![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() سامحيني إن تسلّلتُ ذات مساءٍ عبر حروفي إلى عينيكِ بقلم: فؤاد زاديكى أنا شاعرٌ، وكما تعلمين، قلوبُ الشعراءِ تقتاتُ على الضوءِ المنبعث من عيون النّساء. لكنّني، وإن أسرفتُ في الغزل، لم أكنْ يومًا أبحث عن اجتياحٍ أو تطفّل، بل كان جمالُكِ يُلهمني كما تُلهمُ الزَّهرَ قطراتُ المطر. أُدركُ الآن، وبكلِّ يقينٍ، أنّ ما يُطربني قد لا يُرضيك، وأنّ ما يُسعد قلبي قد لا يُلامسُ قلبكِ بذات الشعور. فَمِنَ المؤلمِ أن يُساءَ فهمُ صدقِ الإعجابِ، و مِنَ الأجملِ أن نحترمَ الحدودَ, التي يضعُها الآخرون. أعتذر عن كلّ كلمةٍ شعرتِ أنّها ضايقتك، عن كلّ بيتِ شعرٍ بدا وكأنّه يقفزُ فوق سياجِ الخصوصية. لم يكنِ القصدُ إيذاءً، بل انبهارٌ ساذجٌ بلحظة حضوركِ. لكِ وعدٌ منّي، كما يليق برجلٍ يعرفُ قدرَ الكلمة، أن لا أُقحمَ نفسي في عالمكِ دون إذنٍ، أن لا أرفع ستار القصيدة إن لم يكنِ المشهدُ يُرضيكِ. الشاعر لا يكفّ عن الحلمِ، لكنّه قادرٌ على الصّمت احترامًا، وقادرٌ على كبحِ شوقِه إن كان ذلك يُريحُ من يُحِبُّ. فكلّ الغزلِ بعدَكِ مجرَّدُ كلماتٍ لا تستحقُّ الحبرَ، و كلّ بيتٍ لا يُرضيكِ، لا يليقُ بأن يُقالَ. اسمحي لي أن أحتفظَ بإعجابي في قلبي، دون بوحٍ، وأن أكتبَ للعالم كلّه... إلاكِ، إن لم ترغبي. فما أجملَ الشعرَ حين يقترنُ بالاحترام، وما أرقى الحبَّ حين يختارُ الصمتَ عندمَا يقتضي المقام. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:49 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|