحداث التي نعيش فيها مثل السفن.

الكناية:

"لَمْ نَكُنْ نَبْغِيهِ، هَذَا وَاقٍعٌ": هذه الكناية تعبر عن أن الشاعر لم يتوقع أو لا يرغب في حدوث ما حدث، لكنها كانت حتمية.

"هَذِهِ أقدَارُنا عُدَّتْ لَنَا": كناية عن أن الأقدار هي التي تحدد مصير الإنسان، وتتمثل في الأشياء التي لا مفر منها.

3. التأثيرات البلاغية:

في القصيدة، نجد مزيجًا من الحزن والخيبة والتسليم بالقدر، مما يظهر من خلال استخدامه للصور البيانية التي تجمع بين الحركية، البصرية، والسمعية في التعبير عن الشاعر لمشاعره.

هذه الصور تبني حالة نفسية وشعورية معقدة، حيث يتحرك الشاعر بين الماضي والحاضر، وتتحول الكلمات إلى إشارات للعواطف والخيالات التي تختلط فيها الذكريات والمشاعر العميقة.

4. الاستنتاج:

القصيدة تجمع بين الأسلوب الحركي، السمعي، والبصري، مما يجعلها غنية بالصور البلاغية التي تضفي على النص طابعًا تأمليًا وفلسفيًا حول الزمن، الذاكرة، والقدر.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-01-2025 الساعة 06:33 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-01-2025, 01:09 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

حنين كوكي كريمة عبدالوهاب اشكر لطفكم و كرم تفاعلكم و رقي تشجيعكم استاذة حنين كوكي و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي الذكرى دام عطاؤكم المحبّ

https://alakhbrianews.blogspot.com/2...R5ZjhqAKUg5L0w
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-01-2025, 01:13 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

Sabah Drwish شكري و تقديري مع كل امتناني لشخصك الفاضل و المحب استاذة صباح درويش السندريلا و الهيئة العليا لرابطة شعراء ديوان المبدعين العرب لتوثيق نصي الذّكرى

https://mynewbloadressbogsoot.blogsp...rWMZsYT8cTZrjA
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-01-2025, 01:15 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

عمر طه اسماعيل العلواني أعمق الشكر و أصدق الامتنان لشخصكم الفاضل استاذ عمر طه اسماعيل العلواني و ملتقى ضفاف الرافدين لمنح نصي الذّكرى شهادة أجمل نصّ يومي دمتم بدوام العطاء المحبّ
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 473069146_1145655583882084_7151896544055657092_n.jpg‏ (57.4 كيلوبايت, المشاهدات 1)
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-01-2025, 05:58 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,343
افتراضي

هيام الملوحي الشكر العميق و الامتنان الكبير لجهودكم الكريمة استاذة هيام و منتدى نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي الذّكرى دمتم بخير

https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...mCC3xE-snIJwTQ
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke