Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2025, 06:57 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,592
افتراضي حُبُّ الذَّاتِ بقلم: فُؤادُ زَاديكِي

حُبُّ الذَّاتِ


بقلم: فُؤاد زَاديكِي

إِنَّ حُبَّ الذَّاتِ هُوَ شُعُورٌ طَبِيعِيٌّ يَجِبُ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِهِ كُلُّ إِنْسَانٍ، لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى تَقْدِيرِ الفَرْدِ لِنَفْسِهِ وَ احْتِرَامِهِ لِذَاتِهِ. وَ لَكِنَّ الأَمْرَ يَتَحَوَّلُ إِلَى مَشْكِلَةٍ خَطِيرَةٍ عِنْدَمَا يَتَجَاوَزُ هَذَا الحُبُّ الحُدُودَ المَعْقُولَةَ وَ يُصْبِحُ أَنَانِيَّةً مُفْرِطَةً، حَيْثُ يَعِيشُ الفَرْدُ لِنَفْسِهِ وَحْدَهُ دُونَ أَيِّ اعْتِبَارٍ لِلآخَرِينَ وَ لِمَشَاعِرِهِمْ أَوْ مَصَالِحِهِمْ.

إِنَّ الشَّخْصَ، الذِي يَنْغَمِسُ فِي هَذَا النَّوْعِ مِنَ الأَنَانِيَّةِ لا يُحِبُّ إِلَّا مَنْفَعَتَهُ الخَاصَّةَ، وَ يَسْعَى دَائِمًا لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ وَسَائِلِهِ، وَ سَوَاءٌ أَضَرَّ بِالآخَرِينَ أَمْ لَا. فَهُوَ لا يُلْقِي لَهُمْ بَالًا، وَ لَا يُبَالِي بِمَا يُسَبِّبُهُ مِنْ ضَرَرٍ نَفْسِيٍّ أَوْ مَعْنَوِيٍّ لِمَنْ حَوْلَهُ.

وَ لِهَذَا السُّلُوكِ أَثَرٌ سَلْبِيٌّ كَبِيرٌ عَلَى العَلَاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ، إِذْ يُصْبِحُ هَذَا الشَّخْصُ مَنْبُوذًا وَ مَكْرُوهًا، وَ يَتَجَنَّبُهُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ فِيهِ إِنْسَانًا لَا يُقَدِّرُ أَحَدًا وَ لَا يُبَالِي بِمَشَاعِرِ غَيْرِهِ. فَالتَّعَامُلُ مَعَ شَخْصٍ أَنَانِيٍّ يَكُونُ صَعْبًا وَ مُتْعِبًا، إِذْ يَفْتَقِرُ إِلَى التَّعَاوُنِ وَ التَّفَاهُمِ، وَ يُفَضِّلُ مَصَالِحَهُ الشَّخْصِيَّةَ عَلَى مَصَالِحِ الجَمَاعَةِ.

وَ فِي المُقَابِلِ، فَإِنَّ الإِنْسَانَ المُتَّزِنَ، الذِي يُحِبُّ ذَاتَهُ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ يَكُونُ قَادِرًا عَلَى مَحَبَّةِ الآخَرِينَ وَ التَّعَامُلِ مَعَهُمْ بِاحْتِرَامٍ وَ وِدٍّ. فَهُوَ يُدْرِكُ أَنَّ الحَيَاةَ قَائِمَةٌ عَلَى التَّعَاوُنِ وَ التَّفَاهُمِ، وَ أَنَّ مُسَاعَدَةَ الآخَرِينَ وَ التَّعَامُلَ مَعَهُمْ بِإِخْلَاصٍ يُؤَدِّيَانِ إِلَى حُبٍّ وَ احْتِرَامٍ مُتَبَادَلَيْنِ.

وَ خِتَامًا، فَإِنَّ حُبَّ الذَّاتِ لَا يَعْنِي الأَنَانِيَّةَ، وَ إِنَّمَا يَعْنِي تَقْدِيرَ الإِنْسَانِ لِنَفْسِهِ مَعَ احْتِرَامِهِ لِلآخَرِينَ. فَالشَّخْصُ الذِي يَتَصَرَّفُ بِأَنَانِيَّةٍ مَفْرُوطَةٍ سَيَجِدُ نَفْسَهُ وَحِيدًا، بَيْنَمَا، الذِي يُقَدِّرُ نَفْسَهُ وَ يُحْسِنُ التَّعَامُلَ مَعَ النَّاسِ سَيَكُونُ مَحْبُوبًا وَ مُحْتَرَمًا فِي المُجْتَمَعِ.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-03-2025 الساعة 03:08 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke