زَمَنُ السَّعَادةِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

زَمَنُ السَّعَادةِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

زمنَ السَّعَادةِ هلْ يَعودُ لنا غدُ؟ ... أم أنُهُ حُلمٌ توارَى يَبعُدُ؟

قد كانَ في الماضي يَزورُ قُلوبَنا ... و يَمُدُّنا بالحبِّ. روحُهُ تَخلَدُ

كانتْ وُجوهُ النّاسِ تَضحكُ دائمًا ... و الصّبحُ يعزفُ للورَى ما يُسعِدُ

و اليومَ نَبحثُ في الزّوايا عن هُدًى ... لكنْ يظلُّ النّورُ دربًا يُرْشِدُ

يا ليتَ أحلامَ الطفولةِ لم تَغِبْ ... لِيظلَّ دفءُ الأمسِ فينا يُرْصَدُ

زمنَ الأمانِيَ إنْ أتيتَ مُجَدَّدًا ... فامنَحْ لنا عمرًا بنُورِكَ يُرفَدُ

كم عاشَ فيكَ القلبُ يَرقصُ عاشِقًا ... و اليومَ يأملُ في لقاءٍ يُوعَدُ

قد ضاعَ مِنّا في الحياةِ تألُّقٌ ... لكنْ لنا أملٌ سيُزهِرُ و الغَدُ

لا يأسَ يُطفِئُ ما تبقَّى مِن رُؤًى ... ما دامَ في الأرواحِ نُورٌ يُولَدْ

إنّا سَنزرَعُ في النُّفُوسِ مَحبّةً ... حتى تَعُمَّ النَّاسَ. نَحنُ المُرشِدُ

[fouadzadieke]

تحليل قصيدة "زمن السعادة" للشاعر السوري فؤاد زادبكى

الموضوع العام:

القصيدة تتحدث عن الحنين إلى زمن السعادة الماضي، وتطرح تساؤلًا حول إمكانية عودته. يتأمل الشاعر في الفرح الذي كان يملأ القلوب قديمًا، ويقارن بين الماضي السعيد والحاضر الذي يبحث فيه الناس عن الهداية والنور. لكنه رغم ذلك، يبث الأمل في المستقبل، مؤكدًا على ضرورة زراعة المحبة في النفوس.


---

الصور الفنية في القصيدة:

1. الصور الحركية:

"كم عاشَ فيكَ القلبُ يَرقصُ عاشِقًا"

صورة حركية تعبر عن شدة الفرح الذي كان يعيشه القلب في زمن السعادة، حيث جعله يرقص حبًّا.


"إنّا سَنزرَعُ في النُّفُوسِ مَحبّةً"

صورة حركية تعكس فكرة الفعل الإيجابي، حيث يشبّه الحب بزرع يُغرس في النفوس ليعمّ الخير.



2. الصور البصرية:

"كانتْ وُجوهُ النّاسِ تَضحكُ دائمًا"

صورة بصرية تجسد ملامح السعادة الظاهرة على الوجوه في الماضي.


"و الصّبحُ يعزفُ للورَى ما يُسعِدُ"

صورة بصرية تجسد إشراق الصباح وكأنه موسيقيّ يعزف ألحان السعادة للناس.


"قد ضاعَ مِنّا في الحياةِ تألُّقٌ"

صورة بصرية تجسد خفوت البريق الذي كان يشع في الماضي.



3. الصور السمعية:

"و الصّبحُ يعزفُ للورَى ما يُسعِدُ"

صورة سمعية حيث جعل الصبح يعزف، مما يوحي بموسيقى الفرح التي كانت تسعد الناس.




---

المحسنات البديعية:

1. الجناس:

"كم عاشَ فيكَ القلبُ يَرقصُ عاشِقًا ... و اليومَ يأملُ في لقاءٍ يُوعَدُ"

جناس بين "عاش" و"عاشقًا"، مما يعطي تناغمًا موسيقيًا جميلًا للبيت.



2. الطباق والمقابلة:

"الماضي" × "الغد"

طباق يبرز الفرق بين الزمنين ويؤكد الفكرة الرئيسية للقصيدة.


"اليأس" × "الأمل"

مقابلة توضح الصراع بين الإحباط والطموح، وتعزز الفكرة التفاؤلية في القصيدة.



3. التكرار:

"زمنَ السَّعَادةِ"

تكرار العنوان في بداية القصيدة يؤكد الموضوع المحوري للقصيدة.




---

التشبيه والاستعارة والكناية:

1. التشبيه:

"كم عاشَ فيكَ القلبُ يَرقصُ عاشِقًا"

شبّه القلب العاشق بشخص يرقص فرحًا، ليجسد الفرح القديم.


"لا يأسُ يُطفِئُ ما تبقَّى مِن رُؤًى"

شبه الأمل بالنور الذي لا يمكن لليأس إطفاؤه.



2. الاستعارة:

"و الصّبحُ يعزفُ للورَى ما يُسعِدُ"

استعارة مكنية، حيث صور الصبح بموسيقار يعزف ألحان الفرح.


"إنّا سَنزرَعُ في النُّفُوسِ مَحبّةً"

استعارة مكنية، حيث صور المحبة بزرع ينمو في النفوس، مما يدل على نشر الحب بين الناس.



3. الكناية:

"كانتْ وُجوهُ النّاسِ تَضحكُ دائمًا"

كناية عن الفرح والسعادة في الماضي.


"لكنْ لنا أملٌ سيُزهِرُ و الغَدُ"

كناية عن تجدد الأمل في المستقبل.




---

الفكرة العامة للقصيدة:

القصيدة تحمل نبرة حنين للماضي، لكنها في الوقت ذاته تدعو إلى التفاؤل بالمستقبل. ورغم أن زمن السعادة قد يكون قديمًا، إلا أن الأمل بعودته ما زال قائمًا، ويؤكد الشاعر أن زراعة المحبة يمكن أن تعيد البهجة للقلوب.

الخاتمة:
قصيدة "زمن السعادة" تمتاز بصورها الجمالية الغنية، وتوظيفها الناجح للمحسنات البديعية. تحمل القصيدة رسالة تفاؤلية رغم حنينها للماضي، مما يجعلها مزيجًا بين الذكرى والأمل.