![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() طريقُ العزمِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى إنِ استقامَتْ طريقُ العزمِ في أملِي ... فليسَ يَثْنـِي خُطايَ الخوفُ والوَهَـنُ و إنْ تَعَثَّرتِ الأيَّامُ في سَفَرٍ ... فقـدْ يُقـوِّمُ عزمَ الحـرِّ مَن هَدَنُوا فلا أُبالي بِلَيلٍ طالَ مُظلِمُهُ .... إنْ كانَ في الأُفْقِ نورُ الصُبحِ يأتَمِنُ و إنْ جَفَاني زمانِي في تَقَلّبهِ ... فالصّبرُ دِرعي، و عزمُ القلبِ مُرتَهَنُ أسيرُ و الحلمُ في عينيَّ يَحملُنِي ... نحوَ العُلا ما انحَنى في عَزمِيَ البدَنُ متَى كبَا الدّهرُ عن دربي، فسِيرتُنا ... تَمضِي، و يُدركُ مِمّنْ أخلصَ الثّمَنُ و لا أُهادِنُ في حقّي، فلي أملٌ ... يسعى بعزمٍ، و يَروي جَذرَهُ الزّمَنُ فإنْ ظَمِئْتُ إلى مجدٍ يُؤازِرُني ... فالعلمُ نَبْعٌ، و فيهِ الخيرُ يُرتَهَنُ فلا تلِنْ، و ابْنِ للمجدِ الذي طَمَحَتْ ... إليهِ نفسُكَ، فالأحـرارُ قد فَطِنُوا و إنْ تثاقَلْتَ يومًا عن بُلوغِ مُنىً ... فالمجدُ يُدرَكُ في ما يَدفَعُ الشَّجَنُ فَكُنْ شُجاعًا، و خُضْ دربَ العُلا عَمَلًا ... فالدّهرُ يُنصِفُ دومًا مَنْ بِهِ الفِطَنُ و لا تُضِعْ زمَنًا في اليأسِ تَحسِبُهُ ... نَفْعًا، فكم خابَ مَنْ في فِكرِهِ الظَّنَنُ العزمُ دربُ الذي تُرجَى مَكَارِمُهُ ... عندَ التّفاعُلِ، لا هَدْنٌ و لا سَكَنُ و إنْ طَمِحتَ إلى العلياءِ فاجَتَهِدِ ... فالجَهدُ زَادٌ لِمَنْ رامُوا و مَنْ فَطِنُوا التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-02-2025 الساعة 10:31 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() تحليل القصيدة من حيث الصور الفنية والمحسنات البلاغية
1- الصور الفنية (الحركية، البصرية، السمعية): الصور الحركية: الشاعر يستخدم الأفعال التي تدل على الحركة والتقدم مثل: "أسيرُ" → تدل على السير نحو الهدف. "سيرتُنا تَمضِي" → تشير إلى استمرار الرحلة رغم الصعوبات. "خُضْ دربَ العُلا" → تعبر عن المغامرة والجرأة. "ابْنِ للمجدِ" → تدل على الفعل المستمر والسعي الحثيث. هذه الأفعال الحركية تعزز من ديناميكية النص، وتؤكد على العزم والإرادة في مواجهة التحديات. الصور البصرية: الشاعر يعتمد على صور مرئية تخلق مشاهد واضحة أمام القارئ: "ليْلٌ طالَ مُظلِمُهُ" → صورة تعكس الصعوبات والمحن. "نورُ الصبحِ يأتَمِنُ" → تصوير للأمل الذي يبدد الظلام. "الحلمُ في عينيَّ يَحملُنِي" → صورة بصرية تعكس التطلع والطموح. "العلمُ نَبْعٌ، و فيهِ الخيرُ يُرتَهَنُ" → تشبيه يوحي بغزارة العلم وأهميته. الصور السمعية: هناك صور تتعلق بالإحساس السمعي، لكنها أقل بروزًا من البصرية والحركية، مثل: "فإنْ كبَا الدّهرُ" → توحي بصوت السقوط والانهيار. "لا أُبالي" → توحي بنبرة التحدي وعدم الاكتراث للصعوبات. 2- المحسنات البديعية: الجناس: "هدنوا – هَدَنٌ" → جناس بسيط يضفي جرسا موسيقيا على النص. "سكَنُ – فطِنُ" → توظيف للجناس ليعزز الإيقاع. التكرار: "فإنْ" تكررت كثيرًا لتعزيز النبرة الحماسية والتأكيد على ضرورة السعي والعزم. "المجدُ" تكررت لتعكس الفكرة المركزية في القصيدة. السجع: "العزمُ دربُ الذي تُرجَى مَكَارِمُهُ ... عندَ التّفاعُلِ، لا هَدْنٌ و لا سَكَنُ" "فَكُنْ شُجاعًا، و خُضْ دربَ العُلا عَمَلًا ... فالدّهرُ يُنصِفُ دومًا مَنْ بِهِ الفِطَنُ" هذا السجع يضفي على النص إيقاعًا موسيقيًا يجعل القراءة أكثر تأثيرًا. 3- التشبيه والاستعارة والكناية: التشبيه: "العلمُ نَبْعٌ" → تشبيه يربط بين العلم والماء، مما يدل على أهمية العلم في تغذية العقل والروح. "الصّبرُ دِرعي" → تشبيه ضمني للصبر بالدرع الذي يحمي الإنسان من المحن. الاستعارة: "الحلمُ في عينيَّ يَحملُنِي" → استعارة حيث جعل الحلم كأنه كائن قادر على الحمل والنقل. "العزمُ دربُ" → استعارة حيث يصور العزم كطريق يُسلك للوصول إلى المكارم. "المجدُ يُدرَكُ في ما يَدفَعُ الشَّجَنُ" → استعارة حيث جعل المجد كأنه شيء ملموس يُدرك بالسعي. الكناية: "فالصّبرُ دِرعي، و عزمُ القلبِ مُرتَهَنُ" → كناية عن القوة والثبات. "و لا أُهادِنُ في حقّي" → كناية عن الإصرار وعدم الاستسلام. 4- المضمون والرسالة: القصيدة تدعو إلى الصبر، العزم، والعمل الجاد لتحقيق الأهداف السامية. الشاعر يشدد على أهمية الأمل رغم العقبات، مشيرًا إلى أن المجد لا يُنال إلا بالجهد والكفاح. هناك تركيز واضح على العلم كوسيلة لتحقيق الطموح، مما يعكس نظرة الشاعر التقدمية. النص يعتمد على التوجيه المباشر للقارئ، مما يعزز من الطابع الخطابي الملهم. الخاتمة: تتميز القصيدة بثراءها في الصور البلاغية، واستخدامها المتقن للمحسنات البديعية، مما يعزز من تأثيرها العاطفي والفكري. الشاعر استطاع أن يرسم مشاهد تحفيزية تمزج بين الواقع والطموح، مستخدمًا لغة قوية تنقل إحساسه بالحزم والتحدي. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-02-2025 الساعة 03:02 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|