Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2025, 02:50 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,492
افتراضي ظاهرة الثأر وعواقبها بقلم: فؤاد زاديكي

ظاهرة الثأر وعواقبها


بقلم: فؤاد زاديكي

تُعدُّ ظاهرةُ الثأرِ من أخطرِ المشكلاتِ الاجتماعيةِ، التي تُؤثِّرُ سلبًا على استقرارِ المجتمعاتِ و أمنِها، فهي تُؤدِّي إلى انتشارِ العنفِ و تفكُّكِ الرّوابطِ الاجتماعيةِ بينَ الأفرادِ. يعودُ الثأرُ إلى عاداتٍ قديمةٍ متوارثةٍ بينَ الأجيالِ، حيثُ يُنظَرُ إليهِ على أنَّهُ وسيلةٌ لاستردادِ الكرامةِ و تحقيقِ العدالةِ، بينما هو في الواقعِ يُكرِّسُ روحَ الانتقامِ و يُسبِّبُ دوَّامةً لا تنتهي من الصّراعاتِ الدّمويةِ.

ينتجُ عن هذهِ الظّاهرةِ تفكُّكُ العلاقاتِ العائليةِ، حيثُ تتحوَّلُ بعضُ العائلاتِ إلى جُزُرٍ متنافرةٍ تتربَّصُ ببعضِها البعضِ، ما يُؤدِّي إلى تفشِّي الخوفِ و انتشارِ عدمِ الاستقرارِ في المجتمعِ. إضافةً إلى ذلكَ، يُسهمُ الثأرُ في إهدارِ الأرواحِ البريئةِ التي لا ذنبَ لها سوى انتمائِها إلى إحدى العائلاتِ المتخاصمةِ.

كما أنَّ هذهِ الظاهرةَ تُؤثِّرُ بشكلٍ كبيرٍ على الاقتصادِ المحليِّ، حيثُ ينتشرُ الخوفُ بينَ الأفرادِ، ما يُقلِّلُ من حركةِ الاستثمارِ و التنميةِ، و يُؤدِّي إلى هجرةِ العائلاتِ من مناطقِ النزاعِ بحثًا عن بيئةٍ أكثرَ أمنًا. إضافةً إلى ذلكَ، يتأثَّرُ القطاعُ التعليميُّ بهذهِ الظاهرةِ، حيثُ يتسرَّبُ الأطفالُ من المدارسِ خوفًا من التعرُّضِ للانتقامِ، ما يُفاقِمُ مشكلةَ الأميَّةِ و الجهلِ.

لحلِّ هذهِ المشكلةِ، يجبُ أنْ تتضافرَ جهودُ المجتمعِ مع الدولةِ لنشرِ ثقافةِ التسامحِ و تحقيقِ العدالةِ من خلالِ القانونِ لا بالانتقامِ. كما ينبغي تكثيفُ التوعيةِ الدينيةِ و الاجتماعيةِ التي تُبيِّنُ خطورةَ الثأرِ، والعملُ على تعزيزِ دورِ القضاءِ العادلِ الذي يُعيدُ الحقوقَ إلى أصحابِها دونَ الحاجةِ إلى اللجوءِ إلى العنفِ.

في الختامِ، لا بدَّ من التأكيدِ على أنَّ الثأرَ ليسَ حلًّا بل مشكلةٌ بحدِّ ذاتِها، و أنَّ السلامَ الحقيقيَّ لا يتحقَّقُ إلا من خلالِ التسامحِ و العدالةِ الاجتماعيَّةِ، فبغيرِ ذلكَ سيظلُّ المجتمعُ يعاني من دوَّامةِ العنفِ التي لا نهايةَ لها.
ما تزالُ هذهِ الظّاهرةُ مُنتِشرةً في المجتمعاتِ، التي تسودُ فيها الأعرافُ العشائريةُ و التّقاليدُ المُتوارَثةُ، و مع أنّها خفّتْ نسبيًّا إلّا أنّها ما تزالُ قائمةً، لم تَخْتَفِ نهائيًّا.

المانيا في ٢ فبراير ٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 05-02-2025 الساعة 01:41 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke