مشاركتي على برنامج ماذا لو ... ؟ و فقرة وقعت بين عقل يريد النسيان و قلب يشتاق بحرقة ت

[fouadzadieke]

مشاركتي على برنامج ماذا لو ... ؟ و فقرة وقعت بين عقل يريد النسيان و قلب يشتاق بحرقة تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام

ماذا لو وقعتُ بينَ عقلٍ يريدُ النِّسيانِ وَ قلبٍ يشتاقُ بحرقةٍ؟

بقلم: فؤاد زاديكى

في لَيلٍ مُظلِمٍ، تَحتَ سماءِ تَحملُ أسرارَ العُشَّاقِ وَ آهاتِ المُشتاقينَ، وَجدتُ نَفسي مُقيَّدًا بينَ عَقلٍ يَبحثُ عنِ النِّسيانِ وَ قلبٍ يَحتَرِقُ شَوقًا. كُلَّما حاوَلتُ أنْ أُطفِئَ نِيرانَ الحَنينِ بِذِكرَى مُؤلِمَةٍ، نَطَقَ العَقلُ قائلًا: "اِنسَ وَ امضِ فَالماضي لا يَعودُ." وَلكنَّ القَلبَ، بِرُعونةِ العِشقِ، هَتفَ بِحُرقةٍ: "وَ هلْ لِلرُّوحِ أنْ تَتَحرَّرَ مِنْ قَيدِ الهَوى؟"

تَصارَعَ الاثنانِ في مَيدانِ رُوحي، فَالعَقلُ يَشُدُّني نَحوَ الطُّرُقِ المُضيئَةِ وَ يُخبِرُني أَنَّ الحياةَ لا تَنتَظِرُ المُتَوقِّفينَ عِندَ الألَمِ، وَ القَلبُ يَجُرُّني نَحوَ الزَّوايا المُعتمَةِ حَيثُ كُلُّ ذِكرَى تُبعَثُ مِنْ رُقادِها، فَتُعيدُ إليَّ وَجعَها وَ تُوقِظُ في دَاخِلي لَوعةَ الفِراقِ.

كَمْ هُوَ مُؤلِمٌ أنْ تَكونَ عَالقًا بَينَ إرادَتينِ مُتناقِضَتينِ! أَتَمسَّكُ بِالذِّكرى فَأَغرقُ في لُجَّةِ الألَمِ، أَمْ أُطلِقُها لِتَرحَلَ فَأَفقِدُ جُزءًا مِنِّي؟ أَحاوِلُ أنْ أُهادِنَ نَفسي، فَأُواسي العَقلَ بِأَنَّ النِّسيانَ قَدْ يَكونُ رَحمةً، وَ أُخبِرُ القَلبَ أَنَّ الشَّوقَ لَيْسَ إلا دَليلًا عَلَى حُبٍّ صادِقٍ عَبَرَ زَمَنَهُ وَ أَبى الرَّحيلَ.

في نِهايَةِ الصِّراعِ، أُدرِكُ أَنَّ الحياةَ تَستمِرُّ، وَ أنَّهُ لا بُدَّ مِنَ التَّوازُنِ. فَسَأُعطي العَقلَ ما يُريدُ مِن نِسيانٍ يَتَركُ جِراحَ الأمسِ تَندَمِلُ، وَ سَأُمنَحُ القَلبَ لحظاتِ اشتِياقٍ تَجعلُ الذِّكرى نَبضًا خَفيًّا في دَاخِلي، لا يُؤلِمُ وَ لا يَندَثِرُ.

المانيا في ١٦ شباط ٢٠٢٥

[fouadzadieke]

الشكر الكثير و الامتنان الكبير لشخصكم القدير دكتورة سيليا علي و معالي الدكتورة شهناز العبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام لمنحي دبلوم ذهبية معتمدة دوليًّا دمتم بدوام الرقيّ و التّألّق