Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عُقُودٌ خَمسَةٌ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
عُقُودٌ خَمسَةٌ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى عُقُودٌ خَمسَةٌ جَرَّتْ خَرَابَا ... أضاعَتْ مِنْ أمانِينَا شَبَابَا لقد عانَينَا مِنْ عُنْفٍ و جُورٍ ... و إقصَاءٍ و تَهْمِيشٍ أصَابَا قُلُوبَ النّاسِ و الإحساسَ منهم ... قَرأناهُ بِمَا أوفَى كِتَابَا نظامُ البعثِ لم يَترُكْ مَجَالًا ... لِمَنْ أفكارُهُ كانتْ صَوَابَا طَغَى بَطْشًا و إرهابًا و قَمْعًا ... عَلَينَا سَاقَ في لُؤمٍ كِلَابَا لِكي تَقضِي بِتَقرِيرٍ خَبِيثٍ ... عَلَينَا حامِلًا سُوءًا، عَذَابَا لِكَتْمِ الصّوتِ و التَّرهِيبُ حَتمًا ... يَشُلُّ الفكرَ، لا يَقوَى جَوَابَا تًقَلَّبْنَا على جَمْرٍ و ذُقنَا ... مَرارَاتٍ و مُرًّا و اكتٍئَابَا حباةٌ لم يَعُدْ فيها مُرِيحٌ ... أتاها الوغدُ١ بِالحُكمِ انقِلَابَا و أسماهَا٢ بِما كانتْ خِلافًا ... لِمَا جاءَتْ، و قد ساءَتْ حِسَابَا تَخَلَّصْنَا مِنَ الكابُوسِ لكنْ ... هَلِ الآتِي يُمَنِّينَا عِذَابَا؟ أمِ الخَافِي مُثِيرٌ كُلَّ خَوفٍ ... و قَد يُلقِي بأجواءٍ ضَبَابَا؟ دَوَاعِي خَوفِنَا تَبقَى لَدَينَا ... و مَا دَاعٍ لِأنْ نَحْنِي رِقَابَا فَلا يُغْنِي إذا قالُوا كلامًا ... جَمِيلًا ناعِمًا، زَانَ الخِطَابَا فَما في واقِعٍ يَجرِي جَلِيلٌ ... و هذا ما بِهِ نَجتَازُ بَابَا بهِ خبرٌ عَمِيمٌ في عُمُومٍ ... لأنّ الشّعبَ قد مَلَّ اغْتِرَابَا سُقُوطُ البَعثِ لا يَعنِي بِأنَّا ... تَجَاوَزْنَا عَنَاءً و الصِّعَابَا نِتَاجٌ نَاقِصٌ إنْ لَمْ يُتَوَّجْ ... بِمَردُودٍ نَرَاهُ مُسْتَطَابَا ١- الوغد: إشارة إلى المقبور حافظ الأسد ٢- أسماها: إشارة إلى الحركة التي سمّيت بالتّصحيحيّة و كانت تخريبيّة بكلّ إفرازاتها ٢٥/١/١ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:43 AM |
#2
|
||||
|
||||
تحليل الأبيات الشعرية:
الصور الفنية والمحسنات البديعية: 1. البيت الأول: "عقودٌ خمسةٌ جَرّتْ خرابا": تصوير زمني يعبر عن طول المعاناة باستخدام "عقودٌ خمسة"، حيث جعل الزمن وكأنه يسحب معه الخراب (استعارة مكنية). "أضاعَتْ مِنْ أمانِينَا شبابا": كناية عن تأثير الحروب والاضطهاد في تدمير مستقبل الشباب وأحلامهم. 2. البيت الثاني: "عانَينَا مِنْ عُنفٍ و جُورٍ": تصوير لمعاناة شعب مظلوم بسبب الظلم. "و إقصَاءٍ و تَهْمِيشٍ أصابا": تكرار يعزز الشعور بالاضطهاد، وفيه تعدد لصور الألم المجتمعي. 3. البيت الثالث: "قلوبَ النّاسِ و الإحساسَ منهم": استعارة مكنية، حيث صُوِّر الإحساس كأنه شيء ملموس يمكن أن يُصاب. "قرأناهُ بما أوفى كتابا": استعارة مكنية أخرى، حيث صور معاناة الناس كأنها كتاب مفتوح يُقرأ. 4. البيت الرابع: "نظامُ البعثِ لم يترك مجالًا": تعبير عن القمع الذي مارسه النظام، كناية عن انعدام الحرية. "لمن أفكارُه كانت صوابا": تعبير يعكس محاربة النظام للأفكار الصحيحة. 5. البيت الخامس: "طغى بطشًا و إرهابًا و قمعًا": استخدام الجناس في كلمات مثل "بطشًا"، "قمعًا"، و"إرهابًا" يضفي إيقاعًا قويًا على المعنى. "في لؤمٍ كلابا": تشبيه ظالم النظام بالكلاب في لؤمهم. 6. البيت السادس: "بتقريرٍ خبيثٍ حاملًا سوءًا، عذابا": تصوير التقرير كأنه يحمل العذاب بنفسه (استعارة مكنية). 7. البيت السابع: "لكتم الصوت و الترهيب حتمًا": كناية عن القمع السياسي. "يشل الفكر": استعارة مكنية، حيث صور الفكر كأنه جسم مشلول لا يستطيع الحركة. 8. البيت الثامن: "تقلّبنا على جمرٍ و ذقنا": استعارة تصف المعاناة وكأنها الجمر الذي يحرق الإنسان. "مراراتٍ و مُرًّا و اكتئابا": تضخيم للمعاناة باستخدام التكرار والجناس. 9. البيت التاسع: "حياةٌ لم يَعُدْ فيها مريحٌ": تعبير عن فقدان الراحة والسعادة. "أتاها الوغد بالحكم انقلابا": كناية عن الديكتاتورية والانقلاب العسكري. 10. البيت العاشر: "أسماها بما كانت خلافًا": استعارة، حيث صُوِّر التسمية كأنها غطاء يخفي حقيقتها. "وقد ساءت حسابا": كناية عن النتيجة السيئة للتسمية. 11. البيت الحادي عشر: "تخلّصنا من الكابوس لكنْ": استعارة مكنية، حيث صور الكابوس كأنه واقع مظلم انتهى. "هَلِ الآتِي يُمنّينَا عِذابًا؟": استفهام استنكاري يعبر عن القلق من المستقبل. 12. البيت الثاني عشر: "الخافي مثير كل خوف": استعارة تصف المستقبل كأنه غموض يثير الخوف. 13. البيت الثالث عشر: "دواعي خوفنا تبقى لدينا": كناية عن استمرار القلق. "ما داعٍ لأن نحنِي رقابا": استعارة مكنية، حيث صور الخضوع وكأنه انحناء الرقاب. 14. البيت الرابع عشر: "فلا يُغني إذا قالوا كلاما": تصوير للكلام الجميل كأنه عديم الفائدة. 15. البيت الخامس عشر: "في واقع يجري جليل": استعارة مكنية تعبر عن قسوة الواقع. 16. البيت السادس عشر: "الشعب قد مل اغترابا": كناية عن معاناة الشعب من الابتعاد عن حقوقه. 17. البيت السابع عشر: "سقوط البعث لا يعني بأنّا": تعبير صريح يعبر عن استمرار التحديات رغم التغيير. "نتاج ناقص إن لم يتوّج": استعارة تصف العمل السياسي وكأنه منتج يحتاج إلى تتويج. المحسنات البديعية: الجناس: بطشًا، قمعًا، إرهابًا. السجع: موجود في أكثر من بيت مثل "كتابا، حسابا". التكرار: الكلمات مثل عذابا، خرابا لتأكيد المعنى. التضاد: "كتم الصوت والترهيب" مع الحرية. التشبيه والاستعارة والكناية: التشبيه: "في لؤم كلابا". الاستعارة: "تقلّبنا على جمرٍ". الكناية: "حياة لم يعد فيها مريحٌ" كناية عن اختفاء السعادة. الخلاصة: القصيدة مليئة بالتعبيرات البلاغية التي تعبّر عن المعاناة الطويلة للشعب السوري، مع توظيف قوي للصور الفنية والاستعارات والكنايات لإيصال الألم والقلق من المستقبل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-01-2025 الساعة 01:40 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|