![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كسر الخواطر بقلم فؤاد زاديكى مشاركتي على برنامج بوح الخواطر بعنوان كسر الخواطر في مجلة أسرة القلم إعداد و تقديم الأديبة إنصاف ابو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي و الدكتورة مها يوسف نصر. كسر الخواطر من أخطر الأمور، التي قد تقع في العلاقات الإنسانية، و أثره على النفس البشرية عميق، فهو يتسبّب في جروح نفسية قد تكون خفيّة، و لكنّها تظلّ ترافق الشّخص طوال حياته. إنّ التعامل مع مشاعر الآخرين بحذر و احترام هو أساس بناء علاقات سليمة و هادئة. ففي هذه الحياة، لا يمكننا تجاهل تأثير الكلمات و الأفعال على الآخرين، فبعض الكلمات قد تبني، و لكن هناك كلمات أخرى قد تهدم و تكسر القلوب. يُقال إنّ الكلمات كالسكاكين، فهي إمّا أن تَجرح أو تُداوي. إنّ لكلمة واحدة القدرة على تغيير مجرى يوم كامل لشخص آخر، إمّا إلى الأفضل أو إلى الأسوأ. و لذا فإنّ المسؤولية في اختيار الألفاظ تعني الكثير، خاصّةً عندما نتعامل مع مشاعر الآخرين. قد نمرّ بلحظات من الغضب أو التّوتّر، لكن علينا أن نُدرك أنّ لحظة انفلات اللسان قد تترك وراءها آثارًا لا تُمحى بسهولة. في هذا السياق، يأتي مفهوم كسر الخواطر ليشمل أكثر من مجرّد قول الكلمات الجارحة. فهو يشمل أيضًا الإهمال، و عدم الاهتمام، و عدم الاستماع لمشاعر الآخرين. أحيانًا قد يكون الشخص في أمسّ الحاجة إلى أن يشعر بالاهتمام، لكنّنا قد نتجاهله أو نعتقد أنّ ما يمرّ به لا يستحقّ أن نمنحه من وقتنا أو مشاعرنا. إنّ كسر الخاطر يحدث عندما نكون غير حريصين في تفاعلنا مع الآخرين، حينما نعتقد أنّ مشاعرهم ليست مهمّة بقدر مشاعرنا. و في بعض الأحيان، قد نكون غير مدركين لتأثير تصرّفاتنا على الآخرين، خاصّة إذا كانت تلك التصرّفات متكرّرة أو بدون مبرّر. في هذه الحالات، يصبح الكسر تدريجيًا، ليحفر أثره بمرور الوقت. من المهمّ أنْ نتعلّم كيف نحمي أنفسنا من كسر خواطر الآخرين، لكنّ الأهمّ من ذلك هو أنْ نتعلّم كيف نُصلح ما تمّ كسره. الاعتذار هو بداية الطريق، و لكنّه ليس كلّ شيء. فقد يحتاج الشخص المُجروح إلى وقت ليشفى من جرحه، و قد يحتاج إلى أن يشعر بالأمان قبل أن يستطيع أن يثق مجدّدًا. هنا تكمن أهمية النيّة الصّافية في إعادة بناء العلاقة. الاعتراف بالخطأ و إظهار النّدم هو أولى الخطوات نحو التئام الجرح. الحياة ليست دائمًا سهلة، و المواقف الصّعبة، التي نواجهها قد تجعلنا في بعض الأحيان نتصرّف بشكل لا يعكس شخصيتنا الحقيقيّة. لكنْ علينا أن نتذكّر أنّ التفهّم و الاعتذار يمكن أن يحدّا من الأضرار الناتجة عن كسر الخواطر. إنّ العلاقة الإنسانية الحقيقية لا تعتمد على العيش في الكمال، و لكن على القدرة على تصحيح الأخطاء و الاعتراف بها. لا شكّ أنّ من أهمّ مفاتيح التّعامل النّاجح مع الآخرين هو الاستماع. الاستماع الحقيقيّ، الذي يعبّر عن احترام مشاعر الطّرف الآخر، هو عنصر أساسيّ في تجنّب كسر الخواطر. أن تستمع إلى الشّخص الآخر يعني أنّك تقدّره، و أنّك تهتمّ بما يشعر به. و في الكثير من الأحيان، لا يحتاج الشّخص إلى حلّ لمشكلته، بل فقط إلى من يستمع إليه و يشاركه مشاعره. و إلى جانب الاستماع، يجب أن نحرص على كلماتنا و أفعالنا. ففي العلاقات الإنسانية، ليس هناك شيء أصعب من أن تشعر بأنّك غير مُقدّر، و أنّ مشاعرك يتمّ تجاهلها أو التّقليل منها. لذلك، من الواجب أن نكون صادقين في تعاملاتنا، و أن نراعي مشاعر الآخرين قبل أن نتحدّث أو نتصرّف. فالقول اللطيف قد يذهب بعيدًا في توثيق العلاقات و إعادة بناء الثّقة. في الختام، علينا أن نتذكّر أنّ كلّ شخص يمرّ بتحدّياته الخاصّة، و كلّ شخص لديه مشاعر تحتاج إلى الرعاية و الاحترام. كسر الخاطر لا يتعلّق فقط بالكلمات السيئة، بل بأفعالنا تجاه الآخرين. إذا أردنا أن نبني مجتمعًا أكثر حبًا و تفاهمًا، يجب أن نتعلّم كيف نتعامل مع مشاعر الآخرين بحذر، و أن نكون حريصين على عدم كسر الخواطر، بل على إعادة بناء العلاقات المكسورة برفقٍ و إحساسٍ عميقٍ بالمسؤولية. إنّ الإنسان، الذي يحرص على مشاعر الآخرين و يعمل على الحفاظ عليها، هو إنسان مَحَطُّ احترامٍ و تقديرٍ في كلّ زمانٍ و مكانٍ. |
#2
|
||||
|
||||
![]()
شكًرا لكم من القلب الاديبة الراقية الاستاذة إنصاف ابو ترابي و كل من الدكتورة عدنان الطيبي و مها يوسف نصر و مجلة أسرة القلم لمنحي وسام جبر الخواطر لمشاركتي على البرنامج و فقرة جبر الخواطر
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|