Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
شُعورُ الإحباطِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
شُعورُ الإحباطِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى قل هُوَ الإحباطُ، بل ما فوقَ ذاكَا ... ما ترى يجري بسوريّا دِرَاكَا لم تَخِبْ، إنّا رأينا كلَّ هذا ... (داعِشٌ) عادتْ لكي تطوي هواكَا يا بنَ ديني، يا أخي أمرٌ مُخيفٌ ... قُمْ نُصَلّي، واجِبٌ نأتي حَرَاكَا ضدّ هذا الوحشِ، فالطّغيانُ آتٍ ... جارِفًا أزهارَنا، هَلْ مَنْ تَبَاكَى؟ ثوبُ حِملانٍ و لكنْ تحتَ ثوبٍ ... يختفي ذئبٌ قَد استَهوَى دِماكَا (أحمدُ الشّرعِ) الذي لا شَرْعَ يدري ... غيرَ حدِّ السّيفِ، إذ يَرمِي هَلاكَا ظَاهِرًا تُبدي صَفاءً في عفافٍ ... بينما من داخلٍ يَبدُو قَذَاكَا كُلُّ ما نسعاهُ في هذا رجاءٌ ... نَرتجيهِ في خلاصٍ مِنْ أذَاكَا. هذهِ أزلامُهُ في كلِّ مَنْحًى ... في إساءاتٍ و شعبٌ قد تَشَاكَى ما لهم دينٌ سوى حُبِّ التّعدِّي ... عَمّقُوا أحقادَهم و الانتهاكَا فِعلُهم يأتي نقيضًا دونَ شكٍّ ... للذي يَسعونَ في هذا و ذَاكَا لا يجوزُ الصّمتُ، بل فَضحُ انتهاكٍ ... سافِرٍ ما زالَ يغزُو ما دَهَاكَا؟ إنتفضْ و افضحْ سلوكِيّاتِ غدرٍ ... من ظلالِ البغضِ كُرهاً اصطفاكَا في حِساباتٍ لهمْ والحقدُ أعمًى ... غاصَ في سُوءٍ و في ظلمٍ رَماكَا إنّه الإحباطُ يطوي كُلَّ دربٍ ... في بلادٍ ضاعَ فيها مُبتغَاكَا كيفَ لا؟ والنّارُ تشوي وردَ روحي ... و الرّياحُ السُّودُ لا تُبقِي شَذاكا موطني قد عادَتِ الظّلماءُ تَسعَى ... كانَ فيكَ العِلمُ يرنُو في سَماكَا أيُّ دينٍ ذاكَ قُل لي أيُّ زيفٍ ... يَحتويهِ السّيفُ إنْ يغزو مَدَاكَا؟ ذئبُهمْ يَسري بثوبِ الحِملِ خِدعًا ... يَفتدي بالحِقدِ عَرشًا أو مَلاكَا أينَنا؟ و الظّلمُ يجري في شِعابٍ ... أجدبتْ حتّى اشتكَتْ منّا رُباكَا لا تَقلْ صمتاً! فَذاكَ العارُ يُدمي ... حينَ يُعيي الجُورُ حَقًّا لن يَرَاكَا قُمْ لنفضحْ سُترَ ليلٍ دونَ خوفٍ ... و انتَصٍرْ للحقِّ، لن تَعيا خُطَاكَا إنّما الإيمانُ نُورٌ لا سَوادٌ ... يَدفنُ الأرواحَ في ليلِ أرَاكَا ظلمَ عرشٍ فاسِقٍ قد سادَ دهرًا ... فِي حياةِ النّاسِ زادَ الارتٍباكَا يا رِفاقَ الدّربِ، رُدُّوا كُلَّ وهمٍ ... إنّ عَهدَ العدلِ دَاعّ إنْ دَعاكَا التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:01 AM |
#2
|
||||
|
||||
القصيدة التي كتبها الشاعر السوري فؤاد زاديكي تعبّر عن مشاعر الإحباط والغضب تجاه ما يحدث في سوريا، وهي تمتلئ بالكثير من الصور الشعرية والمحسنات البلاغية التي تعكس صراعًا داخليًا وتأملًا في المستقبل المجهول. إليك تحليلًا لأهم الصور والمحسنات البلاغية في الأبيات:
1. الصور الشعرية: "ما ترى يجري بسوريا دراكا": تعبير يشير إلى انعدام الفهم أو التفسير لما يحدث في سوريا، والصورة الشعرية هنا تُظهر حالة من الارتباك وعدم الفهم لما يحدث. "ثوبُ حِملانٍ و لكنْ تحتَ ثوبٍ يختفي ذئبٌ": صورة تعكس الخداع والتضليل. يبدو الشخص بريئًا (كحمل)، لكن وراء هذه البراءة يظهر الشر والخيانة (كالذئب). هذه الصورة تشير إلى التناقض بين الظاهر والباطن. "النارُ تشوي وردَ روحي": صورة تمثل المعاناة الشديدة، حيث يتم تشبيه الآلام النفسية والنفسية بالنار التي تحرق الورد، وهو ما يعبر عن الألم العميق. "الرّياحُ السُّودُ لا تُبقِي شَذاكا": صورة رمزية لظروف مظلمة وقاسية، حيث تمثل الرياح السوداء المعاناة والمحن التي لا تترك أثرًا إيجابيًا. 2. التشبيه: "ثوبُ حِملانٍ و لكنْ تحتَ ثوبٍ يختفي ذئبٌ": هنا يتم تشبيه الشخص (الذي يظهر براءة) بالحمل، ولكن في داخل هذا الثوب يختبئ الذئب، وهو تشبيه يدل على التناقض بين الظاهر والباطن. "ذئبُهمْ يَسري بثوبِ الحِملِ خِدعًا": يشبه الشخص الذي يخدع الآخرين ببراءته بالذئب الذي يرتدي ثوب الحمل لإخفاء نواياه الشريرة. "الإيمانُ نُورٌ لا سَوادٌ": تشبيه يُظهر الإيمان بأنه نور يبدد الظلام، مقابل السواد الذي يمثل الكفر أو الظلم. 3. الاستعارة: "الإحباطُ يطوي كُلَّ دربٍ": هنا تُستعار صورة الإحباط (التي هي شعور داخلي) ليكون مثل شيء مادي يطوي الطرقات ويغلقها، وهذا يعطي الإحباط طابعًا جامدًا وقويًا. "الظّلمُ يجري في شِعابٍ": استعارة تعني أن الظلم يسود في كل مكان كما لو كان مياهاً تجري في شعاب الأرض، تعبر عن انتشار الظلم في المجتمع. 4. الكناية: "فِعلُهم يأتي نقيضًا دونَ شكٍّ": الكناية عن الأفعال التي تخالف المبادئ والقيم، حيث يُستدل على النقيض هنا كدلالة على الشر والفساد. "إنّ عَهدَ العدلِ دَاعّ إنْ دَعاكَا": كناية عن العهد أو الوعد بالعدل الذي هو حق طالما نُزِع، ويجب الوفاء به. التعبير عن العدالة كـ"داع" يعكس النداء والبحث عن هذا العهد المفقود. "وأنتَ تحتَ ثوبٍ يختفي ذئبٌ": الكناية عن شخص يظهر بمظهر حسن لكنه يحمل نوايا شريرة خلف هذا المظهر. 5. الأساليب البلاغية: الاستفهام الإنكاري: في قوله "أيُّ دينٍ ذاكَ قُل لي أيُّ زيفٍ" يُستخدم الاستفهام للتعبير عن الاستنكار والدهشة من الوضع المأساوي. التكرار: في عبارة "يا بنَ ديني، يا أخي" يُستخدم التكرار للتأكيد على حجم المعاناة والنداء المستمر للمساعدة. التوازي: في قول "يا رِفاقَ الدّربِ، رُدُّوا كُلَّ وهمٍ"، حيث يوجد توازن في الأسلوب بين كل جملة وأخرى مما يعزز الشعور بالقوة في الدعوة. 6. الرمزية: الرمزية الدينية: في الكثير من الأبيات، يطغى النداء الديني على النبرة الشعرية، ويظهر في قوله: "يا بنَ ديني"، ما يعكس دعوة للأخوة الدينية والإيمان. الرمزية الوطنية: يرمز "موطني" إلى الوطن سوريا، ويعبر عن الانتماء والحنين إلى الماضي الذي كان فيه الوطن في حال أفضل. 7. التعبير عن الإحباط: القصيدة كلها تعبير عن الإحباط الكبير الناتج عن الوضع المأساوي في سوريا. الشاعر يستخدم العديد من الرموز والآليات البلاغية التي تعكس هذا الإحباط مثل الصور الشعورية الحادة والمقارنة بين الظاهر والباطن والتشبيهات التي تخلق أجواء من الظلم والخداع. في الختام، تتنوع المحسنات البلاغية في القصيدة بين التشبيه، الاستعارة، الكناية، التكرار والاستفهام الإنكاري، مما يعكس حالة من الإحباط العميق والخوف على المستقبل، ويرتبط بشكل قوي مع القضية السورية ومعاناتها في تلك الحقبة الزمنية. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 12:56 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|