Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قال الشّاعر أديب إسحاق هذه الأبيات الأربعة من الشعر: قَتلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا
قال الشّاعر أديب إسحاق هذه الأبيات الأربعة من الشعر:
قَتلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتَفَرْ و قتلُ شعبٍ آمِنٍ مسألةٌ فيها نَظَرْ و الحقُّ للقوَّةِ لا يُعطاهُ إلّا من ظَفَرْ ذي حالةُ الدّنيا فكنْ من شرِّها على حَذَرْ تُسلِّط هذه الأبيات الضّوء على التّناقض في معايير العدالة الإنسانية، حيث يُعتبر قتل فرد جريمةً لا تُغتفر، بينما يُنظر إلى قتل شعبٍ آمنٍ بتساهل. كما تُشير إلى أنّ القوّة هي التي تُحدّد الحقّ في هذا العالم، ممّا يستدعي الحذر من شرور الدّنيا. غاية هذه الأبيات و مناسبتها هي نقد التّناقض الواضح في معايير العدالة الإنسانية، حيث تُعامل الجرائم الفردية بشدة و تُعتبر غير مقبولة، بينما تُغضّ النظر عن الجرائم الكبرى التي تُرتكب ضد الشعوب أو تُبرَّر لأسباب سياسية أو عسكرية. مناسبة قول هذه الأبيات: هذه الأبيات جاءت في سياق سياسيّ و اجتماعيّ مضطرب في القرن التّاسع عشر، حين كان الاستعمار الأوروبي يهيمن على العديد من الدول، و كانت الانتهاكات و الجرائم تُرتكب بحقّ الشعوب المستضعفة دون محاسبة. أديب إسحاق، المعروف بجرأته، استخدم هذه الأبيات كوسيلة للتّعبير عن الغضب من الظلم و التّواطؤ العالمي تجاه الجرائم الكبرى، و انتقاد صمت القوى الكبرى أو تبريرها لهذه الجرائم. الأبيات تحمل رسالة إنسانية خالدة، تدعو للوعي و اليقظة في مواجهة الظلم، سواءً كان على مستوى فردي أو جماعي. فَمَنْ هو أديب اسحق؟ أديب إسحاق (1856-1885) كان أديبًا و صحفيًا سوريًا من دمشق، اشتهر بكتاباته التي تناولت القضايا الاجتماعية و السياسية في عصره، و عُرف بأسلوبه النقدي اللاذع. أديب إسحاق كان من المسيحيين في سوريا. وُلد في عائلة مسيحية في دمشق عام 1856، و اشتهر بأعماله الأدبية و الصّحفية التي تميّزت بجرأة الطّرح و انتقاد الأوضاع السياسية و الاجتماعية في عصره. و رغم انتمائه الدّيني، عُرِف بفكره التّقدمي و توجّهه نحو الوحدة الوطنية، حيث ركّز على القيم الإنسانية المشتركة و تجاوز الطائفية في كتاباته و مواقفه. لأديب إسحاق عددٌ من المؤلفات المطبوعة التي تعكس اهتمامه بالأدب، و الصحافة، و الفكر السياسي و الاجتماعي. على الرغم من وفاته المبكّرة في سن التاسعة و العشرين، إلا أنّه ترك بصمةً كبيرةً في عصره. من أبرز مؤلفاته و أعماله: 1. مجموعة مقالاته الصحفية: أديب إسحاق كان صحفيًا بارزًا و أصدر عدّة صحف منها: صحيفة "التجارة" التي أنشأها في الإسكندرية. صحيفة "مصر" التي أصدرها في القاهرة. صحيفة "الإتفاق" التي أصدرها أيضًا في الإسكندرية. هذه الصّحف تضمّنت مقالاته في السياسة و الاجتماع، لكنّها لم تُجمَع في كتب منفصلة. 2. ترجماته: أديب إسحاق كان نشطًا في ترجمة الأدب العالمي إلى العربية، خاصة الأدب الفرنسي. ترجم بعض أعمال المسرح الفرنسي مثل أعمال موليير. 3. أعماله الأدبية و النقدية: كتب عددًا من المقالات الأدبية التي نُشرت في الصحف و المجلات. كان له أسلوب نقديّ لاذع، حيث انتقد ازدواجية العدالة و الظلم الاجتماعي و السياسي. 4. مجموعات منشورة لاحقًا: بعضُ أعمال أديب إسحاق جُمِعَت ونُشِرَت لاحقًا في كتب تناولت سيرته و أدبه، لكن معظم ما كتبه كان متفرّقًا في الصّحف التي أصدرها أو شارك فيها. ملاحظات: لم تكنْ مؤلفاته منظّمة في كتب خلال حياته بسبب انشغاله بالنّشاط الصّحفيّ والسّياسيّ. و في عرضٍ مُسهب لمرامي هذه الأبيات من الشّعر في نظرةٍ تحليليّة لها نقول: غاية هذه الأبيات و مناسبتها هي نقد التّناقض الواضح في معايير العدالة الإنسانية، حيث تُعامل الجرائم الفردية بشدّة و تُعتبر غير مقبولة، بينما تُغضّ النّظر عن الجرائم الكبرى، التي تُرتكب ضدّ الشعوب أو تُبرَّر لأسباب سياسية أو عسكرية. الغاية من الأبيات: 1. إبراز ازدواجية العدالة: البيت الأول يعكس كيف أنّ الجرائم الصغيرة (كقتل شخص واحد) تُدان بقوّة، بينما الجرائم الكبرى (إبادة الشعوب) تُعتبر مسألة فيها تبرير أو جدال. 2. نقد استغلال القوّة: يُشير البيت الثّالث إلى أنّ الحقّ يُمنح فقط لِمَن يمتلك القوّة، ممّا يسلّط الضّوء على انحياز القانون أو العدالة إلى الأقوياء. 3. التّحذير من الواقع: البيت الأخير يدعو النّاس إلى الحذر من شرور هذا العالم، الذي تحكمه القوة بدل العدالة. جاءت هذه الأبيات في سياق سياسيّ و اجتماعيّ مضطرب في القرن التاسع عشر، حين كان الاستعمار الأوروبي يهيمن على العديد من الدول، و كانت الانتهاكات و الجرائم تُرتكب بحقّ الشعوب المستضعفة دون محاسبة. أديب إسحاق، المعروف بجرأته، استخدم هذه الأبيات كوسيلة للتّعبير عن الغضب من الظلم و التواطؤ العالمي تجاه الجرائم الكبرى، و انتقاد صمت القوى الكبرى أو تبريرها لهذه الجرائم. الأبيات تحمل رسالة إنسانية خالدة، تدعو للوعي و اليقظة في مواجهة الظلم، سواء كان على مستوى فرديّ أو جماعيّ. بمعاونة الذكاء الاصطناعي التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 12-01-2025 الساعة 05:57 AM |
#2
|
||||
|
||||
الشكر العميق لمعالي الدكتور الاستاذ حسن الفياض و لأكاديمية الفياض الدولية للسلام و الثقافة و الفنون لتوثيق نصي الشّاعر أديب اسحق دمتم و دام العطاء الراقي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|