مشاركتي في أكاديمية العبادي للأدب و السلام على برنامج ماذا لو...؟؟ و فقرة نفترق ثم نلتقي إلى الأبد تقديم الدكتورة سيليا علي بإشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و
ماذا لو... نفترق و نلتقي إلى الأبد؟
بقلم: فؤاد زاديكى
ماذا لو كان الفراق بداية للقاءٍ أبديّ؟ و هل يمكن أن يكون الوداع بوابةً لوجود دائم لا ينتهي؟! في عمق هذه التساؤلات، تُولد أفكار تحمل في طيّاتها مزيجًا من الحزن و الأمل.
حينما نفترق، نشعر بثقل اللحظة، و كأنّ الزمن يتوقّف ليتأمّل وجوهنا المرتجفة من شدّة الشوق و الوداع. الفراق ليس مجرّد حدث عابر، بل هو شعور يُثقل القلوب و يترك فيها أثراً لا يُمحى. لكن، ماذا لو كان هذا الفراق مقدمةً للقائنا الأبدي؟ لقاء لا تُفرّقه الأيام و لا تُباعده المسافات؟
في لحظات الوداع، تختنق الكلمات في الحناجر، و تفيض الدموع دون أن نستطيع السيطرة عليها. لكن ربما، في تلك اللحظة بالذّات، نجد بصيص أمل يُنير دروبنا المظلمة. ربّما يكون الفراق محطةً في طريق اللقاء الأبدي، حيث تمتزج أرواحنا في عناق دائم لا يعرف الفقد.
نلتقي إلى الأبد حينما تُصبح قلوبنا على موجة واحدة، و حينما تُشرق شمس المحبة في سماء أرواحنا. اللقاء الأبدي ليس مشروطًا بوجودنا في مكان واحد أو زمان واحد، بل هو شعور يتجاوز كلّ القيود، و يتحدّى قوانين الطبيعة.
ما أجمل أن نتخيّل أنّ اللقاء الأبدي هو وعدٌ يحمل في طيّاته الراحة و السكينة! ففي ذلك اللقاء، لن يكون هناك وداع، و لن نشعر بالخوف من الفقد. سنعيش في عالمٍ تُزهر فيه اللحظات، و تُغني فيه القلوب بألحان الأبدية.
ماذا لو نفترق؟ سنحتمل ألم الفراق إن كان يحمل بين طياته وعدًا بلقاء أبديّ. فالقلوب التي تنبض بالحبّ لا تعرف المستحيل، و الأرواح، التي تتوق إلى البقاء معًا ستجد طريقها دائمًا إلى الأبد.
لذلك، دعونا لا نخاف من الفراق، فهو مجرّد صفحة في كتاب طويل عنوانه: "لقاؤنا إلى الأبد."
05-01-2025, 05:48 PM
مشاركتي في أكاديمية العبادي للأدب و السلام على برنامج ماذا لو...؟؟ و فقرة نفترق ثم نل
العرض العادي
