Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2025, 09:44 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,766
افتراضي الكِبْرِيَاءُ وَ التَّكَبُّرُ وَ الْمُكَابَرَةُ... فُرُوقٌ وَ مَعَانٍ فِي مِيزَانِ ال

الكِبْرِيَاءُ وَ التَّكَبُّرُ وَ الْمُكَابَرَةُ... فُرُوقٌ وَ مَعَانٍ فِي مِيزَانِ العَقْلِ وَ الأَخْلَاقِ

بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي

يَظُنُّ الكثيرون أنَّ الكِبْرِيَاءَ وَ التَّكَبُّرَ وَ المُكَابَرَةَ هِيَ مَعَانٍ مُتَقَارِبَةٌ إِلَّا أَنَّهُ فِي الحَقِيقَةِ تَحْمِلُ كُلٌّ مِنْهَا دَلالَاتٍ وَ مَعَانيًا مُتَمَيِّزَةً فِي سِيَاقِها. فَبالرَّغمِ مِنْ أَنَّ هَذِهِ المَفَاهِيمِ تَتَّصِفُ بِالزُّيُودَةِ فِي السِّيَاقِ الإنسَانِيِّ، إِلّا أنَّهَا تَحْمِلُ مَعَانِيًا مُتَفَرِّقَةً وَ تُؤَثِّرُ فِي سلوكِيَّاتِ النَّاسِ بَأَسْلُوبٍ مُمَيَّزٍ.

الكِبْرِيَاءُ هِيَ سِمَةٌ تَصِفُ الشَّخْصَ، الَّذِي يَحْتَفِظُ بِحُدُودِ كَرَامَتِهِ وَ نَفْسِيَّتِهِ، فَهُوَ مَنْ يَعِي قِيمَتَهُ وَ يَحْتَرِمُهَا فِي فَجْوَاتِ العَلاقاتِ البَشَرِيَّةِ. فِي الوَاقِعِ، يَعْتَزُّ الأفرادُ، الَّذِينَ يَتَّصِفُونَ بِالكِبْرِيَاءِ بِذَاتِهِمْ وَ يَرْتَفِعُونَ عَنْ مُعَامَلَاتِ الإِهَانَةِ وَ الإِذْلَالِ. فِي فَلْسَفَةِ نِيتْشِه، نَجِدُ تَفَسِيرًا لِلكِبْرِيَاءِ كَأَنَّهَا أداةٌ لِحِفْظِ الذَّاتِ مِنْ فَجَوَاتِ التَّحْطِيمِ النَّفْسِيِّ، فَالإنسانُ، الَّذِي لَا يَحْتَفِظُ بِكِبْرِيَائِهِ سَيُدَمِّرُهُ جَذَرِيًّا.

التَّكَبُّرُ هُوَ سِمَةٌ مَذْمُومَةٌ فِي الأَخْلَاقِ تَعْكِسُ تَفَاخُرَ الشَّخْصِ وَ عَجْرَفَتَهُ وَ تَعَالِيهِ عَلَى الآخَرِينَ. فَالْمُتَكَبِّرُ يَرَى نَفْسَهُ فَائِقًا عَلَى مَن سِوَاهُ وَ يَعَامِلُهُمْ مِن مَنظَارٍ دُونِيٍّ. يَحْتَقِرُ قُدَرَاتِ الآخَرِينَ وَ يَرَى أَنَّهُ فِي مَرْتَبَةٍ أَعْلَى مِنْهُمْ. فِي فَلْسَفَةِ شُوبَنْهَاوِر، يُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ التَّكَبُّرَ هُوَ مَرَضٌ نَفْسِيٌّ نَاتِجٌ عَنْ عَجْزٍ فِي التَّوَاصُلِ مَعَ الآخَرِينَ، وَ هُوَ أَحَدُ العَوَامِلِ، الَّتِي تَحُولُ دُونَ تَفَاهُمٍ إِنسَانِيٍّ حَقِيقِيٍّ.

المُكَابَرَةُ تَأْتِي فِي سِيَاقٍ آخَرَ. هِيَ رَفْضُ الإِنسَانِ القُبُولَ بِحَقِّ الآخَرِينَ حَتَّى وَ إِنْ كَانَ يَعْرِفُ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ عَلَى خَطَأٍ. هِيَ تَعَامُلٌ قَائِمٌ عَلَى الإِصْرَارِ عَلَى المَوَاقِفِ الخَاطِئَةِ وَ تَحَجُّرِ العَقْلِ فِي رَأْيٍ مَعَيَّنٍ. فِي فَلْسَفَةِ سارتر، يُفَسِّرُ المُكَابَرَةَ كَإِنكارٍ لِلْحَقِيقَةِ وَ تَمَسُّكٍ بِعُمُومِيَّاتٍ زَائِفَةٍ تَحُولُ دُونَ تَحَقُّقِ الوَاقِعِ. فَالشَّخْصُ، الَّذِي يُكَابِرُ يُحَاوِلُ الهُرُوبَ مِنْ مَسَاءَلةِ نَفْسِهِ وَ يَتَجَاهَلُ النُّصُوصَ المُلْزِمَةَ لِفَكِّ مَشَاكِلِهِ.

إِذًا، فَكُلُّ مَفْهُومٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ يُحَسِّنُ الوَاقِعَ الإنسَانِيَّ إِذَا مَا فُهِمَ بِصِيغَتِهِ الصَّحِيحَةِ. فَالكِبْرِيَاءُ فِي مَواقِعِهِ السَّامِيَةِ تَفِيدُ النُّموَّ النَّفْسِيَّ وَ الاعتزازَ بِالذَّاتِ، فِي حِينٍ أَنْ يَحْوُلَ التَّكَبُّرُ إِلَى نَقْصٍ فِي التَّوَاضُعِ وَ إِفسَادٍ لِعَلاقاتِ النَّاسِ. بَيْنَمَا تَكُونُ المُكَابَرَةُ عَائِقًا فِي تَقَبُّلِ التَّغْيِيرِ وَ النُّمُوِّ، تَحُولُ بَيْنَ الشَّخْصِ وَ مَرَافَقَةِ الحَقِيقَةِ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke