![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() رَقْصَةُ الْمَشَاعِرِ بَيْنَ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى بقلم: فؤاد زاديكي فِي غَفْوَةِ الْحُلُمِ الْأَوَّلِ، تَلْتَقِي نَظَرَتَانِ، وَ فِي رَجْفَةِ الْهَوَاءِ الْخَفِيفِ تَتَعَانَقُ الْأَرْوَاحُ خِلْسَةً. يَبْدَأُ الْكَلَامُ بِلَا لُغَةٍ، وَ تَنْبُضُ الْأَصَابِعُ قَبْلَ الْحُرُوفِ، وَ يَتَحَرَّكُ الْوَجْدُ قَبْلَ الْكَلِمَاتِ. فِي مَوَاعِدِ الْقَلْبِ السِّرِّيَّةِ، تَخْتَلِطُ الْأَنْفَاسُ كَخَمْرٍ عَتِيقٍ، وَ يَنْبُتُ الْحَنِينُ عَلَى ضِفَافِ الرُّوحِ زُهُورًا لَا تَذْبُلُ. يَبْدَأُ كُلُّ شَيْءٍ بِالْخَفَقَانِ... نَظْرَةٌ تَحْمِلُ الْفَ حْوَى، وَ مَسَافَةٌ تَضِيقُ حَتَّى تَتَلَاشَى فِي لَحْظَةِ اقْتِرَابٍ مَجْنُونَةٍ. وَسَطَ هٰذِهِ الْحُمَّى الْمُعَطَّرَةِ، تَنْبُثُّ الْمَوَانِعُ كَأَسْلِمَةِ وَرْدٍ تَحْمِي نَفْسَهَا مِنْ الْعَطَشِ. قُيُودٌ مِنْ تَقَالِيدَ وَ مَخَاوِفَ وَ حُدُودٍ رُسِمَتْ خَوْفًا مِنَ الضَّيَاعِ، وَزاحْتِرَامًا لِمَا كَبُرَتْ عَلَيْهِ الْأَرْوَاحُ. فَهَلْ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَرِمَهَا وَ نَمْضِي فِي صَمْتٍ، أَمْ أَنْ نَتَمَرَّدَ عَلَيْهَا بِصَرَاخِ الْمَشَاعِرِ وَ وَقْعِ الْقُلُوبِ الْجَامِحَةِ؟ إِذَا كَانَ الْحُبُّ نَقِيًّا كَالْمَطَرِ، وَ الرَّغْبَةُ صَادِقَةً كَالنُّجُومِ، فَمَا الضَّيْرُ أَنْ نَخْلَعَ عَنَّا أَثْوَابَ الْخَوْفِ، وَ نُطْلِقَ أَجْنِحَةَ الْوَجْدِ فِي السَّمَاءِ؟ التَّمَرُّدُ هُنَا لَيْسَ عِصْيَانًا، بَلْ وَلَاءٌ لِلْحَقِيقَةِ الْخَالِصَةِ... وَ لَكِنَّ الْاحْتِرَامَ وَاقٍ ضَرُورِيٌّ، كَمَا يَحْمِي الْجِلْدُ رِقَّةَ الْقَلْبِ مِنَ الْخَدْشِ. تَبَادُلُ الْمَشَاعِرِ هُوَ رَقْصَةُ الرُّوحَيْنِ فِي فَضَاءِ الشَّغَفِ، وَ هُوَ الْمَسَافَةُ الْأُولَى بَيْنَ الْحُلْمِ وَ التَّحَقُّقِ. فِي كُلِّ كَلِمَةٍ صَادِقَةٍ، فِي كُلِّ لَمْسَةٍ طَاهِرَةٍ، يَنْبُتُ جِسْرٌ مِنَ النُّورِ، يَصِلُ الرُّوحَ بِالرُّوحِ. فَلْيَكُنِ الْحُبُّ أُنْشُودَةً صَادِقَةً، تَتَفَجَّرُ مِنَ الْقَلْبِ، وَ تَتَلَأْلَأُ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَ تَتَرَنَّمُ فِي الْجَسَدِ قَبْلَ الْكَلِمَاتِ. لَا قُيُودَ لِمَشَاعِرٍ نَقِيَّةٍ تَنْبُضُ بِالْحَيَاةِ، وَولَا مَكَانَ لِلْخَوْفِ فِي حَقْلِ الْحُبِّ الْمُزْهَرِ. فَالْقَلْبُ الْمُغَلَقُ يَضْمُرُ، وَ الْقَلْبُ الْمُنْفَتِحُ يُزْهِرُ وَ يُحَلِّقُ إِلَى السَّمَاءِ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:29 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|