![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() الذّكرُ الطّيِّبُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى سوفَ نُنْسَى ذاتَ يومٍ ... مثلَ كلِّ الرَّاحِلِينَا سُنَّةٌ سادَتْ حياةً ... شاءَ ربُّ العالَمِينَا كي يَعِي إنسانُ عصرٍ ... لا كَجَهلِ الجاهِلِينَا كلُّ يومٍ في جديدٍ ... هلْ تُرَانَا سائِلِينَا ما الذي يَعنِيهِ هذا، ... أو أتَينَا مُدرِكِينَا؟ إنّهُ عمرٌ وَ يَمضِي ... لا تَكُونُوا جَاحِدِينَا ما هُوَ المَقصُودُ منهُ ... لا تَظَلُّوا واهِمِينَا كلُّ ما في الكونِ فَانٍ ... لا تَعِيشُوا حَالِمِينَا إفعَلُوا خيرًا عَمِيمًا ... في عطاءٍ جاهِدِينَا إزرَعُوا بِرًّا و تَقوًى ... في رياضِ الصّالِحِينَا إنْ رَحَلتُم، لن يَقُولُوا ... عَنكُمُ أمرًا مُشِينَا ذِكرُكم يَبقَى جَلِيلًا ... عبرَ دهرِ الدَّاهِرِينَا فَاغنَمُوا هذَا بِجَهدٍ ... صَابِرٍ كالصّابِرِينَا كي يَدُومَ الذِّكرُ حَيًّا ... إستَعِدُّوا عَامِلِينَا التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-01-2025 الساعة 06:36 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
تحليل أبيات النص:
1. الصور السمعية: في البيت الأول: "سوف نُنسى ذات يومٍ"، يظهر هنا عنصر النسيان الذي ينبهنا إلى صوت الزمن الذي يمضي. كما أن "لن يقالوا عنا أمرًا مشينًا" يعكس الصوت الاجتماعي الذي يروج للسمعة. في البيت الأخير: "ذكرُكم يبقى جليلًا"، تظهر صورة سمعية في تذكّر الناس للأشخاص بعد رحيلهم، حيث يظل ذكرهم يُسمع. 2. الصور البصرية: "كلُّ يومٍ في جديدٍ" يعكس التغيير المستمر الذي يمكن رؤيته في الحياة اليومية. "في رياضِ الصّالحينَا" و"إزرعوا برًّا وتقوى" تعكس صورًا بصرية للطبيعة ورياض الخير حيث تنمو الأعمال الصالحة. "إستعدوا عاملينَا" هنا يظهر صورة حركية تمثل العمل المستمر والتجهيز لمستقبل مشرف. 3. الصور الحركية: "كلُّ يومٍ في جديدٍ": يشير إلى الحركة المستمرة والتغيير الذي يحدث في الحياة. "إزرعوا برًا وتقوى": توجيه لحركة بناء وتحقيق الأفعال الصالحة. "إفعلوا خيرًا عميماً": هذا يحث على حركة العمل والجهد المستمر في عمل الخير. 4. المحسنات البديعية: التكرار: "إنهُ عمرٌ ويمضي، لا تكونوا جاحدينَا" يعكس التأكيد على فكرة مرور الزمن وعدم الجحود في الحياة. الجناس: "مُدْرِكِينَا" و"سائلِينَا" يظهر فيهما جناس غير تام، وهو نوع من التشابه الصوتي الذي يعزز الإيقاع الموسيقي للنص. التورية: "لن يقالوا عنا أمرًا مشينًا" تستخدم تورية لتوجيه المعنى على مستوىين، الأول في الاعتراف بالعمل الطيب، والثاني في الاحترام بعد الرحيل. الطباق: "لا تعيشوا حالمينَا" مع "إفعلوا خيرًا عميماً"، حيث يعكس الطباق التناقض بين العيش في الأحلام والواقع المتمثل في العمل. 5. التشبيه: "صابرين كالصابرينَا" هذا التشبيه يعكس صبر الإنسان في مواجهة صعوبات الحياة وهو مرتبط بتشبيه صبورين آخرين يمكن أن يمثلوا قدوة في التحمل. 6. الاستعارة: "ذكرُكم يبقى جليلًا" يعتبر استعارة، حيث يُعبر عن ذكر الشخص بعد موته بأنه "جليل" كشيء محترم، وهذا يدل على القيمة المستمرة للأفعال الصالحة التي يقوم بها الإنسان. الخلاصة: القصيدة تتحدث عن الزمن الذي يمضي وكيف أن الإنسان يجب أن يعمل صالحًا ليظل ذكره طيبًا في قلوب الناس بعد رحيله، مع إيقاع يشحذ الهمم من خلال صور بصرية وحركية، واستخدام المحسنات البديعية لتقوية المعنى الشعري. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-01-2025 الساعة 06:33 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|