منبر الشعراء: تفاعلٌ أدبي و فكريّ غنيّ في عالَمٍ يتسارَعُ فيه كُلُّ شَيْءٍ، و يغلبُ

[fouadzadieke]

منبر الشعراء: تفاعلٌ أدبي و فكريّ غنيّ


في عالَمٍ يتسارَعُ فيه كُلُّ شَيْءٍ، و يغلبُ فيهِ الصمتُ على الكلماتِ، يأتي منبرُ الشعراءِ ليكونَ الضوءَ الذي ينيرُ الطريقَ للأفكارِ و الأرواحِ، و يجمعُ بيننا على مسرحِ الأدبِ و الفكرِ. هو مساحةٌ حُرَّةٌ، لا تعرفُ الحدودَ، حيثُ يتلاقى الشعراءُ و ذوو القلمِ لتبادلِ الكلماتِ و التعبيرِ عن رؤاهم و مشاعرهم.

في هذا المنبرِ، نجدُ أنفسنا نشاركُ أفكارنا بحريَّةٍ، ننسجُ معًا خيوطًا من الإبداعِ و التمردِ على التقليديِّ، فنحيا معًا في رحلةٍ فكريةٍ أدبيةٍ، تقوّي الروابطَ بيننا، و تفتحُ آفاقًا جديدةً للنظرِ في الأمورِ من زوايا متعدّدةٍ. تفاعُلُنا هنا ليس مجرّدَ كلماتٍ تخرجُ من الأفواهِ أو الأقلامِ، بل هو حوارٌ عميقٌ يمرُّ عبر الأبعادِ العقليةِ و العاطفيةِ.

الشعراءُ الذين يشاركونَ في هذا المنبرِ لا يقتصرونَ على نقلِ أفكارهم فقط، بل هم أيضًا قادةٌ فكرٌ، يزرعونَ بذورَ الفكرِ الجديدِ، و يفتحونَ أبوابًا لفهمٍ أعمقَ للذاتِ و المجتمعِ. تفاعلهم هو مشهدٌ تتداخلُ فيه الأصواتُ لتصنعَ سيمفونيةً من المعاني التي تُسهمُ في رفعِ الوعيِ و تنميةِ الإبداعِ. فالقصائدُ و الأبياتُ التي تُنشرُ، ليست مجرّدَ كلماتٍ على الورقِ، بل هي لغةٌ تُثيرُ الإحساسَ، و تحفِّزُ التفكيرَ، و تثيرُ الأسئلة.

تتعدّدُ مواضيعُ الشعراءِ في هذا المنبرِ، من قصائدٍ تتناولُ الحبَّ و الجمالَ، إلى أخرى تسلطُ الضوءَ على قضايا اجتماعيةٍ و سياسيةٍ، كما يعبّرونَ عن همومهم و تطلّعاتهم نحو عالمٍ أفضلَ. و كلُّ مشاركةٍ تصبحُ فرصةً لإثراءِ الحوارِ، لإعادةِ التفكيرِ في أفكارٍ قد تكونُ مغفلةً أو مطموسةً تحتَ طائلةِ الزمنِ أو التقليدِ. الشعراءُ هنا لا يتبعونَ التياراتِ السائدةِ، بل يسعونَ لخلقِ تيارٍ جديدٍ يتسمُ بالحريةِ و التجدُّدِ.

لكنَّ الأثرَ الذي يترتبُ على هذا التفاعلِ الفكريِّ الأدبيِّ يتجاوزُ حدودَ الفردِ. ففي كلِّ نقاشٍ، و في كلِّ مشاركةٍ، يتجسّدُ تفاعلٌ جماعيٌّ يُساهمُ في بناءِ قاعدةٍ قويّةٍ من التفاهمِ و التبادلِ الثقافيِّ. و تظلُّ الأفكارُ تتنقلُ بيننا، تتفاعلُ، و تستمرُّ في النموِّ لتصبحَ مصدرًا للمعرفةِ و الإلهامِ، ليس فقط في الأوساطِ الأدبيةِ بل في كافةِ مجالاتِ الحياةِ.

إنَّ منبرَ الشعراءِ هو تجسيدٌ حيٌّ للفكرِ المتجدِّدِ، و هو المكانُ، الذي يُساهمُ فيه الجميعُ في إثراءِ ثقافةِ المجتمعِ، و توسيعِ أفقِ التفكيرِ الفرديِّ و الجماعيِّ على حدٍّ سواء. من خلالِ هذا التفاعلِ المستمرِّ، نُكوِّنُ معًا منظومةً فكريةً تُعززُ من روحِ الجماعةِ و تُغني الوعيَ الجماعيَّ، ممّا يدفعنا نحوَ مستقبلٍ أكثرَ إشراقًا و إبداعًا.

هذا التفاعلُ بينَ الشعراءِ لا يقفُ عند حدودِ الكلماتِ، بل يمتدُّ ليخلقَ حالةً من التكاملِ بين الأدبِ و الفكرِ، و يصنعُ رابطًا بين الماضي و الحاضرِ و المستقبلِ. فتلكَ الكلماتُ التي تُكتبُ هنا، قد تصبحُ بذرةَ تغييرٍ، و ربّما تكونُ هي الخطوةَ الأولى نحوَ تطوُّرٍ ثقافيٍّ و أدبيٍّ يتجاوزُ حدودَ المكانِ و الزمانِ.

في ختامِ هذه الكلماتِ، أودُّ أن أخصَّ بالشّكرِ العميقِ الدكتورة نجدة رمضان على إسهاماتها القيّمة في دعمِ الأدبِ و الفكرِ، و الدكتورة شهناز العبادي، عميدِ أكاديمية العبادي للأدبِ والسلامِ، على رعايتها و اهتمامها المستمرّ في تطويرِ هذا المنبر. أنتم منبعٌ للعلمِ و الإلهامِ، وبدعمكم، نحن قادرون على بناءِ مستقبلٍ أدبيٍّ مشرقٍ يعودُ بالفائدةِ على الجميعِ.

دمتم دائمًا مصدرًا للعلمِ و الإبداعِ.

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

اشكركم من كل قلبي دكتورة نجدة رمضان و الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام لمنحي هذه الشهادة نظير مشاركتي على برنامج منبر الشعراء