Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى التسلية > تسليات منوّعة و طرائف من العالم

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2006, 11:39 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,135
افتراضي لا يستطيع كل شخص ممارسة مهنة الكذب. بقلم: فؤاد زاديكه

الأخوان النقيضان
من عادة والدي أنه كلّما سنحت له فرصة الحديث استعاد الكثير من ذكريات الأمس وسرد قصصا ونكات وهي ما نسميها بلغتنا العامية الدارجة أزخينيّا " مسلوكات " ومعظم أحاديثه تحمل كثيرا من الحكم والأمثال والعبر والعظات التي يمكن للمرء أن يستفيد منها. وكنا البارحة أنا وسميرة ووالدتي على موعد مع روايات كثيرة له سجّلت إحداها وأردت أن أنقلها لإخوتنا زوار المنتديات الكرام وربما يكونوا قد سمعوها ولتكن في الإعادة إفادة.
يحكى أنه كانت في قديم الزمان إمارة يحكمها أمير يسأل عن شؤون رعيته على الدوام ويتفقد أحوالهم ليقف عند احتياجاتهم ويقف على أوضاعهم. وكان في تلك الأزمنة معلوما بأنه توجد في هذه الإمارة جمعية للكذبة ينتسب إليها كل مَن يرى في نفسه المقدرة على ممارسة "مهنة الكذب" وكان هؤلاء الكذابون يعتاشون من هذه المهنة وتدر عليهم رزق يومهم بل أنهم كانوا من الأغنياء! لكثرة الكذب الذي كانوا يمارسونه.
كان لأحد هؤلاء الكذبة أخ عرض على أخيه أن ينسّبه إلى جمعيتهم لأنه لم يكن له عمل و يريد هو الآخر- أسوة بأخيه - أن يصير له الكذب مصدر رزق يعيل من خلال ممارسته عائلته, فقال له أخوه يا أخي أنت لم تكذب في حياتك! فكيف ستستطيع أن تتعلم الكذب؟ أجابه أخوه قائلا ما عليك. إني سوف أتدبر أمري وأتعلم الكذب كما تعلمتموه أنتم. لم يقتنع أخوه بما يقول لكنه بقي عاجزا أمام إصرار أخيه وهو كان رئيس جمعية الكذابين فوعده على تلبية طلبه وفعلا ضمّه إلى الجمعية وتم الاعتراف به كعضو. لم يمض على ذلك يومان حتى سمع بأن الأمير قد حكم على أخيه بالسجن. فذهب إلى الأمير راجيا إياه أن يعفو عن أخيه ويطلق سراحه فرفض الأمير بحجة أن أخاه كذب كذبة عظيمة لا يمكن تصديقها. فسأل الأخ الكذاب المحترف الأمير قائلا: ما هي هذه الكذبة يا سيدي؟ أجابه الأمير بأن أخاه زعم أنه رأى كلابا تنبح في السماء, وأن هذا لا يمكن أن يصير!
لم ينتظر الأخ طويلا فقال: أجل يا سيدي إن ما يقوله أخي صحيح. فقال الأمير: وأنت أيضا تقول مثل ما يقول أخوك؟ قال: نعم يا أميري, وأنا أعرف القصة تماما وقد سمعت صوت الكلاب وهي تنبح في السماء. قال الأمير: كيف يكون هذا؟ أجاب الكذاب المحترف: يا أميري كانت كلبة في حارتنا قد وضعت جراءها حديثا وفيما هي على تلك الحال إذ بطائر كبير ينقضّ على الجراء ويأخذ واحدا منها وحين كان الطير يحلق بها بعيدا كانت تنبح وقد سمعنا اصواتها.
اقتنع الأمير بقول الأخ الكاذب, فأمر على الفور بإطلاق سراح أخيه وعندما عاد أخوه إلى البيت قال له: يا أخي ألم اقل لك أن الكذب ليست مهنتك؟ وأنه ليس بمقدوركل شخص ممارسة مهنة الكذب والتي تحتاج إلى مهارات كثيرة وكبيرة؟ وأنك لم تكذب في حياتك يوما واحدا فكيف ستتمكن من ممارسة هذه المهنة؟ اعتذر الأخ الصادق من أخيه الكاذب وقال له معك حق يا أخي أنا سأكف عن الكذب لأنه ليس صنعتي ولا توجد لدي خبرة فيه. وقد أنقذت حياتي اليوم ومن يدري غدا فقد أكذب كذبة لا يصدقها أحد فأجني بها على نفسي. سرّ الأخ الكذاب من قرار أخيه الصادق وارتاح له لأنه عاد إلى جادة الصواب. ومَن يمتهن غير مهنته فسوف لن يفلح فيها.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke