![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() صُعودُ الجِبالِ لا يُؤتَى بِالأَمانِي بقلم: فُؤاد زاديكِي الحَياةُ مَليئَةٌ بِالمَصاعِبِ، مُثْقَلَةٌ بِالأشْواكِ، و مَفْروشةٌ أحيانًا بِالتَّحدِّياتِ، الَّتي تَسْتَنْفِدُ مِنَّا قُوانا، كَمَا تَسْتَدْعي الكَثيرَ مِنَ الصَّبرِ وَ الْحِكْمَةِ وَ الْوَعْيِ لِكَيْ نُوَاصِلَ المَسيرَ. فَلَيسَتِ الدُّنيا مَكانًا لِمَنْ يَرْغَبُ فِي الرّاحَةِ الدّائِمَةِ، وَ إِنَّما هِيَ مِضمارُ صِراعٍ لِلْقَوِيِّ الصّابِرِ، وَ مَيْدانُ اخْتِبارٍ لِأَصْحابِ العَزيمَةِ وَ الإرادَةِ. وَ إِذا كانَ النَّجاحُ يُنْسَجُ مِنْ خُيوطِ التَّعَبِ وَ السَّهَرِ وَ الْمُجاهَدَةِ، فَإِنَّ تَحَمُّلَ المَشاقِّ وَ الصِّعابِ يُعْتَبَرُ رُكْنًا أَساسيًّا فِي صِناعَةِ الإِنْسانِ النّاجِحِ وَ الْمُتَّزِنِ. لِذلِكَ كانَ مِنَ الضَّرورِيِّ أَنْ يَتَّصِفَ الإِنْسانُ بِالحِلْمِ عِندَ الشَّدائِدِ، وَ بِالحِكْمَةِ عِندَ المُشْكِلاتِ، وَ بِالتَّأنِّي فِي مَواقِفِ الضَّغْطِ وَ الإِحْباطِ، حَتّى يَسْتَطيعَ أَنْ يَعْبُرَ نَحوَ الأَمَلِ وَ النَّجاحِ. وَ ما مِنْ شَخْصٍ عَظِيمٍ فِي التّاريخِ إِلَّا و امْتَحَنَتْهُ الحَياةُ وَ اخْتَبَرَتْ قُدْرَتَهُ عَلى التَّحَمُّلِ. وَ ها هُوَ "نِلسون مانديلا" يَقْضي سِنِينَ طَوِيلَةً فِي السِّجْنِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ، بَلْ خَرَجَ أَكْثَرَ عَظَمَةً وَ قُدْرَةً عَلى تَغييرِ وَطَنِه. وَ كَذلِكَ "طَه حُسَيْن"، الَّذِي تَغَلَّبَ عَلى الإِعاقَةِ وَ الظُّروفِ القاسِيَةِ، حَتّى أَصْبَحَ عَلَمًا فِي الأَدَبِ وَ الفِكْرِ. فَأَمَّا مَنْ يَعْجَزُ عَن تَحَمُّلِ المَصاعِبِ، وَ يَسْقُطُ أَمامَ كُلِّ عَقَبَةٍ، فَإِنَّهُ يَسِيرُ نَحْوَ هَاوِيَةِ الضَّياعِ وَ يَخْسَرُ ذَاتَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْسَرَ الدُّنْيا. لَكِنَّ السُّؤالَ الَّذِي يُطْرَحُ هُنا: هَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَسْلِمَ وَ يَتَراجَعَ وَ يُقِرَّ بِالهَزيمَةِ؟ الإِجابَةُ القاطِعَةُ: كَلَّا. فَالإِنْسانُ يُولَدُ ضَعِيفًا، لَكِنَّهُ يَتَعَلَّمُ القُوَّةَ، وَ يَخْلُقُ فِي نَفْسِهِ الطّاقَةَ عَلَى المُواجَهَةِ. وَ الإِخْفاقُ لا يَعْنِي النِّهايَةَ، بَلْ هُوَ دَرْسٌ، وَ فُرْصَةٌ لِلتَّصْحِيحِ وَ الإِعادَةِ بِوَعْيٍ أَكْبَرَ وَ خِبْرَةٍ أَغْنى. إِذًا، لْنَتَسَلَّحْ بِالصَّبْرِ، وَ نَتَّكِئْ عَلى الحِكْمَةِ، وَ نَمْضِ قُدُمًا في طَرِيقِ الحَياةِ، فَكُلُّ صُعُوبَةٍ تَخْفِي خَلْفَها فُرْصَةً، وَ كُلُّ مِحْنَةٍ تَحْمِلُ فِي طَيّاتِها مِنْحَةً، وَ مَنْ صَبَرَ ظَفِرَ، وَ مَنْ تَأنَّى نَالَ مَا تَمَنَّى. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:49 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() حنين كوكي كريمة عبدالوهاب شكرا لكم استاذة حنين كوكي و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي صعود الجبال https://alakhbrianews.blogspot.com/2...kK5INfWBc9CNhg |
#3
|
||||
|
||||
![]() Samir T. Yaghi اشكر شخصكم الراقي و الفاضل استاذ سمير ياغي و مجلة ضفاف القلوب لتوثيق نصي صعود الجبال https://dhifafgolob.blogspot.com/202...XJntNGqCXOIC1w |
#4
|
||||
|
||||
![]() هيام الملوحي شكرًا عميقًا لشخصكم الفاضل استاذة هيام الملوحي و منتدى نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي صعود الجبال https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...U6AL_aJJCuOo9g
|
#5
|
||||
|
||||
![]() Abd El Malek Jaouéd شكرًا من أعماق القلب لشخصكم الفاضل استاذة عبد المالك جاويد و الجامعة العربية الدولية للثقافة و السلام فرنسا لتوثيق نصي صعود الجبال لا يؤتى بالأماني https://yaucpfrance.wordpress.com/20...XWtSSaxCX3sKMA |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|