![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() نارُ الطَّيشِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى لا تَسْلُكِ الدّربَ مَغْرُورًا، فَذَا خَطَرُ ... الزّيفُ يَخْدَعُ و العُقْبَى هِيَ الضَرَرُ ما كلُّ بَرْقٍ تَرَى في الأفْقِ مُشْتَعِلًا ... إلّا و عندَ الضَّياعِ الحُزنُ و الكَدَرُ كم من فتًى طائشٍ قد هانَ مَبدَأَهُ ... لمّا أطاعَ هوىً في القلبِ يَسْتَعِرُ يَرنُو إلى المَجدِ في مَسْعَى مُجَازَفَةِ ... يَهْوِي صَرِيعًا، و ما للدّهرِ مُعْتَذَرُ يَمْشِي على شُعَبٍ تَغلِي مَكائدُها ... كأنّهُ لا يرَى نارًا سَتَسْتَعِرُ العقلُ زَانَ الفَتَى، إنْ ظَلَّ مُعْتَمَدًا ... و سِترُهُ في الخُطُوبِ الحُلمُ و الفِكَرُ يا صاحِ كنْ حَازِمًا، لا تَنْجَرِفْ عَبَثًا ... فالطّيشُ داءٌ بهِ الأرواحُ تُنْتَحَرُ فالنّفسُ تَشْقَى إذا أغرَتْ مَطْامِعُهَا ... و الموجُ يُغْرِقُ إنْ غاصَتْ بهِ الجُزُرُ و الرأيُ من دُون مِيزانٍ، يُضِلُّ فَتًى ... قد كانَ بالأمسِ في الأفكارِ يَفتَخِرُ و كم شَقِيٍّ رمَى الآمالَ من سَفَهٍ ... فاستيقظَ الحلمُ في الأحزانِ يَحتَضِرُ و كم غَرِيرٍ بَنَى فوقَ الغُرورِ لهُ ... صَرحًا فهَدَّهُ في وَقْعِ الأذَى قَدَرُ مَن يَزرَعِ التّيهَ لا يُرجَى لَهُ ثَمَرٌ ...و لا يَفُوزُ بما يسعَى و يَنْتَظِرُ تَأَنَّ، تَفْلَحُ في صَبرٍ، بِهِ دُرَرٌ ... و كم هَوَى مَن جرَى و الوقتُ مُنْدَثِرُ فالعقلُ زادُ الفتَى إن رامَ مَكرُمةً ... و الحلمُ دربٌ بهِ الأقدارُ تَفْتَخِرُ فاحْذَرْ هُيَامَ الهوَى إنْ كُنتَ مُمْتَلِكًا ... زِمَامَهُ، فالهَوى نارٌ سَتَنْفَجِرُ وازنْ خُطَاكَ إذا ما خيَّرَتكَ دُنا ... ما كلُّ ما يُلْمِعُ البرّاقُ يُعْتَبَرُ و اغرسْ رَشادَكَ في أرضِ الفتَى أدبًا ... فالزّرعُ بالرّفقِ لا بالطَّيشِ يَزْدَهِرُ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:10 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|