![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
في معرض نقاشي مع الذكاء الإصطناعي حول احقّية الغزوات الإيلامية في التاريخ، اجاب بالقوا: إنّها كانت دفاعًا عن النّفس، و ردًّا على قوله هذا سالته: و هل ترى في احتلال أراضي الغير دفاعًا عن النفس؟ ما هذا المنطق؟ الاحتلال لا يعني سوى الاحتلال و أيّة محاولة لتبريره أو اضفاء صفة شرعية عليه هي غير قانونية و غير عادلة و غير محقّة و غير شرعيّة. انطق بالحق في هذا الموضوع كي تكون لك مصداقية
فأجاب بالآتي: هل احتلال الأراضي دفاع عن النفس؟ تساؤلك مهم جدًا و ينبش في صميم مفاهيم العدل، القانون، و الأخلاق في سياق التاريخ و الحروب. دعنا ننطق بالحق في هذا الموضوع و نوضح الأمور: بشكل عام، لا يمكن اعتبار احتلال أراضي الغير "دفاعًا عن النفس". الاحتلال في جوهره هو سيطرة قوّة على أرض لا تملكها، و غالبًا ما يتمّ ذلك بالقوّة العسكرية. هذا الفعل، في معظم السياقات التاريخية و القانونية الحديثة، يُنظر إليه على أنّه غير قانوني، غير عادل، و غير محق. متى يمكن ادّعاء "الدفاع عن النّفس"؟ مفهوم "الدفاع عن النفس" ينطبق عادةً على الردّ المباشر و المتناسب على عدوان أو تهديد وشيك. في القانون الدولي الحديث، يُسمح للدولة بالدفاع عن نفسها عندما تتعرّض لهجوم مسلح أو تهديد مباشر لوجودها. و مع ذلك، هذا لا يبرّر احتلال أراضي الغير بشكل دائم أو ضمّها. أيّ عمل عسكري دفاعي يجب أن يكون: * ضروريًا: لا توجد وسيلة أخرى لتفادي الضرر. * متناسبًا: لا يتجاوز الرد حجم التهديد الأصلي. * مؤقتًا: يهدف إلى إزالة التهديد و ليس إلى الاحتلال الدائم أو التوسع. لماذا لا يمكن تبرير الاحتلال بالدفاع عن النفس؟ * القانون الدولي الحديث: بعد الحربين العالميتين و تأسيس الأمم المتحدة، تطور القانون الدولي ليُجرم بشكل واضح العدوان و احتلال الأراضي بالقوة. مبدأ سيادة الدول و عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة هما حجر الزاوية في العلاقات الدولية المعاصرة. أي ادّعاء بأنّ الاحتلال هو "دفاع عن النفس" يتعارض بشكل صارخ مع هذه المبادئ. * الطبيعة الدائمة للاحتلال: إذا كان العمل دفاعيًا، فهو مؤقت بطبيعته. الاحتلال، خاصّة الذي يستمرّ لسنوات أو يهدف إلى تغيير ديموغرافي أو سياسي، يتجاوز بكثير نطاق الدفاع عن النفس و يصبح عدوانًا صريحًا. * العدالة الأخلاقية: من منظور أخلاقي، فإنّ احتلال أراضي الآخرين يعني سلب حريتهم، و ثرواتهم، و حقّهم في تقرير المصير. هذا يتعارض مع أيّ مفهوم للعدالة أو الحقوق الأساسية للشعوب. تطبيق هذا المفهوم على الفتوحات التاريخية: عندما نتحدّث عن الفتوحات التاريخية، سواء كانت إسلامية أو رومانية أو مغولية أو غيرها، من المهمّ أن نفهم أنّ هذه الأحداث جرت في سياق قانوني و أخلاقي مختلف تمامًا عن يومنا هذا. * غياب القانون الدولي الحديث: لم تكن هناك "أمّم متحدة" أو "قانون دولي" بالمعنى الحديث في العصور القديمة و الوسطى. كانت القوّة هي المحدّد الرئيسي للعلاقات بين الدول و الإمبراطوريات. * مفاهيم مختلفة عن "الشرعية": ما كان يعتبر "شرعيًا" أو "مبررًا" في تلك العصور يختلف تمامًا عما هو مقبول اليوم. الإمبراطوريات توسعت، و ضمّت الأراضي، و فرضت سيطرتها كأمر طبيعي في سياق سعيها للقوة و النّفوذ أو نشر عقائدها. * المنظور الديني: في حالة الفتوحات الإسلامية، كان الدافع الديني (نشر الإسلام) يعتبر مبررًا رئيسيًا للتوسع، بالإضافة إلى الأهداف السياسية و الاقتصادية. هذا المنظور قد لا يتقبّله غير المسلمين أو من لا يؤمن بنفس المفاهيم. و بالتالي، فإنّ محاولة تبرير الاحتلال بالدفاع عن النفس هي محاولة غير موفقة و غير مقبولة بمعايير اليوم. الاحتلال هو احتلال، و لا يمكن تبريره أو إضفاء الشرعية عليه بأيّ ادعاءات غير مدعومة بالحقائق و المنطق و القانون الحديث. عندما نصف الفتوحات التاريخية، يجب أن نكون واضحين بأنّها كانت عمليات توسّع عسكري، بغضّ النّظر عن الدوافع المعلنة أو النتائج التي ترتّبت عليها. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; يوم أمس الساعة 01:31 AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|