Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2025, 05:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,592
افتراضي بينَ العَقلِ والعاطِفَة بقَلمِ فُؤاد زاديكِي

بينَ العَقلِ والعاطِفَة


بقَلمِ فُؤاد زاديكِي

(يُفتَحُ السِّتارُ على مَشهَدٍ يَجمَعُ بينَ شَخصيَّتينِ جالِسَتينِ في مَكانٍ هادِئ، إحداهُما تُجَسِّدُ العَقلَ، و الأُخرى العاطِفَة، و كُلٌّ مِنهُما يَبدو مُستَعدًّا لِلدِّفاعِ عن وَجهَةِ نَظَرِه).

العَقلُ: أُختِي العاطِفَة، أَنا أُقَدِّرُ دَورَكِ في حَياةِ الإنسانِ، و لَكِن، أَلَا تَرَينَ أنَّكِ تُربِكينَ القَراراتِ و تَدفعينَ النَّاسَ إلى التَّهوُّرِ؟

العاطِفَةُ: أَيُّها العَقلُ، أَفهَمتَني خَطَأً! أَنا لَستُ مُتهَوِّرَةً، بَل أُحَرِّكُ الإحساسَ و أَجعلُ الحَياةَ ذاتَ مَعنى، فَما فائِدَةُ التَّفكيرِ بِرَويَّةٍ دونَ شُعورٍ يُضفِي الدِّفءَ على الحَياةِ؟

العَقلُ: و ماذا عَنِ القَراراتِ، التي تَندَفِعينَ فيها بِلا حِسابٍ؟ كَم مِن شَخصٍ وَقَعَ في المَآسي لِأنَّهُ استَمَعَ إِليكِ وَ حسَب! أَلَا تَرينَ أَنَّ مَن يَسيرُ وَراءَ العاطِفَةِ فَقَط يَقَعُ في الفَخِّ؟

العاطِفَةُ: كَيفَ تُنكِرُ أَنَّ البَشَرَ بِدوني سيُصبِحونَ كَالرَّوَبوتاتِ؟ أَنا مَن يَجعَلُ الإِنسانَ يُحِبُّ، يُسامِحُ، يُضحِّي، أَم تُرِيدُ عالَمًا يَملَؤهُ الجَفافُ و العَقلانِيَّةُ المُجرَّدَةُ؟

العَقلُ: لَستُ أَطلُبُ إِلغاءَكِ، و لكِن أُريدُكِ مُقيَّدَةً بِقُيودِ الحِكمَةِ. الحُبُّ، الَّذي لا يَعرفُ حُدودًا يُصبِحُ تَعَلُّقًا مُدمِّرًا، و التَّسامُحُ، الَّذي لا يُفرِّقُ بينَ المُخطِئِ وَ المُحسِنِ يُصبِحُ ضَعفًا.

العاطِفَةُ: و ماذا عَنكَ؟ أَنتَ تُحَوِّلُ الإِنسانَ إِلى كائِنٍ بَارِدٍ لا يَشعُرُ بِمُعاناةِ غَيرِهِ! أَلا تُدرِكُ أَنَّ التَّفكيرَ المُفرِطَ يُؤدِّي إلى التَّردُّدِ وَ فُقدانِ فُرَصٍ ذَهَبِيَّةٍ؟

العَقلُ: التَّسرُّعُ أَسوأُ مِنَ التَّرَدُّدِ! العاقِلُ يَدرُسُ خُطُواتِهِ، فلا يَندَمُ بَعدَ فَواتِ الأَوانِ. كَم مِن عاشِقٍ بَكَى نَدمًا لِأَنَّهُ لَم يُفَكِّرْ قَبلَ أَنْ يَستَسلِمَ لِعَواطِفِهِ؟

العاطِفَةُ: وَ كَم مِن شَخصٍ فَقَدَ فُرصَةَ الحُبِّ وَ السَّعادَةِ لِأَنَّهُ أَطالَ التَّفكيرَ وَ حَسَبَ كُلَّ شَيءٍ بِالعَقلِ فَقَط؟

العَقلُ: العَقلُ يَضعُكَ في طَريقٍ آمِنٍ، أَمَّا العاطِفَةُ فَقَد تَأخُذُكَ إلى طُرُقٍ مَجهُولَةٍ!

العاطِفَةُ: و لكِن، ما أجمَلَ المُخاطَرَةَ مِن أَجلِ الإِحساسِ بِالحَياةِ!

العَقلُ: المُخاطَرَةُ المَحسُوبَةُ نَعَم، أَمَّا التَّهوُّرُ، فَهُوَ هَلاكٌ!

العاطِفَةُ: إِذًا، أَنتَ تَعتَرِفُ أَنَّكَ بِدوني تَفقِدُ طَعمَ الحَياةِ؟

العَقلُ: و أَنتِ تَعتَرِفِينَ أَنَّكِ بِدُونِي تُصبِحينَ خَطِرَةً؟

العاطِفَةُ: لَعَلَّنا مُكمِّلانِ بَعضَنا، فَلا حَياةَ بِلا عاطِفَةٍ، و لا نَجاحَ بِلا عَقلٍ.

العَقلُ: إِذًا، فَليَكُنْ بينَنا تَوازُنٌ، نُشعِلُ القَلبَ بِالنَّبضِ، وَ نَحكُمُهُ بِالحِكمَةِ.

(يَتَصافَحانِ تَعبيرًا عَنِ التَّوافُقِ، وَ يُسْدَلُ السِّتارُ وَ هُمَا يَتَبادَلانِ ابتِسامَةً راضِيَةً).
المانيا في ١١ شباط ٢٠٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-02-2025 الساعة 07:22 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-02-2025, 08:09 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,592
افتراضي

اشكركم أبلغ الشكر معالي الاستاذة الفاضلة سعاد صليبا و مجلة العربي للفنون و الثقافة و الآداب لتكريمي بدرع الإبداع دمتم و دام العطاء
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 479709145_1172535951194047_1870224144352077059_n.jpg‏ (59.9 كيلوبايت, المشاهدات 1)
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke