![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشاركتي قبل قليل على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة نجدة رمضان و إشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد الاكاديمية
لماذا نخافُ من كلامِ الناسِ؟ بقلم: فؤاد زاديكي يُعتبر خوفُ الناس من كلام الآخرين من أكثر الظواهر، التي تُؤثّر على سلوك الأفراد في المجتمعات المختلفة. في ظل سيطرة العادات و التقاليد، أصبح الكثيرون يشعرون بأنّهم محكومون بأحكامٍ مُسبقة لا مفرّ منها. فما إن يخرج الفرد عن دائرة المألوف، حتى يجد نفسه تحت وطأة نظرات الآخرين، التي تَشَكّلُ في كثيرٍ من الأحيان حكمًا قاسيًا عليه. هذه الأحكام، التي قد تكون غير عادلة أو ظالمة، تستند إلى مفاهيم غير دقيقة أو متغيرة، لكنّها تُقيد حرية الإنسان في التعبير أو التصرّف بحرّية. إنّ المجتمع، بما يحمل من قيم و تقاليد قديمة، يفرض على الأفراد نمطًا معيّنًا من السلوك يجب عليهم الالتزام به. و كلّ مَنْ يُخالف هذا النّمط يُصبح عرضةً لانتقادات لاذعة و تقييمات سلبية. و لا شك أن هذه الأحكام في كثير من الأحيان تكون غير منصفة، بل في الكثير من الحالات، يمكن أن تكون جارحةً و مجحفةً. فالمجتمع لا يرحم من يتّبع طريقًا مختلفًا، و يبدأ بإلقاء اللوم عليه بسبب اختلافه. لكنّ الأشدَّ من ذلك، هو أنّ هذه الأحكام ليست مجرّد كلمات تُقال في لحظات عابرة، بل تُشكّل ضغوطًا نفسية كبيرة على الأفراد. يبدأ الشّخص في التّراجع عن اتّخاذ أيّ خطوة قد تجلب له انتقادات، و يُصبح همُّه الأكبرُ هو إرضاءَ الآخرين و إخفاءَ أفكاره و مشاعره الحقيقية خوفًا من التقييم السّلبي. هذا الخوف قد يُحدِث تأثيرًا نفسيًا عميقًا، ممّا يدفع الشّخص إلى العيش في حالة من القلق و التّوتّر المستمرّين، لأنّه يعلم أنّ كلّ تصرّفٍ غير مألوف سيُواجَه بالنّقد. الطّامةُ الكبرى في هذه القضية هي أنّ هذا الخوفَ قد يُصبحُ أكبرَ من خوف الإنسان من الله. فيسعى البعض إلى تجنّب انتقاد الناس أكثر من سعيه لرضا الله، رغم أنّ رضا الله هو الهدف الأسمى الذي يجب أن يسعى إليه المؤمن في حياته. إنّ التعلّق بكلام الناس يُصبح عائقًا كبيرًا أمام الإنسان في مسيرته نحو الإيمان الصحيح و التّقوى. فالتوجيهُ الإلهيُّ لنا هو أن نتجنُب ما يعكّر صفوَ قلوبنا، و أن نتوكّل على الله في كافّة شؤون حياتنا، و لا نهتمّ بما يقوله الآخرون ما دام ما نفعله صحيحًا. يجب على الإنسان أن يُعيد تقييمَ أولويّاتِه. فالحياةُ قصيرةٌ، و الموت آتٍ لا محالةَ، و يجبُ أن يكونَ هدفُنا في هذه الحياةِ هو إرضاءُ الله أولًا و أخيرًا، لا إرضاء الناس الذين لا ينفعوننا في شيء. إنّ ما يُنفق من وقت وجهد في محاولة إرضاء الآخرين ليس إلُا هدرًا، فقد يذهب مع الرّيح، بينما رضا الله يبقى لنا في الدنيا و الآخرة. إذًا يجب علينا أن نتخلّص من خوفِنا المُفرطِ من كلام الناس، و أن نتذكّر أنّ الله هو الأعلمُ بما في قلوبنا، و أنُ الناسَ لا قيمةَ لحكمهم علينا إذا كان عملُنا مُخلصًا لله و مُنسجمًا مع منطقِ الحقِّ و العدلِ. فلنُقدّرْ أنفسنا و لنعِشْ حياتنا كما يرضي الله، دون أن نخشى إلّا منه وحده. المانيا في ٢٢ يناير ٢٥ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-01-2025 الساعة 07:00 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() اتقدّم إلى شخصكم الفاضل دكتورة نجدة رمضان و معالي الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام لمنحي شهادة سفير منبر الشعراء لمشاركتي على برنامج منبر الشعراء دام عطاؤكم الكريم بروح كرمه و غمر عطائه
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|