Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2025, 11:16 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,592
افتراضي مشاركتي الآن على برنامج نبض الغياب و في ملتقى نبض الروح للشعر و الأدب العربي إعداد و

مشاركتي الآن على برنامج نبض الغياب و في ملتقى نبض الروح للشعر و الأدب العربي إعداد و تقديم الاستاذة دمعة حزن و إشراف الاستاذة سميرة علاونة رئيس مجلس الإدارة

دمعةُ حُزنٍ

بقلم فؤاد زاديكى

الدمعةُ، تِلكَ اللؤلؤةُ الشفّافةُ الّتي تتساقَطُ منْ عَينِ الإنسانِ، هيَ رَسولُ المشاعرِ و نافِذةُ القَلبِ إلى العالَمِ الخارِجيِّ. إنّها تُعَبِّرُ عنْ أعمَقِ الأحاسيسِ، و تَحملُ بينَ طَيّاتِها ألَمَ الحُزنِ أوْ فَرَحَ السّعادةِ، كما أنّهَا قدْ تَكونُ دَليلًا على الخَوفِ أوْ حتّى تَأثُّرًا بمَوقِفٍ إنسانيٍّ.

تَنقسِمُ الدّموعُ إلى أنوَاعٍ عَديدةٍ، فهُناكَ دَمعَةُ الفَرَحِ الّتي تَنهمِرُ عِندَ تحقيقِ إنجازٍ عظيمٍ أوِ استقبالِ بُشرى سارّةٍ، و هُناكَ دَمعَةُ الخَوفِ الّتي تَسيلُ بَعدَ لحظاتِ الرّعبِ و الفَزَعِ، كما تُوجَدُ دُموعُ التّأثُّرِ الّتي تَنتجُ عنِ التّفاعُلِ معَ مَواقِفِ الحَياةِ المُؤثّرةِ و المُلهِمَةِ. و لكِنْ مِنْ بينِ كُلِّ هذهِ الدّموعِ، تَبقى دمعةُ الحُزنِ أعمَقَها وَ أكثرَها إيلامًا.

إنّ دمعةَ الحُزنِ هيَ تِلكَ الّتي تَتساقَطُ بِصَمتٍ، مُحمَّلَةً بِوَجعِ الفِراقِ و ألَمِ الخَيبَةِ و جرحِ الخِذلانِ. إنّهَا تُعبِّرُ عنِ الحَسرَةِ الّتي تَعتَصِرُ القَلبَ، و تُحاوِلُ بِصَمْتِها أنْ تُفرِغَ بعضًا مِنَ الحِملِ الثّقيلِ الّذي يُرهِقُ الرّوحَ.

في أوقَاتِ الحُزنِ العَميقِ، تَكونُ الدّموعُ طَريقةً للعِبارةِ حِينَ تَعجِزُ الحُروفُ عنِ النُّطقِ. فَكمْ مِنْ قَلبٍ نَزَفَ حُزنًا و تَرجَمَ آلامَهُ دُموعًا ساخِنَةً! وَ كمْ مِنْ عَينٍ جَفَّ دَمعُها مِنْ فَرطِ الأوجاعِ! إنَّ دموعَ الحُزنِ قَدْ تَكونُ صامِتَةً أحيانًا، و لَكِنَّهَا تَحملُ داخِلَهَا صَرخَةً لا يَسمَعُها أحَدٌ سِوى القَلبِ المُنكَسِرِ.

إنَّ العَينَ، الّتي تُبكِي الحُزنَ تُخبِئُ خَلفَها قِصَّةً طَويلَةً مِنَ الألَمِ و الذِّكرَياتِ، فَلَيسَتْ كُلُّ دَمعَةٍ تُرى عَلَى الخَدِّ يُمكِنُ فَهمُها بِسُهولَةٍ. أحيَانًا، يَكونُ الحُزنُ أعمَقَ مِنْ أنْ يُوصَفَ، وَ تَكُونُ الدّموعُ اللُّغَةَ الوَحيدَةَ الّتي تُعبِّرُ بِها النَّفسُ عَن وَجعِها.

و رُغمَ أنّ دموعَ الحُزنِ تُؤلِمُ و تُضعِفُ، إلّا أنّهَا أحيانًا تَكونُ سَبيلًا لِلتَّنفِيسِ، فَالبُكاءُ يُخَفِّفُ مِنْ وَطأَةِ الكَبتِ الدّاخِليِّ وَ يُساعِدُ على طَردِ الحُزنِ المَكبوتِ في الصَّدرِ. فَكما أنّ المَطَرَ يَغسِلُ الأرضَ، تَغسِلُ الدّموعُ القَلبَ مِنْ كُلِّ ما يُثقِلُهُ مِنْ جِراحٍ.

وَ في نِهايَةِ الأمرِ، تَبقى الدّموعُ جُزءًا مِنْ طَبيعَةِ الإنسانِ وَ تَجارِبِهِ الحَياتيّةِ. فَسَواءٌ كَانَتْ دَمعَةُ فَرَحٍ أمْ دَمعَةُ حُزنٍ، فَإنَّهَا تَبقَى دَليلًا على مَدى إحساسِ الإنسانِ وَ رِقَّةِ مَشاعِرِهِ.

المانيا في ٩ شباط ٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-02-2025 الساعة 07:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke